الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قلب جبلي الأخضر...!

بان ضياء حبيب الخيالي

2008 / 11 / 24
الادب والفن


تتساقط أوراق الشجر تهوى الرحيل مع الخريف ...ربما هو الخوف من الشتاء الآتي....؟...تتمايل تدور ...تتهامس تتجمع ثم ترحل في أسراب ،تتساقط الأيام من عمري تهوى الرحيل إلى العدم ... ربما خوفا ًمن شتاء الروح ...تتمايل الذكريات في البوم الصور تتجمع لتهجم جحافلا ًتقطع الأنفاس في صدري ....فرحا وحزنا و....شوقا لأيام غابرة...
تتساقط قطرات المطر تتساقط ندف الثلج من السماء ،تهب للأرض اللهفة للحياة بعد عطش الصيف الطويل لتثري التربة اليائسة التي تركها الخريف جدباء لتنتظر الآتي ربيعا أو صيفا لا يهم ....هو أمل بالحياة .تتساقط النجوم شهبا تحتضن أديم الأرض شوقا ويحترق الضعيف في عناق هناك في السد يم ...تحيا الأرض.... وتموت الشهب عند اللقاء ....إذا ً لابد من خسائر بعد اللقاء فهي قوانين الحياة .تتساقط الدموع عند الفراق ويتشظى القلب متساقطا نحو الفراغ ...حينها ربما يقف الزمن تتباطئ الثواني لكن الأرض الأم تبقى تدور لم تقف يوما حدادا لأحد ...أتنسى أم أطفالها ...أتستمر الحياة بعدهم...؟ ....حتما نعم... لكن بصورة أخرى !كل نهايات الأشياء تحمل في جعبتها وهي راحلة لنا بدايات جديدة ....ونحن نبكي على ما رحل ...لنتلفت حولنا فقد يكون الراحلون ما زالوا حولنا ....لم نبصرهم لأنهم معنا بصورة جديدة.
هل الرحيل بديهية من قوانين الحياة .....يبدو انه نعم لكنني لست متأكدة.قد يكون تحولا للمادة كما يقول علماء الفيزياء......!
تتساقط دموع الأطفال في بلدي تتساقط أجسادهم الرقيقة دونما رمشه عين من مآقي الزمن المتحجرة ...تتساقط أسراب فراشات ملونة حين تعانق اللهب ...لم ّ َتهوى الغضاضة الرحيل ..؟
هي الأرض الأم تحتضن الجميع وتظل تدور تعصر مكائنها الجبارة القلوب لتحيلها أشجارا تمنح الحياة مرة أخرى...للطيور والأزهار .و بعطر زهرة مرة... رأيت قلبا لطفل ...ومرة في جنح طير وجدت ترنيمة عاشق ...أخبرتهم ...ولم يصدقني أحد ....!
ساعة الحائط دقت الصدى يتردد...يذكرني بالغياب .......تكتكتها تشبه صوت مطر ينقر على زجاج النافذة ترى هل افتح نافذتي للمطر .... طال غيابه وهو ربما حن لدفء المنازل ،لكنني أخاف أن يعود ليسلمني لسنين الجدب ............حين يهوى الرحيل !
تزور مخيلتي أحيانا أحلام سرقتها الأيام مني لتحشد جيشا من ثمانية وعشرين حرفا تتبادل تنظيم صفوفها صارخة بأناشيد رهيبة مرسلة تقاريرها العسكرية تأمر بجلد قلبي تأمر بكهربة عقلي ....ليتناثر قلبي شظايا كلمات تملئ أوراقا تفترش أرض غرفتي ...تكنسها الرياح.... لتضيع....... أو لأضيع أنا ...لا فرق !
ساعة الحائط مازالت تدق الصدى يملأ روحي الخاوية انظر من نافذتي فإذا بأسراب السنونو ترحل للبعيد أنظر لمرآتي يجيبني العدم .....أتلفت لأراني على جنح سنونو يرمح راحلا نحو القمر .....ليتني ذهبت معي ..............!
هو البرد يحط كطائر الرخ.... هرب الدفء ....ربما تعب من البقاء بين من لا يعيره اهتماما . يتملكني البرد في ساحة المدينة الجرداء تمثال ثلج أنا...... صماء عمياء مشلولة حتى تنفسي خضع لقوانين السبات التي وضعها ملوك المدينة أنا أملك كما يملك الجميع(جميع العبيد) القدرة على حجب السحب لتفتر عن الشمس الذهبية لكنني أخشى التساقط ....أخشى أن تتساقط ندف أشلائي كلما بزغت شمس الحقيقة ، المشكلة بأبنائي قطع أشلائي، كيف أحسر الغيوم وامنع الضباب من أن يموه الحقيقة .....? هل أنير الشمس لأذوب ....؟أتحول من كيان لندف ..؟ وما نهاية التجزؤ....؟ أراني سأختفي .......!.دعوا الشمس يا جماعة فالحقيقة ستجعلنا نختلف أكثر ...ليبقى الجليد عالمنا يا أخوتي لنهتف للضباب لتحتضن البرد ما دام يشل قدرتنا على التفكيرلنبقى نرتجف في أماكننا معا ً ولنلعن الشمس إلى الأبد لنبقى متماسكين .............ولكن...أهو الحل يا أخوتي؟..........عجبا ًلمن ينظر ولا يبصر.........!
تتهاوى أحيانا صروح كبيرة تسقط ردما في مساحات عقلي... لعظام لم يعودوا كذلك أو لمشاريع نهوض لم تعد كذلك ...ربما من الخطأ أن نكون أحكاما ثابتة ...خوفا من الزلازل .....!
تتهاوى حمم ينفثها بركان... تنين أعرفه يقبع في قلب الجبل الأخضر ....... الجبل أخضر شامخ بارد الأعصاب بل إن قمته مكسوة كل أيام العام بالثلوج والحمم تغلي وتمور ينفثها التنين ألأهوج .....ترى منذ متى كان يغلي جبلي الأخضر ......ما أشبه الجبل بالإنسان ...!
تتهادى أمواج رقيقة في بحيرة رقراقة صافية، الفيروز فيها يحاكي فيروز السماء أحدهما استعار الزرقة من الآخر ربما وتلك النوارس التي تتهادى على سطح الفيروز..تبدو كقطع النور .... قاربي يتأرجح طربا لترانيم نسيم عابث أمسك قيثاري لأعزف المطر والشمس الذهبية تنثر الذهب على صفحة الفيروز ....مهلا أرى طحالب ممزقه ترتفع بدوامات نحو السطح .....من مزقها ...؟انظر نحو عمق الموجة ....دوامات وصخب ضجيج وصراخ دوامات غاضبة تقتلع غابات غارقة كانت في الفيروز لتحيلها محض وريقات يابسة تطير هنا وهناك....... أقفز نحو الصدق لأبقى أسافر في الفيروز في عالم صادق .. صوت قيثار يترنم اسمعه...يتسلل في الفيروز ترى من الذي يداعب الأوتار ....أهو قلبي؟.....ويعود السكون ....تصفر الريح تجيب حفيف الشجر .... قد ترفض الرياح أحيانا ً اصطحاب أوراق الخريف.. ..تتراكم الأوراق في الساحات حين تبارحها الرياح تلملم أشلائها بسكينة وخنوع وعالم الجفاف يخشخش في الأرجاء ....يرقص مع سيمفونية الصمت والرحيل...هل تعاني أوراق الخريف من الم الهجر .؟
تتراكم الأيام فوق عمري لأبقى أتنفس الركام والصدأ ....لو رفضت البقاء ساكنة تحت الركام لو صرخت يوما بين جدراني ...سيتراكم الصدى ..يرتفع عاليا نحو القمم المكسوة بالثلوج ومن هناك نحو النجوم نحو مدارات الفضاء المظلمة يرتطم بالنجوم الصماء فيهطل حمما فيظن الجميع أن السماء تبكي شهبا .....!
الوحدة أحيانا قوة للذات تجعل النجوم والهواء النقي والضي والعطور تتكدس في الروح . لنصبح أكسيراً من نور ....أحيانا أغوص في وحدتي ...حين أحاول ترميم جروح اكتسبها في طريقي
أغلق أبوابي وأنكفئ مستدعية شموسي ،نجومي ،وفراشاتي ...أكدسها في روحي ...ولوهلة اسرق أنفاسي بوهن فالصراع بين الخير والشر محتدم ...وحين ينتهي وقت الترميم ..أفتح روحي شبابيك للآخرين ...بداخلي يتراقص كل ركام الكون...بحبور...قد لا انسى فأنا بشر لكني أتجاوز لأحيا من جديد ...نخلق من طين كلنا ........ لكني أضن أن طيني به معدن الحديد....!
أحيانا يغريني قلمي أن أرحل بمغامرة جريئة معه أطوف بها كسندبادة نحو أصقاع بعيدة..... محبرتي مملؤة شذرات أصطادها بصنارة الصيد وأرميها على أرصفة من ورق ...اسماك ذهبية تخرج من أفواهها نافورات قوس قرح شربته حين غطس في البحور ......المعول في يدي يزيل الركام يخرجه من روحي ............سأبني حياتي الجديدة بيدي ...أصنع شمسي ..وأحيك نجومي .... معولي بيدي وأرضي الخضراء واسعة رحبة قد تصبح دواخلنا عوالم كاملة لو أردنا .... البحر رائع تصب فيه شلالات من نور.......تُرى إلى أين ....يذهب البحر؟.....هو يذهب بعيدا يتمشى في كل الأرض ... هو متصل بالسماء عند الأفق ....يسكن كل الأشجار ..... ولكني اتسائل دوما ً بأمل : ـ
هل يمكن أن يسكن يوما في قلب جبلي الأخضر .....!
....تمت....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي