الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمة الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني في الذكرى ال84 لتأسيس الحزب

خالد حدادة

2008 / 11 / 24
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


أيها الحفل الكريم،

لن نجد اليوم، الكثير من الكتابات، لن نتعرض كثيراً لحرج الأسئلة، تلك الأسئلة والكتابات التي تعاطت لأكثر من عقد من الزمن، مع الحزب الشيوعي اللبناني ومع الفكر الإشتراكي بشكل عام، كجزء من الماضي، كحلقة من التاريخ...

فالرأسمالية المعولمة تشهد في عقر دارها انهياراً بل اعصاراً لم يكتمل فصولاً، البارز فيه بدأ منذ عدة اشهر والأصل يمتد لسنوات، ولكنه كان اصلاً، غطي بفقاعات من التضخم المالي والاقتصادي، كان ذنبنا وذنب من شابهنا بان فقاعات الاقتصاد الإفتراضي لم تبهرنا ولا بلطجات الحالي السياسي والعسكري لها أرهبتنا...

أزمة يحاول البعض، اطلاق التحليلات ـ التمنيات بأن تقتصر على فقدان مؤقت للسيولة تعاني فيه بعض مؤسسات التأمين العقاري وبعض البنوك وما هي في الحقيقة إلا تعبير عن مرحلة انتقالية يعيشها العالم...

إن جذور الأزمة الحالية ضاربة، كما حللها كارل ماركس، في التناقضات البنيوية للنظام الرأسمالي نفسه، وتتميزحلقتها الراهنة بانتقال متدرّج من فلتان الاسواق والتطرف الرأسمالي الى حقبة أخرى لم يتضح قصرها ولا مداها حتى الآن....

إن بدايات فلتان السوق وقطاعات الأقتصاد الأفتراضي ترافقت مع الانهيار الذي عانته التجربة الاشتراكية المحققة وانعكس سياسياً بإنتهاء ما سمي الحرب الباردة التي افترضت معها قيادة الولايات المتحدة الأميركية انه آن الأوان للانتقال من استراتيجة، الردع والأحتواء التي اعتمدتها في حقبة الحرب الباردة الى استراتيجة الهجوم والتوسع والهيمنة نتيجة الوهم بأنه بعد انهيار الاتحاد السوفياتي السابق فإن كل السدود والمقاومة امام الجشع المافيوزي المتحكم في الولايات المتحدة قدا انهارت وان الشعوب ستخرّ صاغرة مطيعة لذاك المتحكم بمصائر البشر..

لقد كان السائد في السياسة الامبريالية الجديدة وفي سبيل الحد من تطور التكتلات الاقتصادية النامية هو انتقال التناقضات وشن الحروب تحت شعارات مختلفة كان آخرها محاربة الإرهاب، وفي كل المراحل واليوم بشكل خاص كانت الطاقة أساساً في محاولة المجتمع الصناعي ـ العسكري ـ النفطي كسب معركة تجديد السيطرة الاقتصادية والسياسية على العالم.

وعلى المستويات الإجتماعية تم تحجيم دور الدولة، وفلتان السوق وزيادة معدلات الاستغلال وتهديد الضمانات التي حققتها الفئات الفقيرة في ظل التوازن الذي تلا الحرب العالمية الثانية في أوروبا والعالم....

أيها الحفل الكريم،

ولأن النفط "النعمة المفترضة للعرب" تحول بفعل السياسة الى نقمتهم، كان طبيعياً في ظل سياسة العولمة النيوليبرالية أن تتحول منطقتنا الى ساحة الفعل الاساسية للمجتمع الصناعي ـ الحربي للولايات المتحدة الأميركية. فكانت السيطرة العسكرية المباشرة على منابع النفط، ولم تعد قدرة الانظمة التابعة كافية للقيام بهذا الدور وكذلك بداية طعن الثقة بوظيفة الدركي الاسرائيلي في المنطقة خصوصاً بعد سلسلة الضربات التي تعرض لها هذا الدور وبشكل خاص على يد المقاومة اللبنانية بدءاً من "جمول" عام 1982 وتحرير بيروت وصولاً الى الانتصار الكبير، نعم الانتصار الكبير في تموز 2006....

ودفع العرب ثمن هذا المخطط الأميركي، دماً غالباً وغزيراً لأطفال ونساء وشيوخ العراق وفلسطين ولبنان... كما كانوا بفضل تبعية النظام الرسمي العربي قد سرقوا معظم الثروة العربية، التي دفعها من كان يفترض ان يحميها، لتصب خزائن الأميركي وعبره الى اسرائيل...

وكما ان الثروة العربية ذهبت الى بنوك وخزائن رؤوس العولمة النيوليبرالية في مرحلة نهوضها فإنها اليوم وفي مراحل الأزمة تستكمل عملية النهب...

400 مليار دولار اميركي خسائر البنوك والبورصات والاستثمارات الخليجية، خلال شهر واحد من الأزمة والآتي أعظم...

قسم قليل من هذه الأموال من الخسارة الشهرية فقط كافياً لحل مشكلة الجوع في دول العرب الفقيرة من السودان الى الصومال... نذر قليل من هذه الخسائر كان كافياً لإطلاق عملية تنمية شاملة ترفع من مستوى الشعوب العربية دون ان تمس رفاهية الأمراء والملوك والسلاطين...

هل تمر عملية الهدر والفساد، عملية تذويب ثروة العرب في محاولة يائسة لإنقاذ الاقتصاد الأميركي المعولم.. هل تمر هذه دون حساب، حسب سياسي على الأقل...

الم يحن الوقت لإطلاق عملية، تشكل طليعتها القوى التي لم تنخرط في المشروع الأميركي، وتستهدف التغيير الحقيقي في العالم العربي، قائم على اساس التكامل الاقتصادي العربي المستهدف لعملية تنمية شاملة تضمن العدالة الاجتماعية والحياة الديمقراطية الحرة للمواطن العربي وتسترجع حقوق العرب المهدورة في فلسطين والعراق...

إن ما يجري في اطراف العالم من استنفار التجمعات الاقليمية والدول الوطنية والقومية لحماية ذاتية اقتصادياً وسياسياً، يجب ان تدفعنا لإطلاق الدعوة، من أجل تغيير حقيقي يتناول كل هذه المعايير الوطنية والقومية والسياسية والاقتصادية في العالم العربي، وربما تكون آلية عمل ومؤسسات الجامعة العربية أحدى استهدافات عملية التغيير هذه.... وثاني هذه الاستهدافات إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، عبر استعادة ثوابتها وعناصر مقاومتها وبشكل خاص تطوير منظمة التحرير وتدعيم دورها بعيداً عن أوهام الخلاف على سلطة لا حول ولا دور لها...









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تجدد دعم غزة خلال وقفة أمام البرلمان المغربي


.. أسامة حمدان: إذا تصرفت أمريكا بإيجابية فيمكن التوصل لاتفاق




.. لقطات من الحرم المكي تظهر اعتناء أحدهم بوالدته


.. على وقع التصعيد.. النيتو يبحث إمكانية تقديم دعم طويل لأوكران




.. بايدن يؤكد أنه لن يعفو عن نجله هانتر في الاتهامات الجنائية ا