الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما الذي يريده العراقيون ؟

محمد كليبي

2008 / 11 / 26
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ينتهي التفويض الأممي لقوات التحالف الدولية في العراق نهاية العام الحالي . لذلك يجري حاليا التفاوض بين الحكومتين العراقية والاميركية حول عقد اتفاق ثنائي لتنظيم العلاقات بين البلدين في جميع المجالات , السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية , وفي مقدمة ذلك بالتأكيد تنظيم الوجود العسكري الاميركي في العراق للفترة القادمة .

وهنا نتساءل : ما الذي يرديده العراقيون - السياسيون تحديدا - من هذه الاتفاقية ؟
ما الذي يحقق - في رؤيتهم - المصلحة العراقية العليا من هذه الاتفاقية ؟
وما الذي يعتقدون أنه لا يخدم المصلحة الوطنية العليا للعراق في هذه الاتفاقية ؟
وهل من مصلحة العراق أن تنسحب القوات العراقية حالا وفورا , كما يطالب البعض ؟
أم أن من مصلحة العراق أن يكون انسحاب القوات الاميركية من العراق تدريجيا , وحتى يتم اعداد وتجهيز القوات المسلحة وقوات الامن العراقية للدفاع عن العراق ؟

هذه هي التساؤلات الرئيسية , والحقيقية في ذات الوقت , والذي يتوجب على جميع القوى السياسية العراقية التفكير مليا فيها , والاجابة عليها , والعمل وفقا لتلك الاجابة . على ان يضع العراقيون في اعتبارهم أن تلك الاتفاقية تتضمن - من ضمن ما تتضمنه - نصا صريحا وواضحا "" يحدّد الفترة الزمنية اللازمة للتواجد العسكري الاميرلاكي "" في العراق , بحيث يتم الانسحاب الكامل والنهائي للقوات الاميركية من العراق نهية العام 2011 .

أعتقد ان أحد أهم الاسباب التي " تعقّد " العمل السياسي العراقي هو التدخل السافر لرجال العمائم , من جميع الطوائف , في العمل والشأن السياسي , مع انهم لا يفقهون شيئا - وليس مطلوبا منهم ذلك - في السياسة والعلاقات الدولية .
فما علاقة رجل دين كهنوتي مثل " آية الله " علي السيستاني بالعلاقات الدولية الاستراتيجية للعراق مع العالم ؟
ما علاقته لكي يتدخل في الاتفاقية الامنية بين العراق والولايات المتحدة الاميركية ؟
ما شأن هيئة علماء المسلمين في العراق , مثلا , في أن يحرّموا أو يحللوا تلك الاتفاقية ؟
وهل يمتلك مقتدى الصدر , مثلا , رؤية استراتيجية سياسية وامنية للعراق في حال الخروج الفوري - كما يطالب - للقوات الاميركية من العراق ؟
لماذا لا يتفرّغ رجال العمائم , من جميع المذاهب الكهنوتية , للعمل في مجال اختصاصهم , في المساجد والحوزات والتكايا والزوايا ... بعيدا عن الشأن السياسي الذي لا يزيده تدخلهم الاّ تعقيدا وفسادا ؟
لماذ لا يدعون الشأن السياسي لأهله ؟
والأهم لماذا يسمح لهم أهل السياسة بالعبث فيها ؟
يجب على الطبقة السياسية العراقية ابعاد رجال الدين عن العمل السياسي ان أرادوا الخير للعراق .

أعتقد ان الاتفاقية الامنية بين العراق والولايات المتحدة الأميركية هي - في كل الاحوال - في مصلحة الشعب العراقي , سياسيا وأمنيا واقتصاديا وثقافيا . وان رفضها اذا ما تم - يعدّ انتكاسة خطيرة للعراق , وعودة به الى الفوضى والحروب الداخلية , أو الارتماء في احضان نظام الملالي في ايران , أو العودة الى الأنظمة الدكتاتورية الشمولية التي تخلص منها الشعب العراقي بالقضاء على النظام الصدّمي البائد بفضل العالم الحر وفي مقدمته الولايات المتحدة الاميركية .

ولذلك فانني أرجّح أن تتم المصادقة البرلمانية العراقية ( اليوم أو غدا ) على الاتفاقية , خدمة للمصلحة الوطنية العليا للشعب العراقي , وبعيدا عن الخلافات السياسية والمذهبية والعرقية بين الكتل البرلمانية العراقية .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو