الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثوابت الغربية – العربية

جورج سامى

2008 / 11 / 24
السياسة والعلاقات الدولية


بعد نجاح اوباما في الانتخابات الرئاسية الأمريكية وفوزه بمنصب رئيس اكبر دولة في العالم شئنا أم أبينا ، وبعد تصدره لمعظم مقالات الكُتاب والصحفيين والمفكرين لم أشأ الكتابة في ذلك الموضوع إلا بعد القراءة والتحليل لكل ما تم كتابته ومشاهدته.

الواقع يقول أن اوباما لن يغير شئ ما في القضايا الداخلية المتعلقة بنا في دول منطقة الشرق الأوسط فهو لن يفرض أجندته في الإصلاح السياسي في دول تلك المنطقة ومن البديهي أن الأجندة الخاصة بالحزب الديموقراطي دائما ما تتسم باللباقة والأسلوب الهادئ ، فالرئيس الحالي جورج بوش كان أسلوبه قاسى في فرض قضايا الإصلاح خلال فترة الرئاسة ودائما كان يهدد بالعقوبات لبعض الدول.

والواقع أيضاً يقول أن باراك اوباما لن يلتفت لنا بل ستكون اولوياته هي المشاكل الداخلية للمجتمع الامريكى مثل البطالة والتأمين الصحي بجانب الأزمة الاقتصادية العالمية وولاء مطلق لإسرائيل في القضية الفلسطينية فلا تنتظروا منه شيئاً.
ولكن ما أثار انتباهي في تلك الانتخابات هي انهيار الثوابت الأمريكية فالحزب الديوقراطى كان رهانه على اثنين من أفراد المجتمع الغير مرغوب فيهم رئاسياً الأولى امرأة وهى هيلارى كلينتون والثاني اوباما من أصول افريقية سوداء وأصول مسلمه من والده.

هنا فقط الثوابت الأمريكية تنهار بترشيح الاثنين وفوز احدهما وينبغي الإشارة لوجود عنصر أخر وهو سنه الصغير وهذا لم يكن موجودا من قبل إلا قليلاً جدا.
إذاً أمريكا تحطم ثوابتها التي طالما اعتنقتها ودافعت عنها في الخفاء من عدم قبول السود والأقليات الدينية والعرقية كل ذلك ينهار من اجل إصلاح الوطن وثباته من اجل أجيال جديدة يكون لها مستقبل أفضل ، من اجل التغيير الذي يجعل الحياة أفضل ، التغيير الذي يُسرى الدماء المتجلطة داخل الشرايين والعروق الأمريكية.
أما العرب فلهم أيضاً ثوابتهم ولكنها على النقيض من المجتمع الامريكى ، المهم هو الحفاظ على كرسي الحكم حتى لو كان على حساب الشعب ومستقبل البلاد !!!!
فها هى لبنان لم تستطع انتخاب رئيس جديد إلا بشق الأنفس ، وسوريا وتغيير الدستور لتوريث الحكم ، ومصر والحديث عن التوريث ، ودول الخليج المحكومة بالأسر المالكة، وفلسطين والتذرع بالأزمة مع حماس، وليبيا ، والجزائر وتغيير دستورها لتمديد مدد أخرى للرئيس بوتفليقه.
حتى موريتانيا صاحبة الانتخابات الديموقراطية الحقيقية لم تستطع تحمل صدمة حضارية في تاريخها فتم محوها بانقلاب على سلطة شرعيه تم انتخابها من قبل الشعب.

نحن ونعوذ بالله من كلمة نحن ثوابتنا العربية ضد ثوابتهم الغربية ، حضارتنا وتاريخنا وأصولنا يأبوا علينا بالتقدم مرة واحدة!!!!
نرفض تجربة تجارب الآخرين في حين إننا فشلنا في صياغة تجربة واحدة لنا!!!!
فكر كمواطن عربي في اى شئ ألا كرسي الحكم . ماذا لو كان اوباما مواطن عربي صاحب بشرة سمراء ومن أصول دينية مختلفة عنا مثل البوذية أو البهائية أو الشيعة أو حتى المسيحية كان مصيره الحتمي مجرد مواطن بسيط لا يستطيع أن ينال ابسط حقوقه .
في أمريكا تتحطم القيود وعندنا تزداد القيود من أجل أوطان توصف بالأفضل من اجل ثوابت هشة!!
أما هم فليذهبوا للجحيم فلن نفكر في خوض تجاربهم فهم مجرد كفرة مبدعين!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضفة الغربية: مقتل 7 فلسطينيين بنيران القوات الإسرائيلية في


.. زيلينسكي يطمئن الأوكرانيين ويعيد التأكيد على الحاجة الماسة ل




.. الأطفال في لبنان يدفعون غاليا ثمن التصعيد في الجنوب بين -حزب


.. ردود فعل غاضبة في إسرائيل على طلب إصدار مذكرات توقيف بحق نتن




.. جيل شباب أكثر تشدداً قد يكون لهم دور في المرحلة المقبلة في إ