الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنف وجذوره الجزء الخامس /نساء يجلدهن التخلف تحت غطاء زواج المتعة

إبتهال بليبل

2008 / 11 / 25
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


أن المرآة كل أمرآة لا تفعل شيئاً سوى أتباع الرجل على مر تاريخها المعاصر بآلف العصور ، وكآن المرآة مرصودة بتسجيل خطواتها بعد خطوات الرجل لترسم منها خطوات تنزف آدميتها بصيغ عنيفة تحت غطاء الدين ...لماذا یتصرف الإنسان في بعض الأحیان بصورة فاضلة وأخلاقیة وفي حالات أخرى یكون قادراً على ارتكاب أفظع الجرائم في حق أدميته وروحه؟ زواج المتعة أو الزواج المؤقت هو إلى أجل لا ميراث فيه للزوجة ، والفراق يقع عند انقضاء المدة المحددة لهذا الزواج ...الخبر عادي والجميع يعلم به ، لكن الغير عادي أن ينتشر هذا الزواج بين طلبة الجامعات وبين طالبات المراحل الإعدادية ، أقول أن الآمر بات ملفت للنظر بصورة سلبية ، كما و أنني اليوم لست بصدد النقاش في مدى مصداقية وصحة هذا الزواج من ناحية الدين وشرعيته أم انه غير مشرع أو أنه محرم ، حيث أننا في كثير من الأحيان نتقبل أموراً نحن غير مقتنعين بتواجدها أصلا ... أقول أن الآمر ملفت للنظر ، حيث أن احد الإحصائيات التي أجرتها دراسة عن طريق قناة عراقية فضائية لموضوع زواج المتعة في داخل الجامعات ومنها الجامعة المستنصرية / بغداد وجدت ما يقارب ثلث عدد الطالبات يتزوجن بالمتعة ، كما أن أحدى مديرات المدارس الإعدادية للبنات تبشرنا أن زواج المتعة بدأ يدخل أسوار هذه المدارس ، ربما لذلك بالذات استوقفني الخبر ، للوهلة الأولى غمرني الغضب عندما سمعت هذا الخبر ، ولكني سرعان ما استبدلت ملامحي إلى الحزن الدفين ، ألآلف من النساء يجلدهن التخلف ، اليوم أحسست فعلاً أن التخلف يملأ عالم النساء والغباء يدمغ عقولهن ، والعنف يأكل عفتهن وطهارتهن باسم الدين والشرع ، والرجال يعرفون ذلك أكثر من سواهم ، فكيف لك يا رجل أن تقف أمام براءة طفلة وتحتضنها باسم الدين ؟؟ كيف لك أن تمتص شرفها بقانون أنت نفسك لا تبيحه على أختك ؟؟؟
أليس لك ضمير ؟؟ حقيقة يحفزني واقع المرآة بخط أحباري والكتابة عنها ، عن واقع العنف بصيغ أخرى وبأشكال متعددة ، وهذا ما فكرت فيه للوهلة الأولى ...
نحن نمتلك شهية عجيبة لامتصاص أي شيء يذكر ويسن باسم الدين ، دون أن نعي حقائق هذه الأمور وموازين تطبيقها ...
زواج المتعة الذي شرعهُ الإسلام لظرف معين ووقت معين ، الآن يصبح منتشراً بطريقة أشمئزازية وكيف لا وأن احد الرجال يعاشر النساء تحت غطاء زواج المتعة ! تصورا أنه حتى لا يذكر عددهن ربما خمسين وربما ثمانين ، بربكم هكذا هي شريعة الإسلام وهذه العفة وهذا القيمة التي أعطاها الإسلام للمرآة الآم والأخت ...
لنتحدث اليوم عن هذه الطالبة التي تزوجت بهذه الطريقة ولنسألها ، والسبب ؟ لتقول لربما أنها تحب هذا الرجل وليس بمقدورها الزواج منه بسبب ما ، ولكنكِ يا فتاة قد رخصتي نفسكِ إلى أبعد ما تتصورين ولم تجعلي مكانة لنفسك فزواجك أولا في السر وهذا المعتاد في زواج المتعة ، إذن هو في دواخل أنفسهم شبيه بالخطيئة أو العيب أو أنه أحدى الجرائم لأنهم لو كانوا مقتنعين بصحتهُ لأطلقوه للسماء في خبر انتشاره ، ولكنهم ابتعدوا عن هذه الفقرة وبالذات الفتاة ، هذه ابسط ما يحاولون أتباعهُ بهذا الزواج ، وأكيد للحديث حكايات كثيرة ...
الغرب ينزلقون ليلة بعد أخرى نحو بئر الخطايا في النفس ، ونحن بدأنا ننزلق نحو أزماتنا التي بدأت تحتل قوانيننا الاجتماعية والأسرية بعدنا عن مقاييس الدين ، الدين الإسلامي كرم المرآة وألغى كل العلاقات المشبوهة بينها وبين الآخرين ، كما أننا جميعا على علم كبير بأن الدين الإسلامي قد حرم أي اتصال جنسي غير مشروع ، أنا متا كده من هناك من سيتهمني بصدد هذا الموضوع ، ولكني أقصد كل شيء به شبهات يكون غير مشروع في ديننا ، لذا حث الإسلام على تكوين الأسرة ، في الكتاب إن المتعة لا ينبني عليها نظام المجتمع إلا إذا كان مجتمعا شيوعيا يشترك رجاله في نسائه فلا ينبني على قواعده بيت ولا أسرة ولا يقوم على عمودها نسب أبدا . إن أقل رجل على وجه الأرض لا يرضى أن يتمتع أحد بأخته أو ابنته ، فكيف يستحلها الفقيه في بنات الأمة ؟؟؟... فهل يليق بالمرأة المسلمة التي أكرمها الله تبارك وتعالى أن تقضي أوقاتها بين أحضان الرجال ، باسم شريعة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ؟! الإسلام جاء ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ومن الرذيلة إلى الفضيلة وظاهر امرأة المتعة أنها في كل شهر تحت صاحب بل في كل يوم في حجر ملاعب ...ألا أننا نجد فرقا بين المتعة ودورها ، وبين دور العهر التي ترى في بلاد الكفر في أوروبا وأمريكا إلا في شيء واحد فقط ، ألا وهو أن دور العهر هناك يحميها القانون وتنظمها الدولة ...سأصرف النظر عن الكتابة عن هذا الموضوع من ناحية الدين ألآن ، ولكن ألا تتوقعون أنه نوع جديد من أنواع العنف المباح ضد المرآة ؟؟؟ ( وللحديث صلة )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصحفية يسرى بن حطاب


.. الناشطة النسوية في الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات نبيل




.. الحيادية والتحليل القوي والسليم أبرز صفات المحلل السياسي


.. الزراعة مصدر دخل رئيسي للعائلات الريفية




.. الصحفية ريم السعودي