الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خيارات السياسة خلق كالمتعة والأمل والأصالة

حمزة الحسن

2008 / 11 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


يعوي سياسيون عراقيون هذه الايام بأنهم "حشروا" بين الموافقة أو الانتحار،
بين رفض الاتفاقية أو الفوضى،
بين القبول أو الجنون الخ.

طبعا المخلوقات التي تفتقد للأصالة والمعرفة والخلق هي التي تجد نفسها محشورة بين خيارين ـ أو هكذا تتوهم.
والأصالة المعني بها ليست الأصالة بالمعنى التقليدي، الأصالة خلق وابتكار كالفن والمتعة والجمال.

الأصالة الجاهزة هي عقد لؤلؤ على رقبة خنزير.
سواء اصالة العائلة أو اصالة المعرفة أو اصالة الفن.

المحشور بين خيارين واقع في فخ نجر له بدقة على مدى سنوات كي يصل الى هذا العواء.
المحشور ـ خاصة في السياسية:فن الخيارات الأوسع ـ بين خيارين جحش سياسي ودمية سيرك.
المحشور بين خيارين أثول وأعمى لا يرى الخيارات الهائلة خاصة في السياسة.

ولكن حين يكون السياسي بهذا الحجم حتى يكاد لايرى بكل مجاهر العالم ومكبرات النجوم الزائلة فمن المنطقي ان وضعه في بركة ماء صغيرة تجعله يتوهم انه يغرق في بحر.

الغرق الحقيقي هو داخلي.
لا يغرق السياسي من الخارج أبدا الا اذا خضع لمنطق الخيارين.

ضع فأرا في غرفة وراقب كيف ينتقل من جدار الى اخر ومن زاوية الى اخرى وحين لا يعثر على جحر يواصل البحث ـ يبحث عن خيار أو يخلقه.

عواء متواصل هذه الايام: حشرنا بين خيارين الخ.
هذه ليست المرة الاولى تعوي هذه الثعالب التي لم تفكر مرة واحدة وهي تضع حنديرة الخيول لماذا تحشر دائما بين خيارين فقط؟

السياسة هي الحرب بوسائل اخرى ـ تعريف مدرسي قاله كلاوزفيتز.
لماذا يجد هؤلاء النشامى أنفسهم محشورين دائما؟
اليس هو بالضبط هدف الطرف الاخر؟

حتى خيول السباق تمتلك أكثر من خيار ـ ليس حتما تواصل. بعضها يتوقف، يحرن، يخرج عن الخط.
حتى كلاب الزلاقات ترفض احيانا الخيار الأوحد.

مدهش أن يجد هؤلاء انفسهم بين" خيارين" لأنه ضروري للبكاء والعويل والنباح والتخلي عن كل مسؤولية.
ولكن كيف يحصل ان يجد هذا الحشد من الساسة وبعضهم معبأ بالسلاح والمال والاتباع الى أقصى مدى؟

الشخص المداهم في الحرب ، مثلا، وعن تجربة شخصية ، لا يعثر على بندقيته وهي بين رجليه أو في حضنه.
المداهم واقع في كابوس والكابوس يلغي الخيارات الاخرى.

لكن هؤلاء ليسوا من هذا الصنف.
انهم هكذا.

الخيارات في السياسة خلق كالمتعة والادب والنص والموسيقى والأمل.

الأمل كالأصالة خلق.
الخيار السياسي كالقبلة خلق.

من حق صانع هذا الفخ أن يضحك وهو يرى هذه المخلوقات تعوي عن أغنية الخيارين.

لكن المشكلة أن قاموس الخيارين انتقل الى لغة الكتاب.
كتاب ـ بين خيار القبول أو الفوضى الخ.

وهذه الشريحة تحتاج الى خيارين لكي تستريح من عناء البحث ووعثاء السفر لأنها مستقيلة عقليا.

انها قادرة على انتاج احكام وليس معرفة.
مستعدة للادانة لأنها لا تتطلب عقلا أو تفكيرا.
انتاج المعرفة والخيار هو خلق.

ولا تحتاج الى خيارات كثيرة ـ هذا متعب، انه الم الخلق.
ولم الحاجة لخازوق؟

" نحن نتخوزق بمحض ارادتنا، لا اكراه ولا بطيخ" كما قال شاعر هندي الاصل!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك


.. إسرائيل -مستعدة- لتأجيل اجتياح رفح بحال التوصل -لاتفاق أسرى-




.. محمود عباس يطالب بوقف القتال وتزويد غزة بالمساعدات| #عاجل


.. ماكرون يدعو إلى نقاش حول الدفاع الأوروبي يشمل السلاح النووي




.. مسؤولون في الخارجية الأميركية يشككون في انتهاك إسرائيل للقان