الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفلسطينيون و فنون الصبر

مريم الصايغ

2008 / 11 / 27
الارهاب, الحرب والسلام


الحصار هو الوضع السائد الآن في قطاع في اغلب الأحوال منذ سيطرت حماس على قطاع غزة !!!
فأوصدت إسرائيل أبواب القطاع في وجه معونات المانحين وسادت حالة حرب الجوع لأرهاب قطاع غزة
وتجاهلت الدعوات الدولية والعربية لإعادة فتح معابر القطاع !!!
مما أدى لفقدان أهالي القطاع للمواد الغذائية الأساسية وتوقف عدد من المستشفيات عن العمل.
وقد قامت إسرائيل أول أمس الاثنين بفتح المعابر التجارية لقطاع غزة
وعبر معبر ناحال عوز ضخت الوقود الصناعي اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة
ثم من جديد أغلقت المعابر أمس الثلاثاء 25 نوفمبر / 2008 .
وأعلنت إسرائيل على لسان وزير دفاعها أيهود باراك أن الإغلاق تم بسبب إطلاق صاروخ فلسطيني، محلي الصنع،
على بلدة عسقلان هذا رغم أن باراك ذاته هو من صرح اليوم السابق انه راضي عن حالة التهدئة مع قطاع غزة
ورغم محاولات الوساطة الدولية والعربية لم يتم رفع الحصار.
وقد رفض وزير الدفاع ايهود باراك طلب كي مون أمين عام الأمم المتحدة بفتح معابر القطاع .
والسؤال الآن ما ذنب الأبرياء من المرضى والأطفال والمسالمون الغزيون؟؟؟!!!
فلنفرض يا سادة أنه تم إلقاء صاروخ نسرع بغلق المعابر قبل أن يأخذ المسالمون احتياجاتهم من الغذاء والدواء !!!
فكيف ستكفي كمية الأغذية التي سمحت إسرائيل بدخولها إلى قطاع غزة لسد جوع وعطش سكان القطاع المحاصرون منذ ثلاثة أسابيع
أو كيف سيصمد الوقود يوم آخر لتشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة ؟؟؟!!!
اليوم سيناقش وزراء الخارجية العرب في القاهرة في اجتماعهم الذي دعا إليه الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الوضع الفلسطيني الداخلي
وتعثر الحوار بين الفصائل إضافة إلى تطورات عملية السلام. كما سيبحث الأوضاع المأساوية في غزة بسبب الحصار المفروض على القطاع لبحث الشأن الفلسطيني.
هذا بعد أن صرح موسى أن الموضوع الفلسطيني لم يعد يحتمل التأجيل وإن القضية التي استغرقت من العرب ستون عاما "لا يمكن أن تنتهي بهذا الشكل" وحمل كل الأطراف الفلسطينية مسؤولية الوضع الحالي.
وأكد على ضرورة المصالحة الفلسطينية وضرورة لعب الدول العربية دور فاعل لحل الأزمة .
لكن هل هذا حل للحالة السيئة التي يعيشها سكان القطاع ؟؟؟
ولو نجح الحوار في فتح المعابر ليوم أو يومان سنحل المشكلة لا هذه المشكلة تحتاج لحل جذري
ولن يكفي المواطنون الفلسطينيون ثلاثة أشهر كي يتمكنوا من الحصول على احتياجاتهم،
فهناك نقص في المؤن مما أرغم المطاحن لاستخدام حبوب كانت مخصصة للحيوانات لتصبح الآن دقيق للأهالي.
مما يؤكد ما وصف به هذا الحصار أنه الأسوأ على الإطلاق ووصفت الأوضاع في القطاع بالحالة الكارثية فالأحوال في القطاع تسير من سيء إلى أسوأ،
فأدوية الأمراض المزمنة غير متوفرة، وقد انتشر مرض التيفود الذي أصاب عدداً من العائلات وأضحى يهدد سكان غزة،
والكثير من المصادر الطبية تتخوف من حدوث أوبئة.
ومما يزيد من سوء الأوضاع حالة النقص الشديدة في المعدات الطبية و الأدوية
خاصة أدوية الأمراض المزمنة والسرطان وعدم تلقي الأطفال المرضي بالسرطان العلاج في غزة أو خارجها
ووجود180 مريض في حالة موت في أقسام العناية المركزة و تنفسهم يعتمد على التيار الكهربائي المتواصل
في حين أن مياه الشرب ملوثة أيضا لانقطاع الكهرباء ونقص مواد التطهير والصيانة
و توقف العمل في عدد من المستشفيات بسبب توقف عمل المولدات الكهربائية .
ورغم الحالة المتردية في قطاع غزة فأنهم لا ينصاعون لتظاهر مئات الفلسطينيين في رام الله وفي عدد من الدول العربية
احتجاجا على استمرار الحصار في غزة وعلى صمت المجتمع الدولي إزاء ذلك !!!
والغريب والذي فعل من قوة الحصار أن مصر قامت بتعزيز التواجد الأمني على معبر رفح الحدود
بعدد 400 ضابط تحسبا لعبور أبناء غزة عن طريق معبر رفح وبهذا فقدوا المتنفس الوحيد الذي كانوا يخترقون به الحصار
ويذهبون عن طريقه للعلاج والحج
ورغم تظاهر عشرات الفلسطينيون عند معبر رفح مطالبين السلطات المصرية بفتحه ليتمكنوا من أداء مناسك الحج لم تحدث أي استجابة .
والسؤال الآن لماذا???
الفصائل الفلسطينية مازالت متحاربة ومشتتة الرأي ولا يهتمون بصرخات الاحتضار في قطاع غزة الذي يشتعل على لهب الموت بسبب الحصار
و أين دور مصر في هذه الأزمة الدائمة التكرار !!!
هل ستكتفي مصر بضيافة وزراء الخارجية العرب ليتناقشون ويتفقون ويختلفون ويصدرون قرارات الشجب والمقاطعة
أم ستفتح معبر رفح المتنفس الوحيد والمنفذ الوحيد المنقذ المتاح ليخرج أبناء غزة من شرنقة الحصار ؟؟؟!!!
كل ما أستطيع قوله أنني لا أنتظر خير ولا جديد من اجتماع وزراء الخارجية العرب !!!
سوى بعض القرارات المعدة سابقا – سابقة التجهيز -
* فقد يخرج علينا المجتمعون بفرصة جديدة للفصائل للحوار والتوافق والجلوس مع حركة حماس التي انسحبت من الحوار في اللحظات الأخيرة
* وقد يتم تأكيد طلب عباس للتمديد له كرئيس للسلطة الفلسطينية والبقاء حتى موعد انتخابات 2010 القادمة توازن في فلسطين وحالة من الاستقرار.
- ورغم تأكيد عدد من المصادر العربية المطلعة أن الاجتماع سيشهد نجاح الدول العربية في تأسيس مصالحة فلسطينية – فلسطينية تحت إشراف مصر
المدعومة من الجامعة العربية لأنها وسيط المصالحة الأنسب ولديها عدة ملفات في الشأن الفلسطيني،
ومنها ملف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت وملف التهدئة ومعبر رفح".
لكنني مازلت غير متفائلة بنتائج هذا الاجتماع
لأن القضية الفلسطينية تمر بأخطر مراحلها بسبب استمرار الخلافات والنزاعات الداخلية واستمرار الأوضاع المتردية على هذا النحو
مما ينذر بفشل المشروع الوطني، إذا لم يتم تدارك المصالح المشتركة والتوصل لاتفاق مصالحة بعيدا عن التناحر السياسي والمكاسب الشخصية .
* كلمة أخيرة أقولها للشعب الفلسطيني المناضل...
لقد اجتزتم كل مراحل الصبر بل تميزتم في فنون الصبر وتحملتم كل تلك الأزمات فهل ستيئسون الآن من الحال ؟؟؟!!!
يجب أن تحثوا قادتكم على نبذ الخلافات وطرح الصراعات السياسية الفصائليه
والبعد عن التدخلات الخارجية والمخططات الاستحواذية لتعيشوا في أفضل حال .
كليوباترا عاشقة الوطن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمات إنسانية متفاقمة وسط منع وصول المساعدات في السودان


.. جدل في وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن الخلافات العلنية داخل




.. أهالي جنود إسرائيليين: الحكومة تعيد أبناءنا إلى نفس الأحياء


.. الصين وروسيا تتفقان على تعميق الشراكة الاستراتيجية




.. حصيلة يوم دام في كاليدونيا الجديدة مع تواصل العنف بين الكانا