الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجلس النواب ونكران الذات؟

علي الخياط

2008 / 11 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


نكران الذات هي أهم صفة لا بُدَّ من توفرها عند من يتصدى لزعامة الأمة ،فعليه إيثار مصلحتها على كل شيء ، وعدم الاستئثار بالقرار والرأي وان يشاور الاخرين بالقضايا المصيرية.. .و هذه الظاهرة كانت من أبرز ما عُرِف وتميز بها الإمام ( عليه السلام ) أيام خلافته، فلم يعرف المسلمون ولا غيرهم خليفة تَنَكَّر لجميع مصالحه الخاصة مثل امير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فلم يَدَّخِر لنفسه ولا لأهل بيته ( عليهم السلام ) شيئاً من أموال الدولة ، فكان جل اهتمامه(ع) هو حفظ المبادىء الاسلامية و مراعاة مصلحة الامة، فقضى على مبدأ القرابة و العشيرة و الطبقية الذي كان سائدا، فلم يقبل التفاوض مع سارقي اموال الشعب، و ظلت مبدئية الامام و صلابته في الاسلام اصيل ورثها من رسول الله(ص) الى ان استشهد في سبيل مبادئه و قيمه، لأن المهم لديه هو ان يرضي الله سبحانه و تعالى سواء رضي الناس او لم يرضوا، فقضى حياته(ع) ناكرا لذاته، زاهدا في كل شيء، مترفعا عن الدنيا، بل مطلقها ثلاثا لا رجعة له فيها.
كنت احدث نفسي واتساءل.. ترى ما الذي غير موقف البعض من الكتل السياسية والشخصيات الاخرى ،والتي كانت تطالب بقوة بجدولة انسحاب القوات الامريكية ،حتى ل (عشر سنوات) ولعل الاتفاقية طويلة الامد مع الولايات المتحدة تستحق ان توصف بانها فارقة مهمة في التاريخ السياسي الحديث للعراق ويقع عليها جملة نتائج في المستقبل المنظور.؟ ولم افاجأ حين تحدث السيد المالكي الى الشعب مبينا بعض تفاصيل الاتفاقية.. ومن جملة ما قاله. (لا وجود لبنود وملاحق سرية في الاتفاقية) وهو ما هلل له وطبل العديد من السياسيين والبرلمانيين، واشخاص يحملون صفات ورتب متنوعة...قال ايضاً( ان القادة السياسيين كانوا على معرفة بما دار في المفاوضات بين الوفدين العراقي والامريكي) وهي اشارة الى بعض من تحدث به عن اسرار تكتنف المفاوضات وتنازلات تخل بالسيادة الوطنية قدمها المفاوضون العراقيون لنظرائهم الامريكيين، مع ما في هذا من قدح بوطنية المفاوض العراقي، ومهنيته وحرصه على مصالح بلاده. وكأن هؤلاء المنتقدين الذين يجهلون بنود الاتفاقية هم الوطنيون الحريصون على بلدهم دون سواهم.
قال: ابدي اسفي على كل من كان يعارض الاتفاقية من دون ان يطلع على محاورها، فيما راح البعض يمارس ازدواجية سياسية في مواقفه منها ويعمل على تضليل الرأي العام من خلال الادعاء بوجود بنود في الاتفاقية تتحكم من خلالها الولايات المتحدة بوزارتي الدفاع والداخلية والسيطرة على التفط والثروات..
ويبدوا ان البعض لا يجيد سوى الرفض حتى مع تلبية متطلباته، وبالامس كان عدنان الدليمي زعيم التوافق ينادي بحتمية التوقيع على الاتفاقية لانها تضمن مستقبل العراق، ثم عاد بعد ان صار التوقيع قريبا ليقول.. انه لن يوقع، والاسباب معروفة مع انه اثنى على المالكي وعلى الاتفاقية في اجتماع الكتل السياسية ،وآخرون طالبوا بجدولة الانسحاب، وحين تحقق ذلك، رفضوا وكانوا يعدونه شرطاً، واخرون ابدوا تحفظهم على بنود الاتفاقية (القائمة العراقية) بينما كان ابرز قادتهم (عزت الشابندر) يهتف في كل محفل.. ان الذي لا يوقع على الاتفاقية شخص خائن..والاغرب من ذلك مايتصوره البعض من الجهلاء والدخلاء على السياسة ان الاتفاقية للمالكي وليست للشعب العراقي وهؤلاء الذين بدت مقاعدهم تهتز ،وهذا قصور واضح يدل على غياب الرؤية الحقيقية ،للواقع السياسي (الخطر)الذي يمر به العراق حاليا.ذلك يذكرني بقول امير المؤمنين (ع)حين خاطب اهل العراق( لقد ملئتم قلبي قيحاً) والقيح قد يملأ قلوب اخرين وذلك متاح للمالكي قبل انتهاء ولايته..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ..هل يستجيب نتنياهو لدعوة غانتس تحديد رؤية واضحة للحرب و


.. وزارة الدفاع الروسية: الجيش يواصل تقدمه ويسيطر على بلدة ستار




.. -الناس جعانة-.. وسط الدمار وتحت وابل القصف.. فلسطيني يصنع ال


.. لقاء أميركي إيراني غير مباشر لتجنب التصعيد.. فهل يمكن إقناع




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - نحو 40 شهيدا في قصف إسرائيلي على غ