الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عراقك وعراقي........عراقنا

مازن فيصل البلداوي

2008 / 11 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في صباح من صباحات تشرين وفي احدى البقاع التي تكاد تلقي بنفسها على خط استواء الارض الكروية جلست أرتشف النسكافة قريبا من نافذة الشرفة والتي تألقت فيها أشعة الشمس الدافئة مشرقة على تلك المساحات العشبية الخضراء المنتشرة على ارجاء الارض الخاصة بالعمارات السكنية المحيطة بنا، وناشرة دفئها بين وريقات الاشجار والشجيرات النامية في كنف الاجواء الاستوائية الرطبة لتزيح عنها تلك القطرات المائية العالقة عليها من زخة مطر سابقة لليلة رعدية كاد برقها يخطف الابصار والقلوب أستذكر بعض مشاهد بلادي العظيمة وارتقب يوما قد يكون موجودا في مخيلتي فقط.
وكما هو الحال يوميا بمثل هذه الصورة او قريبا منها تأتي الايام وتذهب ونحن نعدّها اّملين ان يأتي أحدها بخبر يفرح ويسعد قلوبا قد أرهقها الانتظار ليوم تشرق به الشمس على أرض العراق هادئا ، يصحو به الطفل على زقزقة عصفور توقف لبرهة على غصن غض لشجرة تفاح او شجيرة برتقال أو حتى سعفة نخل من نخيل بلادي الباسقات في عقلي وقلبي وعلى تربة بلاد أهلي............. يصحو به ذلك الطفل منتشيا بعد ليلة هادئة عبق نسيمها باريج الزهور يتنسمها الطفل عبر نافذة غرفته الصغيرة لايقلقه فيها عواء ذئب او نباح كلب بشري لايكترث بان ذلك الطفل قد نام ام لم ينم، ليصحو وكله عزيمة على ان يكون حجرا اساسا في جدار العراق الجديد بعلمه وفكره وجسده ليصد عنه رياحا قد تهب بين الفينة والفينة من تلك الجهة او تلك، غير ابه بغير ان وطنه وارضه هو العراق فحسب وليذهب الباقي الى الجحيم، عراقا خصبا معطاءا كما كان ايام سومر واشور وأكد، عراقا حسده ولازال يحسده المتخلفون والنفعيون على كل شيء فيه ، حتى على نفاياته، لانهم عرفوا نفاياته واعتاشوا عليها لزمن طويل........ فكانت لهم بمثابة الرزق اليومي لبطونهم الجائعة ليتحولوا بعد ذلك ينافسوا العراقيين على رزقهم فيخطفوا مايستطيعون ليحرموا اطفاله وأهليهم من ذلك الرزق وتلك الطيبات تحججا وتبجحا لايستوي له عقل.

كلمات لازالت تعيش في الذاكرة كما هي كلمات نزار قباني بصوت فيروز وكما هي كلمات محمد قنديل (ياحلو صبّح) وكارم محمود وعفيفة اسكندر ولميعة توفيق و،و،..... كنا نستمع اليها صباحا ونحن ذاهبون الى مدارسنا او لقضاء مصالحنا،أو نترنم بها في خلوات انفسنا تثير النفس وتجعلها تعشق الحياة وتعشق الانسان فلا اّكل لجرابيع الصحراء ينفث سمومه ويجعل الحياة ممرا للموت، بمقولة اني ذاهب لمقابلة محمدا اليوم على العشاء، تلك الافكار النتنة القذرة اللئيمة الحقيرة والتي أوغرت الحقد في نفوس الكثيرين ممن يكرهون الحياة ويعشقوا الموت لا لأنه موتا ، لا، بل لكي يحرموا الاخرين من الحياة متّبعين اسيادا لهم قد غلّف عقولهم تحجرا كلسيا وصخريا سميكا لن يستطيعوا منه فكاكا!،غير ابهين بغيرهم وبما يدينوا به او بما يعتقدوا به،هم فقط ومن بعدهم فليأت الطوفان.

حسبنا نحن ان ننظر وننتظر ..... ولاندري الى متى،، فنحن قاب قوسين او أدنى من نهايات أعمارنا ولازلنا نحلم بعراق الغد وعراق الحياة كما هي في مجتمعات الانسان الاخرى ، نحلم ونحلم.... لقد ارهقنا الحلم وأثقل كاهلنا حسن الاداء بالمعروف وألجمتنا الكلمة الطيبة تجاه الاخرين ونحن نستصبر النفس، الى أن أستأسد علينا فئران الجحور وأصبحوا يكيلوا الينا الضربات تلو الضربات، غير مبالين بتلك الكلمات الطيبة وغير مبالين بطيبة العراقيين تجاههم لأنهم استغلوها وجعلوها ممرا لاحلامهم المريضة اللئيمة على حساب احلامنا وطيبتنا وحسن ضيافتنا ، تغلغلوا الى الداخل وصهروا انفسهم بين اوراق دفاترنا ليصبحوا كلمات من كلمات كتاب العراق ولكنها كلها كلمات تشير الى سوء الاخلاق وبذاءة الخلق ورداءة الاداء، وهؤلاء لايميزهم الا العراقيين الحقيقيين، فهم اهل البلد وهم أدرى بشعابها وبمن فيها........ أقول، ، لقد ان الاوان لنزيح تلك الكلمات من كتاب العراق ومن أسطر صفحاته واّن الاوان لنكون ايجابيين تجاه انفسنا وتجاه اولادنا وتجاه عراقنا، كشعب أحبّ الحياة منذ سومر واشور ويجب ان يبقى يحب الحياة، لان محب الحياة يعلم انه جزء منها ويعلم انه يجب ان يحياها ويتمتع بها ويعمل وينتج لبقى اسمه منقوشا على صفحات كتاب الحياة................. اما سكان الجحور المظلمة ايا كانوا فهم لايعرفون غير الظلام ولايعرفون غير الروائح النتنة ولايعرفون غير نهش جسد الرفيق والصديق ليعتاشوا عليه وهذا هو ديدنهم، لان الجحور ضيقة محدودة مصادرها فمن اين يستجلبوا طعامهم بغير سرقة او أختطاف أو مزبلة قريبة من تلك الجحور والحياة واسعة رحبة تتسع لكل العقول والقلوب لتعيش مع بعضها الى الابد فرحة معطاءة تتعانق وتتسامر وتضحك الى ان يحين موعد المغادرة ولكن من دون بطاقة قد قطعها لاصق عبوة لايدري كيف لصقها لانه قد سلّم مقاليد عقله لشخص قد التصق عقله بقرون مضت وبقي هناك، فهو يؤمن بأن روحه كانت بجسد أخر قبل مئات السنين واستشهدت في أحدى المعارك قد تكون في الاندلس او مصر او عند معركة مع الروم وهاهي الروح اليوم في جسد اخر وهي مستعدة للاستشهاد مرة اخرى لتعود بعد حين..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا تعرف عن البرلمان الأوروبي؟ | الأخبار


.. الفلسطينيون داخل الخط الأحمر: فلسطينيون في الحقوق، إسرائيليو




.. نيويورك تايمز: هناك فجوات كبيرة بين إسرائيل وحماس بشأن اتفاق


.. حريق ضخم يلتهم سوقا شعبيا بمدينة فاس في #المغرب ويقتل 4 أشخا




.. الجيش الإسرائيلي.. وحدة قتال جديدة لغلاف غزة | #الظهيرة