الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤذن فرعون

حمزة الحسن

2008 / 11 / 26
الادب والفن


ما الذي يجعل طنجرة متفحمة تغار من بريق انية الزهور؟
ولماذا ينبح كلب على قمر بعيد؟
وماهو لغز مزبلة تلعن كل يوم بهاء الحديقة؟
وهل الجمال يستفز عري البشاعة؟
ولماذا تكون عزلة نجم بعيد مناسبة للصراخ؟
لماذا يشتم الاعمى انطفاء الشموع؟
اي سبب يجعل المعطف الاسود المرمي يخاف من عري الصنوبر؟

الروائي التشيكي ميلان كونديرا المنفي منذ عشرات السنوات في ضاحية باريسية والذي يعيش في عزلة اختيارية عن الوسط الادبي الفرنسي ولا يظهر في وسائل الاعلام الا في حالات نادرة ، وقد احترمت النخبة الفرنسية بتقاليدها العريقة خيار العزلة كما احترمت الابداع الباهر للروائي، يراد له اليوم أن يخرج من عزلته الى ضجيج الفراغ.

بما ان تحطيم كونديرا الروائي مستحيل، تقول الطناجر، فلا بد من تشويه الانسان عبر ما صار يعرف بـ وشاية كونديرا.
التلصص عبر نوافذ المنزل، البحث في ثياب النوم، وفي همسات الزوجات، أو عبر تلفيق وثيقة تقول ان كونديرا كتب تقريرا عن صديق عرضه للسجن قبل نصف قرن.

هذا هو عيبه" الوحيد" يعد بإصبع واحد.
ليست هذه القضية ابدا.
المطلوب ان يخرج هذا الكاتب المثير والمنعزل والنبيل والطفل من بهاء العزلة الى المعارة، أن يغادر سكينة الشرفات الى الدوي، أن يتحول من فراشة الى ذئب، ان يترك النص المتفرد كي يتمرغ في وحل البشاعة.

الجمال يفضح كما البراءة تخيف. تخيف من؟
ماذا تخسر الشراشف الوسخة من عري الأبرة؟

مؤلف كائن لا تحتمل خفته، والمزحة، والهوية، والخلود، والجهل، وخيانة الوصايا، والستارة، وأعمال أخرى روائية ونقدية، أطل برأسه لأول مرة بعد سنوات العزلة كي يقول فقط ان لا علاقة له بما يجري ، ثم عاد الى الضاحية الفرنسية كما تعود سنونوة الى عشها في الكاتدرائية.


الدنيا طويلة وحبالها قنب.
الدنيا فرجة
الدنيا راقصة.
الحائط العالي يمنع نط الكلاب.
لكن كونديرا فعلها عبر جدران العزلة وبهاء النص.
ليست عزلة المنحرف بل عزلة المبهر. عزلة نجم أو نبع ماء أو دغل مشرق.

اين نجد اللغز؟

الحكاية عند مؤذن فرعون:
مؤذن فرعون كائن موجود في كل مكان، في السياسة وفي الثقافة، في الدين كما في الفكر، في المقهى كما في النادي، في الحزب وفي المنبر، مهمته الوحيدة هي مهمة الطنجرة ـ المسخمة ـ وعداء المزابل للحدائق، واحتجاج كلب على ضوء قمر بعيد.
مهمته الخالدة تحويل فرعون الى مؤمن ـ عكس موسى تماما.

هذا الصنف الجبان والعاجز مثل كلب البدو: يعوي ونصفه بالخرج!


http://shada.maktoobblog.com

www.hamza.ws








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى