الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة إلى فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة رئيس كل الجزائريين

خالد ساحلي

2008 / 11 / 26
حقوق الانسان


سيادة الرئيس : ماذا أقول و نفسي لم تسعها كل هذه الأكوان برغم رحابتها للظلم الذي نعانيه ، ضاق بي السبيل و حال بيني و بين ما أريد البوح به في هذا الوطن الذي أجتمع فيه حيف الإداري مع تواطأ المنتخب. ماذا أقول ونفسي أستوطنها اليأس وهامت عليها صقور الجور. كل يوم نمنّي أنفسنا سيادة الرئيس بأن لنا في هذا الوطن بريق أمل نحارب به غبننا، توسمنا فيك الخير و دعونا لك في السر و العلن و قلنا يا ربنا أرحم من رحمنا وأحمي من له النية في حمايتنا لكننا يا سيادة الرئيس لا زلنا تحت عضة الإدارة ومن يمثّلها. لا أتكلم بالمطلق إنما حتى الكرش تلد الصبّاغ و الدبّاغ كما نقول في لهجتنا العامية. ماذا أقول لك سيادة الرئيس و رئيس الدائرة الذي تكلمه و تقول له: أنا لم يظلمني رئيس الجمهورية إنما ظلمتني أنت بتعديك حدود ما منحني إياه القانون من حق وما منحني إياه الوطن والدولة، لم يظلمني الجنرالات الذين يأكل لحمهم الكثيرون، لكنك ظلمتني أنت، أنا لا يعرفني ضابط أمن و لا عقيد جيش ليظلمني إنما تعرفني أنت وهذا المنتخب . ماذا أقول يا سيادة الرئيس و قد حرموني السكن ، ألا ترى أن الحيوانات و الحشرات لها الحق في السكن. رئيس دائرتي هذا قالها لي بكل برودة أعصاب لا تملك الحق في السكن لأنك أعزب. لا أعرف هل يتكلم من خلفية أني كاتب و أعبّر عن رأيي فيما أكتب بكل حرية و صدق، هل لأني أحب هذا الوطن الذي جعلته في قلبي و هم جعلوه في بطونهم وجيوبهم؟ ماذا أقول سيادة الرئيس؟ الكل يعرف صاحبه و الكل يتفنن في معرفته بالقانون وحين تكلمه بما تسمعه من فم رئيس كل الجزائريين لا يعيرك أذنه و يقول لك: نحن الإدارة ونحن ندرس الملفات على حسب الاحتياجات. احتياجاتهم هم و ليس احتياجات هذا الشعب المسكين المقهور و المحروم. هؤلاء الشباب الذين يموتون يوما بعد يوم ليس لشيء إلا لأنهم مقهورين و مظلومين. ماذا أقول يا سيادة الرئيس ؟ لن أقول أني أكره وطني حتى الذين هم مثلي و يعانون مثلي الذين همشوا وأقصوا و ظلموا من هذه الإدارة لن يقولوا أنهم كارهون هذا الوطن، لا وألف لا ، إنما يقولون كرهنا هؤلاء الذين يتصرفون في خيرات الشعب وما أعطيت لهم من الثقة فخانوها وجعلوها كما يريدون . ثم يصعدون على أكتافنا نحن الضعفاء متباهين بالقوة التي ليست لهم إنما لخدمة هذا الشعب صبرت طويلا ولم أجعل جرة من قلمي يوما للتشكي ، قلت ربما هناك الذين هم أسوأ حالا مني، لكنني وجدت نفسي الأكثر سوءا. من زمن أقول أنا الجزائري و أفتخر كوني جزائري في الملتقيات و المؤتمرات التي أحضرها أباهي و أتفاخر بها دائما و لا زلت، ومهما لاقيت المسخرة من الجميع و اتهمت بحبي الجايح كما نقول بالعامية الجزائرية من الكثير إلا أنني لا زلت مصرّ على أني جزائري، و الذين مروا أو رحلوا لأوطان أخرى لا زال الحنين يأخذهم و يبكيهم كلما تذكروا اسم الجزائر ولا شك. ماذا أقول سيادة الرئيس؟ هل أقول حسبي الله في هؤلاء، لقد زكاك الشعب الجزائري مرتين و الكل قال هذا الرجل المخلص، هذا رجل السلام والمصالحة، هذا الرجل الذي يرفع الظلم عن المظلومين والقهر عن المقهورين و يسعى لأجل عزة الجزائريين و كرامتهم التي بدأت تتآكل مع السنين العجاف الحمراء. ظلم ما بعده ظلم. سيادة الرئيس: أنا العبد الضعيف انقطعت بي السبل و ما كنت لأرفع لك يوما خطابا أو رسالة لو لم يبلغ السيل الزبا، هل لرجل في الأربعين من عمره يحرم السكن و يبات في العراء؟ بينما يأخذ السكن من وضعيته الاجتماعية أرقى من وضعيته؟ الإدارة التي حرمتني السكن هي التي دفعتني لكتابة هذا التظلم. ماذا أقول سيادة الرئيس؟ هل أقول نحن ندفع ضريبة آرائنا أم ندفع فاتورة اختياراتنا؟ أم ماذا ندفع؟ الكل يقول بسلطته و قوته ويلصقها في الدولة على أساس أنه هو الآمر الناهي، على أساس أنه من يعطي و يحرم. ألا تراهم سيادة الرئيس هم الذين يثيرون البغض و الكره. الذين هم مثلي يفوضون أمرهم لله إن صبروا، هناك الذين يموتون بقلوبهم حزنا على أن لا ناصر لهم إلا الله. فكن سيادة الرئيس ظل الله في الأرض وانصرهم فلو كانت لهم دعوة واحدة فسيجعلونها لك ليُـتِمَ الله ظلك في الأرض.
سيادة الرئيس و إني و كنت كتبت إليك هذه الرسالة فلأنه ربما ملايين من الشباب الجزائري الذين تعدت أعمارهم الأربعين لم يجدوا مسكنا يؤون إليه أو يتزوجون فيه و أنت أعلم أكثر مني بهذا، لكنها الإدارة التي تقتل الطموح فينا و الطاقة التي يعطّلونها ليل نهار. سيادة الرئيس تعلم أن الشعب ثقته كادت تتلاشى مع الوقت، و أعطاك ما لم يعطي السياسيين الآخرين قبلك، أعطاك قلبه ، أعطاك ما لم يعطي سلطة و معارضة من قبل و زكاك، لقد زكّاك الشعب إلا لأنك تحنو عليه ، تحمل الطفل و تقبّل الكفيف وتزور المريض وتعنّف المسئولين و تأمرهم بالسهر على خدمة الشعب لا غير، نحن منك سيادة الرئيس و أنت منا و لا يد دافئة تحمينا غير يدك. أكثر من ذلك سيادة الرئيس لقد قلت للشعب أوصلوا أصواتكم لنسمعها، عبّروا عن آرائكم وتظلمكم فها أنا أرفع تظلمي إليك وأعرف أنه سيأخذني مسؤلوا دائرتي بما رفعته إليك و قد يزيد غضبهم علي، و قد يتمادون في إقصائي أكثر و قد أعاقب بالإقصاء أكثر و بتجاهل كل حقوقي. لكني رفعت إليك هذا التظلم وإلى الله. ولن أقول إلا ما قاله النبي شعيب عليه السلام " وأفوّض أمري إلى الله" صدق الله العظيم.
سيادة رئيس كل الجزائريين
تقبل تحيات مواطن جزائري لأول مرة يرفع تظلمه
الكاتب و القاص خالد ساحلي
فرجيوة ولاية ميلة










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إعلام إسرائيلى: إسرائيل أعطت الوسطاء المصريين الضوء الأخضر ل


.. كل يوم - خالد أبو بكر ينتقد تصريحات متحدثة البيت الأبيض عن د




.. خالد أبو بكر يعلق على اعتقال السلطات الأمريكية لـ 500 طالب ج


.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان تنديدا بالحرب الإسرائيلية




.. الأمم المتحدة تحذر من التصعيد في مدينة الفاشر في شمال دارفور