الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحَيّة التي تخلع ثوبها - تحية لنساء فلسطين والعراق

فرات إسبر

2008 / 11 / 26
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة



الحكاية طويلة، طويلة. بدأت في "ألف ليلةوليلة " ولم تنتهي.. وبقي الحوار مفتوحا إلى اليوم. الليالي تجر الليالي. والاقلا م تجر الاقلام وما من خلاص لهذه المعضلة "الحية " التي تخلع ثوبها، وتجدد، كما شاء ت لها الفصول والالوان .
الحديث في مواضيع "العنف ضد المراة" بكل أشكاله، بات شائكا ومعقدا. ويقيني بانه لا خلاص لهذه القضية، ولا نهاية لها. فما دام هناك رجل يتبعُ تعاليم شيخه، وامرأة تتبع تعاليم شيخها، فلن نصل إلى نتيجة. سيبقى القمع والعنف .
العنف ضد المرأة ،انتقل بشكل بدائي، من ا لضرب الجسدي، الى الضرب النفسي .والضرب النفسي اشد ايلاما وإيذاء من الضرب الجسدي. الرجال طبقات. وكل طبقة تحتاج إلى تصنيف. وهذا التصنيف يحتاج إلى دراسات نفسية وسيكولوجية معقدة .ويعاني منها الكثير من دعاة حرية المراة ونحن نعرفهم في الظل والضوء . يتوارث الذكر، عن أبيه الذكر، افكاره الرجعية، تجاه المرأة وافكاره التقدمية تجاه الوطن ، تتكرر المأساة من جديد في دورة متكاملة"تركة متوارثة" منذ بدء الخليقة إلى يومنا .
وبالرغم من الافكار والنظريات التي طرحت حول مفهوم حماية المراة من العنف والتي لم تثمر إلى يومنا هذا .لابد أن تبدا حمايتها ،اولا ،من دعاة الاسلام، اولئك المرضى قلوبهم ، المنافقة انفسهم . يتبجحون على شاشات التلفزة بزي بدوي أو زي حضاري لا فرق فالراس والتفكير واحد. الرؤوس ما زالت محشوة بالقش . من خلال تفسير الايات القرا نية يتجلى لنا العماء الاخلاقي في فهم المراة وفهم حياتها وكيانها كإنسان مستقل . في بعض كتب التفسيرات يرشدونها إلى طريقة التطهر والنظافة ،وما شابه من أحكام لا تنم عن العقل والمنطق بشئ. كل مايعترض المراة في حياتها له جذور دينية . لودققنا البحث فيها لوجدنا، أن هناك العديد من الجرائم التي تحدث باسم الشرف لها دوافع أ خرى غير الشرف ، إذ تتعلق بالارث والميراث على الرغم من ضآلة الحصة التي تتوارثها. هذا فيماإذا طبق التشريع من قبل جميع الطوائف .
وايضا يجب ان لا نغض الطرف عما تعانيه المراة العراقية بشكل خاص، على الرغم من الخطوة الفريدة التي تقدمت بها في البرلمان ،من حيث الجرأة في الطرح والمناقشة .ولكنها بالرغم ذلك ما زالت مشدودة برباط لا فكاك لها منه، الا وهو حجابها الذي يقصيها عن الضوء والشمس ،وهما عنصران مهمان في حياة الانسان والنبات والحيوان .
أن الجرائم التي ترتكب بحق المراة ستبقى مستمرة ، الزنا والختان والزواج المبكر ،كل هذ ه تتجسد في مناطق متعددة من الوطن العربي ،وهذه الجرائم لن تنتهي إذا لم ينظر إليها القضاء بشكل خاص، واعتبارها جرائم تتعلق بالكيان الانساني على حد سواء، وينال مرتكبها أشد العقوبات .
لا بد ان اتوجه بالشكر الى سماحة العلامة" حسين فضل الله " الذي ابدى رايه مشكورا بجرائم الشرف وكم كنت اود من حضرته الكريمة ان يتجرأ أكثر في كلمته ، وويدعمها بمطالبة اخوانه من مختلف الطوائف في النظر في القضايا التشريعية التي تتعلق بالمراة من حيث الطلاق والزواج وحق الحضانة وأثبات النسب والجنسية فهذه من أهم القضايا الشائكة في مجتمعاتنا العربية الاسلامية .
يقول فضيلة الشيخ بشجاعة كبيرة ما أدرجه هنا بين قوسين:
"إننا وحسما للجدل حول هذا الموضوع نؤكد على تحريم ارتكاب هذه الجرائم لأنها بالدرجة الأولى ليست من الإسلام في شيء، بل هي تسيء إلى الإسلام كدين حق ورحمة وعدالة، وأيضا هي تسيء إلى المسلمين إذ تكرس صورة الإنسان العربي المسلم المتخلف والمتوحش، هذه الصورة الموهومة والمزيفة، في نظر غيره من أبناء الأمم والشعوب الأخرى، وتعطي الذرائع المجانية لأعداء الإسلام والمسلمين في الانتقاص من الإسلام ومن شرعه وعقائده.. فضلا عن أنه يمثل ظلما فاحشا للمرأة يكرس استضعافها في مجتمعاتنا العربية والإسلامية.."

وكنت اتمنى على فضيلة الشيخ ان يتطرق للعديد من القضايا التي تطبق على المراة.وخاصة فيما يتعلق بقوانين ا لاحوال الشخصية، التي تمس المراة بشكل مباشر، والتي تعتبر جرائم الشرف سترا وغطاء لها في بعض الدول الاسلامية .
اكتب وكلي ثقة بان تاريخ المراة حافل. فلاهي خلقت من ضلعه، ولا هي تابعة له ،وانما كانت وما تزال المتمردة الاولى .
تحية لنساء فلسطين الغاراقات في العنف اليومي ، نساء غزة المحاصرات اما م الضمير العالمي الذي بلا ضمير.
تحية لنساء العراق اللواتي اتخيلهن وقد رمين العباءات خارج قبة البرلمان
تحية لكل النساء، الغير قادرات على الطيران .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مشاهد تدمير منطقة الزيتون وحي الصبرة بعد انسحاب القوات الإسر


.. رائدة في علم المحيطات حققت نقلة نوعية في علوم الأرض




.. موريتانيا.. دعوة لإقرار قوانين تحمي المرأة من العنف


.. القومى للمرأة يطالب شركات خدمات النقل بالتطبيقات بوضع معايير




.. العربية ويكند | استطلاع أميركي: الرجال أكثر سعادة بوظائفهم م