الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشباب المغربي و السياسة

إدحماد مولاي عمر

2008 / 11 / 28
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


المواطن المغربي و منذ صغره يتلقى تربية اجتماعية خاصة تعطيه تصورا مخيفا عن السياسة من خلال مجموعة من الآليات و التي نجدها داخل أدبياتنا الشعبية المتمثلة في الإرث الثقافي الذي يعتبر المخزن (السلطة) و ما جاوره وحدهم لهم الحق بممارسة السياسة كما أن اعتماد العنف في علاقة الدولة بالسياسيين عامة و اليساريين خاصة خلال فترة ما يعرف بسنوات الرصاص يجعل من السياسة مجالا مليئا بالحيل والدسائس والمخاطر و من مصلحة المواطن البسيط العادي الابتعاد عنها فالعزوف إذن في حد ذاته هو شكل من أشكال التعبير عن الذات، كنوع من الرفض لهذا الواقع السياسي الذي يعرفه المغرب و رغم أن الدولة ترفع شعار إشراك الشباب في اللعبة السياسية و المشاركة في الانتخابات إلا أن الشباب نفسه قاطع المبادرة الحكومية و قاطع الأحزاب احتجاجا على الفساد المستشري في هياكلها وتآكل خطابها و بلقنة المشهد السياسي و تفريخ الأحزاب عزوف الشباب عن المشاركة السياسية هو نتيجة لواقع تتداخل فيه مجموعة من الأسباب المختلفة و يعود كذالك لطبيعة الأحزاب السياسية الموجودة على الساحة والتي أصبحت خطبها و سياسة عملها سببا رئيسيا في نفور المواطن من السياسة كما أن حالات القمع و العنف الموجودة في علاقة الدولة بالسياسيين خلال فترة سنوات الجمر والأحزاب هنا أيضا تتحمل المسؤولية الكبرى في بلقنة المشهد السياسي فمقراتها أينما وجدت لا تفتح أبوابها إلا في المناسبات السياسية كالانتخابات إذ لا تتوفر هذه الأحزاب كلها على مشروع مجتمعي واحد ما يؤكد لنا أنها بعيدة كل البعد عن هموم وانشغالات المواطن و يعني أيضا أن الدخول إلى البرلمان ثم إلى الحكومة هو همها الوحيد، كما أن مخالفة الوعود و الاختفاء عن المواطن الناخب بعد كسب صوته يجعل من السياسة مجالا لاغتنام الفرص على حساب المواطن البسيط إضافة إلى غياب الديمقراطية داخل التنظيمات السياسية يجعل المواطن يخشى السياسة ومن رجالها إذ أنها لم تقدم شيئا لهذا المواطن كما أنه ليس من السهل تجاوز سياسة القمع التي شهدها المجتمع طوال عقود كما أن الواقع الذي نحن فيه ونتيجة للظروف الاجتماعية السيئة التي يعيشها المواطن بها والتي تشمل مختلف المجالات تجعل منه بعيدا كل البعد عن هموم السياسة فقد اعتاد أن يصفها خذا المواطن بأنها فن الضحك على الذقون مليء بالدسائس والحيل كما عجز الحكومات المتتالية عن وضع برنامج واضح وفعال لحل الأزمات والاكتفاء بالوعود قد يؤدي إلى فقدان الإحساس بالمواطنة مما يشكل خطرا و تهديدا على استقرار المغرب
و ختاما يجب أن ندرك جيدا أن النضال في سبيل مشاركة الشباب في اللعبة السياسية يجب أن يبقى متواصلا عبر الأجيال إلى ما لا نهاية












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -