الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خيبة الاقلام المستاجرة

رفعت نافع الكناني

2008 / 11 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


نبدأ بالسؤال، هل يمكن ان نطلق على عصرنا هذا ، على انة عصر ازدهار الاقلام الانتهازية؟ او بدقيق العبارة ، هل اصبحت منطقتنا تمثل المنطقة الحرة للفكر الانتهازي الذي بدأ واضحا من العدد الكبير والاسماء الكبيرة، المنضمة لهذا التجمع الثقافي الجديد القديم ؟ والذي يمكن ان نصف روادة...بانهم يؤمنوا بنظرية (الغاية تبرر الوسيلة ). والتي تعني ان صاحب القلم لدية الاستعداد الكامل لتسخير قلمة ونفسة لخدمة الآخرين مقابل ثمن معين ، مادي كان ام معنوي، ونعتقد ان المال والجاة هو البوصلة الحقيقية التي يتحرك بأتجاهها هذا العدد الكبير من تلك الشرائح . حيث ان اغلب الصحفيين والكتاب المستأجرين وراءهم مؤسسات كبيرة سواء كانت ثقافية او امنية او مخابراتية، ودول ذات نفوذ مالي واعلامي كبير. تغدق عليهم بسخاء مقابل تلك المواقف التي تتسم بتشوية الحقيقة وتسويغ الرديئ، بنشر مقالات وبحوث لتحسين الوجهة القبيح المرائي للفكر المزيف البدائي. فنراهم يتكلمون بالوطنية وهم اعداء الوطن ، ويتكلمون عن الشرف وهم لا يعرفون طريقة . ويتبجحون بالعفة وهم موطن الفساد. ويبشرون بمنطق نقد الذات وهم عمالقة التكبر والجمود !!
لماذا هذا الطرح المخالف للحقيقة...وهل ان البعض من كتابنا ومفكرينا قد فقدوا ( الوجع ) من تأنيب الضمير ، فالكتابة ليست تعصب وانفعال وتطاول على طول الخط ، والكتابة ليست خداع الناس بمواضيع اصبحت مملة وساذجة وتعبر بشكل حقيقي لما وصل الية البعض من انحراف خطير حدا يثيرالشفقة . هل تطًبع هذا البعض من كتابنا بأخلاق السوق ، ومعناة ان كل شيئ يباع ويشترى ؟ فتجاهل الحقيقة يمكن ان يعبر عنة بالتعصب في الرأي بعيدا عن الحكمة، بعد ان ترسخت في افكارهم وقلوبهم حجب من الجهل بعيدا عن منطق الحلم وألارتقاء ...صحيح ان الاقلام المستأجرة توظف قدراتها ومهارتها وذكائها في طلب الرزق، واستجداء عطف الدول التي يقيمون فيها، الا انها يجب ان لا تستخدم الكلمات الفاضحة والقاسية والكاذبة، بل علية ان يتكيف لنهج وطريقة في الكتابة بعيدا عن الشتيمة البائسة والتجريح الاخرق . فمنطق التخوين والانتقاص من الشخصيات السياسية والفكرية التي لايمكن ان تتفق مع الكاتب ومرؤوسية في الرأي والاتجاة ، هو القصور الفكري بعينة . حيث ان العقل البشري متفاوت بين الناس من جهة، ومشترك بينهم من جهة اخرى .
اذن نستطيع ان نجزم ان الاخلاق بصورة عامة لا يمكن فصلها عن اخلاق الكتابة ، حيث تتأثر بهم وتؤثر فيهم . ويستطيع القارئ عند تصفحه لتلك الكتابات ان يقيم السلوك النفسي للكاتب، والذي يظهر للعيان من اول نظرة للموضوع . وهنا نسأل بتجرد، هل ان هذا النوع من (الكًتبة) صادقين مع انفسهم ؟ ام انهم يصدرون لنا بضاعة كاسدة لا يمكن تلميعها وتسويقها بالرغم من الدعم المالي والاعلامي الكبير من جهات عديدة . اين الحوار الراقي المهذب، اين السمو الاخلاقي لمهنة الفكر والتضحية، هل نحن بعصر النفاق والكذب والتدني الاخلاقي ؟ ما هي الاسباب التي تدفع البعض من هؤلاء الى امتطاء صهوة الحقد الاعمى، هل انة من تراكمات الماضي الفاشل، ام من عقدة البغض والحسد التي تسكن وتتجذر في نفوسهم وتلافيف عقولهم التي تتهيب من نجاح الاخرين. هذة الاقلام لاتريد ان تعترف بالتغيير الكبير الذي حدث في العراق، ولا يمكن ان تستوعب المتغيرات المتلاحقة التي حدثت في القيم المعرفية الجديدة والرؤى السياسية الشاملة لمختلف التيارات الوطنية، وتحاول ان تروغ عن فهم الحقائق الجديدة... والهروب صوب القيم الجاهلية وفلسفة الانظمة الديكتاتورية الشمولية والتي تحاول اعادة صياغتها بأساليب جديدة، والتي تبشر الى اعلام قائم على التضليل والتزوير الفاضح للحقائق وممارسة كافة انواع الخداع الفكري والقيمَي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ