الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جديد السعودية ...حملة الرفق بالإنسان...!!!!

شاكر الناصري

2008 / 11 / 25
حقوق الانسان


لا تتفاجأ! أيها القارئ الكريم الذي تمتلئ مشاعر وحسا إنسانيا يجعلك تتصفح كل ما أمامك حينما تجد أن هناك مؤسسة أو شخص ما قد أطلق حملة للدفاع عن نوع من الحيوانات، أو انه أقام محكمة وطالب بتعويض بسبب ما لحق بحيوان معين من أضرار، كأن تكون سوء معاملة أو قلة رعاية. فرقة المشاعر والأحاسيس الإنسانية إزاء الظلم ايّا كان نوعه ومصدره لا يمكن أن تكون لها حدود .
أقول ، لا تتفاجأ فأنا لا اسعى لان أمارس معك لعبة مخادعة أو أسعى لتمرير وشاية ما ،ولكنها حقيقة مؤلمة هذه التي أريد أن أحدثك عنها . تصور ونحن نعيش في هذا العصر الذي لابد وان نعتبره عصر الإنسان لكثرة ما تحقق في مجالات العلم والتقنيات وتطور القوانين والاهتمام الدولي المتزايد بقضايا حقوق الإنسان وحرياته والدفاع عن كرامته الذي وصل حد توقيع المعاهدات الدولية وفرض العقوبات على أنظمة دكتاتورية لأنها تنتهك كرامة مواطنيها أو أنها تعرض حياتهم لمخاطر كثيرة بسبب شدة استبدادها . أقول: تصور أن حكومة عربية إسلامية حد النخاع، هذه أضعها بين مزدوجين أي (أسلامية) تطلق حملة وعبر قنوات فضائية معينة تدعو مواطني بلدها للرفق بالإنسان..!!!! حملة دعائية أسوة بباقي الدعايات التي يتم عرضها من أجل تجميل المنتوجات المختلفة وترغيب المشاهد والمستهلك بها . لكنها مختلفة هذه المرة فالمنتوج الذي تتم الدعاية له من اجل تجميله هو الإنسان الذي يراد الرفق به ،والمقصود هنا هو العامل الوافد من الفلبين أو من تايلاند أو من اندونيسيا أو من أي مكان في العالم ، يواجه مشاكل الفقر والعوز ويبحث عن عمل يعينه على حل مشاكله وإعالة عائلته .
تصور أن هذه الدولة الإسلامية التي تسعى لتحقيق براءة ذمتها من دعم التطرف الإسلامي ومن الانغلاق الديني والقبلي عبر عقد المؤتمرات الدولية الباذخة ، مرة بين الديانات ومرة ثانية بين الطوائف المتناحرة ومرة ثالثة بين الحضارات ، تدعو مواطني بلدها للحد من امتهانهم لكرامة من العمال وخدم البيوت الذين يشتغلون عندهم وحتى تتخذ الحملة طابعها الشرعي جدا لابد من تطريزها بشعارات إسلامية صرف ( أرحم من في الأرض يرحمك من في السماء !).
ترى إلى أي حد وصلت درجة الإذلال وامتهان الكرامة التي يعاني منها الوافد وأية عبودية يتعرض لها، فلا راتب يصرف له في حينه ولا ينام إلا بعد إكمال تنظيف البيت أو جعله ( يلمع) ، ولا يلقى احتراما لشخصه وإنسانيته في الشارع فشكله مقزز ومثير للتشاؤم... كل هذا ليس من عندنا أو من تأليف الخيال لكنها صور تنطق بها الإعلانات الدعائية لحملة الرفق بالإنسان في قناة أم بي سي الفضائية السعودية.
إن الحملة التي نتحدث عنها هي صورة من صور العنصرية التي تواجه العامل الوافد إلى السعودية والى كل دول الخليج العربي ، فكلها لا تمنح الوافدين حقوق أو ضمانات ولم تشرع قوانين تحميهم من الاستغلال الذي يتعرضون له على يد ( السيد المواطن) وأن احتجوا أو اشتكوا فلا مجيب ، بل الطرد والإعادة الإجبارية إلى بلدانهم هو الرد الذي تشهره حكومات الخليج بوجوههم فاحتجاجهم يعكر صفو البلدان السعيدة ويهدد امن البلاد أو يحرض على الفتنة .
إن حياة الوافد الفقير هي صورة من صور العبودية التي يبدو أن بعضا من سكان الخليج لا يريدون أن تنتهي، فوجودها يذكرهم أو يحسسهم بالسلطة والسطوة، فهم أصحاب المال والحلال ومالكي العبيد...
من المؤكد أن حكومة المملكة في السعودية لم تطلق حملة الرفق بالإنسان إلا بعد أن فاحت عفونة ما يتعرض له الوافدون من ظلم وتحقير وامتهان لكرامتهم وبعد تزايد عدد الحوادث التي يلجأ إليها الوافد من أجل التعبير عن مقدار الظلم الذي يتعرض له والمطالبة بحقوقه .
للذين يمتهنون كرامة الإنسان أيا كان موطنه وأصله نقول: إن الإنسان هو القيمة العليا وهو الشيء المقدس الذي يجب أن نفتخر به وبوجوده وإنسانيته وأن كل ما تحققه البشرية من انجازات هي من أجل إسعاد الإنسان وليس من أجل إذلاله.
زمن العبودية ولى وانتهى وان ما يتعرض له الوافد إلى السعودية ودول الخليج هو عار يشوه وجه الإنسانية.
إن على هذه الحكومات ومثلما تصدر القوانين لمحاسبة الناس ومراقبة أذانهم للصلاة والصيام وتعرضهم للعقوبات المخجلة واللاأنسانية *1 ، فأن عليها أن تشرع القوانين التي تحفظ للناس حقوقهم وكرامتهم وتحميهم من كل أشكال الاستغلال والظلم الذي يتعرضون لهما على أيدي مواطنيها الأصلاء.
http://www.alarabiya.net/articles/2008/11/18/60342.html1-








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أطفال فلسطينيون يطلقون صرخات جوع في ظل اشتداد المجاعة شمال ق


.. الأمم المتحدة: نحو نصف مليون من أهالي قطاع غزة يواجهون جوعا




.. شبح المجاعة.. نصف مليون شخص يعانون الجوع الكارثي | #غرفة_الأ


.. الجنائية الدولية.. مذكرتا اعتقال بحق مسؤولَين روسيين | #غرفة




.. خطر المجاعة لا يزال قائما في أنحاء قطاع غزة