الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإرهاب و غسيل الواقع

كاظم الحسن

2008 / 11 / 25
الارهاب, الحرب والسلام


مازال الكثير من العراقيين مصدوما ومندهشا من ضراوة وقسوة العمليات الارهابية ورموزها المتعطشين للدماء والخراب والتدمير، وهم يقومون بقتل انفسهم بطريقة بشعة والغرض من ذلك قتل اكبر عدد ممكن من العراقيين الذين يشاركونهم الدين نفسه!.

وفي الوقت نفسه لا توجد معرفة شخصية او ثأر شخصي بين الجاني والمجنى عليه، كما لا توجد مصلحة بين فاعل الارهاب وضحيته وهذا يثير التساؤل حول اقدام هذه النفايات السياسية والتي لفظتهم بلدانهم وهم يحاولون القاء قيئهم على ارض العراق بعد ان غرست في عقولهم التائهة، الافكار المسمومة والتي تقتلهم في شبابهم قبل ان يقوموا بفعلهم الارهابي الشرير.

وقد شاهد قديما الحسن البصري اميرا يضرب رجلا بالسوط، فقال له: (والله ما تضرب سوى نفسك فان شئت فأكثر وان شئت فقلل).
ان الانسان الذي يحمل حقدا وكراهية اتجاه الآخر انما السوس سوف ينخر ذاته اولا ويقتل رباط الانسانية في دخيلة نفسه، وكما يقول امام المتقين علي ابن ابي طالب” ع “ في ان الانسان او الآخر اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق.

ولكن من يقرأ عن ما يسمى بالمدارس الشرعية في افغانستان تصيبه الدهشة والذهول ازاء نوع التعليم الذي يتلقونه في هذه المدارس المنتجة للعنف والارهارب.

ويصف الصحفي المصري محمد حسنين هيكل في كتابه (كلام في السياسة، من نيويورك الى كابل ص 284) هذه المدارس بالقول: وكانت المدارس الشرعية اقرب الى نوع الكتاتيب يدخلها الصبيان من سن الخامسة حتى سن الخامسة عشرة وفيها يتعلمون (القرآن) وهم لا يعرفون لغته ويدرسون الشريعة (وقد تأثرت برواسب ثقافية مما ترسخ في شبهة القارة الهندية) ويعبئون بحمية الجهاد لانهم يعيشون داخل او قرب مجتمعات تعبد الاصنام وتقدس الحيوانات).

ومن الجدير بالذكر ان اكثر انتشار للمدارس الشرعية واوسعها نشاطا جرى في مناطق تكدس اللاجئين بعد تقسيم الهند وعقب موجات الهجرة الاسلامية التي تحركت نحو باكستان، محملة باسمال الحياة الخشنة والمتقشفة بواقع الفقر وبأساس التربية التي جعلت من اجسادهم منذورة للموت حتى اشعار آخر ومكان آخر!.

يقول هيكل (نفس المصدر ص 288) عن هذه المدارس: ان هذه المدارس لا تؤهل تلاميذها لشأن دنيوي ثم ان تلاميذها لا يعرفون وطنا ينتمون اليه فمعظمهم من معسكرات لاجئين ترسخت هويتهم فيما تلقوه عن شيوخ مدارسهم وفي غيبة انتماء او هوية فان فكرة الوطن اصبحت بلا حدود كما ان صورة العالم بلا شكل، وانهم ذكور لم يختلطوا بالجنس الاخر فقد عاشوا بلا ام أو زوجة او اخت او صديقة؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سعيد جليلي.. مرشح بارز للرئاسة الإيرانية


.. العدالة الدولية تطارد إسرائيل وتكشف نفاق أميركا...| #التاسعة




.. نشرة إيجاز - كتائب القسام تقول إنها استهدفت ثلاث دبابات ميرك


.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة – القسام تستهدف قوات متوغلة في مدينة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | مجلس الحرب الإسرائيلي يوجه فريقه بمواصلة م