الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضوء على واقع الصحافة العراقية.. الجزء الثالث

نجاح العلي

2008 / 11 / 26
الصحافة والاعلام


بعد عامين قضيتهما في صحيفة القادسية قررت ان انتقل الى مؤسسة اعلامية اخرى بحثا عن الفائدة والخبرة الصحفية والاطلاع وليس طمعا في راتب او شهرة لاني مازلت في اول الطريق ومازلت ايضا طالبا في كلية الاعلام وقد قرأت اعلانا في جريدة العراق فذهبت اليها وبعد اجراء المقابلة تم توظيفي وباشرت العمل في اليوم نفسه وكنت قد قررت بيني وبين نفسي ان ترك العمل في جريدة القادسية لاني لا استطيع ان اوفق بين الكلية والعمل في جريدة القادسية وجريدة العراق اذا ن كل واحدة منهما بعيدة جدا عن الاخرى لكن بما ان العمل الصحفي يتسم بالمرونة استطعت ان ازاوج بينهم ثلاثتهم بين عامي 2000 و2002 ..
وجدت في جريدة العراق ان هناك انضباطا شديدا في المواعيد لانه في هذه الجريدة هناك سجل للتواقيع مسلطة عليها كامرة مراقبة ركبها رئيس التحرير فضلا عن كامرا اخرى في الصالة وثالثة امام الواجهة الخارجية لمبنى الجريدة.. واي فرد يدخل لغرفة رئيس التحرير كان يشاهد شاشات العرض لهذه الكامرات موضوعة امام رئيس التحرير ليطلع عليها على ما يجري فلا تكاد صغيرة او كبيرة تفارقه وقد اثار هذا الامر حفيظة بعض الصحفيين بان هذا الاجراء هو انتهاك للحرية الشخصية وانا هذا الاجراء تنفرد به صحيفة العراق دون غيرها من الصحف والمؤسسات الاعلامية واوصلوا الامر الى نقيب الصحفيين الذي هو ابن رئيس الجمهورية ولديه سلطة كبيرة لكنه لم يرد ان يدخل بمواجهة مع رئيس التحرير وبقي الامر على ما هو عليه بعد ان برر الاخير ان تصرفه هذا جاء بالاستناد الى الحس الامني للحفاظ على الجريدة.
هناك نظام صارم جدا في جريدة العراق لم اتلمسه في اي مؤسسة اعلامية حتى اليوم وهي المؤسسة الوحيدة من بين نظيراتها التي تعمل وفق نظام الخمس ساعات يوميا وليس الست ساعات او الوقت المفتوح كما هو معمول به في بقية المؤسسات وان نظام الخمس ساعات تم اقراره من قبل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وهو معمول به في اوربا لكنه لم يطبق في العراق على ارض الواقع الا في جريدة العراق من بين المؤسسات الاعلامية العراقية.
وينطبق امر الانضباط في جريدة العراق حتى في ترتيب الارشيف الصوري والذي لم ار مثل ترتيبه وتنظيمه في اي مؤسسة اعلامية عراقية اخرى وقد اطلعت شخصيا على الارشيف الصوري في كل الصحف العراقية اليومية في حينها لكنها لاتضاهي ارشيف جريدة العراق في السعة والتنظيم.
واحب هنا ان اشير الى السلسلة الخاصة بالعمل الصحفي ابتداء من الصحفي او المراسل وانتهاء الى الصحيفة بشكلها النهائي عند وصولها الى القارىء.. فهناك عدة طرق لوصول المواد الصحفية للجريدة منها الصحفيون والمندوبون والمراسلون الذين يعملون في الصحيفة وهناك الكتاب والصحفيون الذين يعملون وفق نظام القطعة اي ليس لديهم راتب شهري بل يحصلون على مكافأة مالية عن كل مادة صحفية يكتبونها وكان الكتاب عادة متخصصون في فن من الفنون الصحفية مثل المقال او العمود او الابحاث او التحقيقات ونادرا ما تجد شخصا ملما او له القدرة على استخدام جميع الفنون الصحفية بل يستخدم نوعا واحدا فقط.. وهناك وكالة الانباء العراقية التي يرمز لها بالرمز (واع) وكانت تملك شبكة من المراسلين في كل الوزارات والمحافظات والعواصم العربية والعالمية المهمة وهذا هو السبب الرئيس ان جميع الصحف اليومية العراقية متشابهة لان اغلب موادها مأخوذة من نفس المصدر وهو هنا وكالة الانباء العراقية (واع).. وهناك مواد صحفية تأتي عبر البريد وهي مساهمات لكتاب وقراء وعادة لايتم صرف مكافآت مالية عليها..
ثم ترسل هذه المواد الى مسؤولي الصفحات الذي يرى مدى ملاءتها لصفحته وهل هي صالحة للنشر وبعد ان يوافق عليها يرفعها الى مدير التحرير الذي يطلع عليها ليقرر مدى صلاحيتها للنشر ووفق سياسة الصحيفة واتجاهاتها ومن ثم ترسل المادة الى الخبير اللغوي الذي يطلع عليها ويهذب لغتها وهنا يستخدم عادة خبير لغوي متمرس وذو خبرة وعادة يكون متفرغا لهكذا عمل بعدها ترسل المادة الى قسم التنضيد الاكتروني من اجل طباعتها وتطبع على ورق وترسل الى المصحح اللغوي الذي يقوم بقراءتها وتصحيحها لغويا واملائيا ثم ترسل المادة مع صورها او رسوماتها ان كانت مرفقة معها او ان يختار مسؤول الصفحة والمخرج الفني بالتشاور صورة ملائمة لها وبعد ذلك تصمم الصفحة على الورق وهناك المنفذ الفني وهو اقل مرتبة في التسلسل الوظيفي من المصمم اذ قد يرسم المخرج الفني الماكيت للمنفذ ويطبق تعليماته حرفيا على الورق لكن في الغالب يكون المصمم هو المخرج الفني وهو المنفذ في الوقت نفسه.. بعد ذلك ترسل الصفحة بعد ان يكون شكلها قد تغير على شكل الصحيفة الورقية لكن بنوعية الورق المقوى ثم ترسل الى مسؤول الصفحة للاطلاع عليها وابداء الملاحظات بشانها وان وافق عليها ترسل الى المدقق اللغوي والذي يقوم بالاطلاع عليها ومتابعتها من الاخطاء الاملائية والنحوية والتصميمية ثم يقوم بدورها بارسالها الى مدير التحرير لكي يلقي عليها نظرة اخيرة ثم يمررها بدورها الى رئيس التحريرليلقي عليها هو الاخر نظرته الاخيرة بعدها ترسل الى قسم التصوير الذي يقوم بتصويرها بكاميرات خاصة كبيرة الحجم موضوعة في غرف مظلمة ويصورها على حجمها الطبيعي بشكل سالب (نكتف) شبيهة بالصور الفوتوغرافية العادية ثم ترسل الى قسم المونتاج الذي يقوم بتعديل وتهذيب بعض الاشكاليات الفنية التي تحدث اثناء التصوير ثم يحولوها وفق اجهزة معينة الى قسم البليت وهي قطعة معدن خفيف مغطى بمادة فلمية خضراء عند تعرضها الى اشعة الشمس تتحول الى زرقاء ثم يتم ارسال هذه البليت الى المطبعة ليتم ربطه برولاتها بشكل دائري ثم تطبع الجريدة لتظهر بشكلها النهائي للقارئ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وإيران.. استمرار التساهل وتقديم التنازلات | #غرف


.. ناشطون يستبدلون أسماء شوارع فرنسية بأخرى تخص مقاومين فلسطيني




.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل