الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


باي باي بلاد الرافدين

حاتم عبد الواحد

2008 / 11 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


قبل ايام كتب احد النواب الكويتيين في احدى جرائد امارته مطالبا بعدم اسقاط ديون العراق التي رتبتها على كاهله لجنة تعويضات غزو عام 1991 ، وجاء في مبررات مطالبته تلك بان الاحتلال الذي اقدم عليه صدام حسين هو احتلال العراقيين كشعب وليس عملا فرديا يتعلق برؤية شخص عراقي يختزن في عقله وضميره حقبا من التآمر المشيخي على بلاد المسلات والملوك والجنائن المعلقة في كل روح تخفق مع موجات الفرات الغاضب ودجلة الوادعة ، ولان المشيخة الكويتية هي صنيعة و دملة في الجسد العراقي النبيل منذ اقتطاعها بالحيلة والمكر والتخويف اللعب تحت الطاولة .
ولان كل مؤسسات مشيخة الكويت تخضع لنظام خدمة الاجنبي مقابل توفير الحماية لامرائها وسماسرتها وزناتها وشواذها وعاهراتها المتخمات برؤوس الاموال ورؤوس اخرى ، فاننا نعمم تبرير هذا الببغاء الكويتي وندعو كشعب واحد موحد يمتلك حكومته الروحية وضميره الحي الذي تامرت الكويت وجديان الخليج على خنقه بان تسدد الكويت وحلفاؤها حتى ثمن علف حيواناتنا الذي احترق او يبس في براريه نتيجة ما ارتكبوه في بلادنا من عهر باسم الديمقراطية ومن مذابح باسم العدل الدولي .
فالحرب على العراق طبقا لما ردده النائب الكويتي ليست وزرا من اوزار عائلة بوش وانما هي وزر الامريكيين جميعا ، وتآمر جابر الصباح ليس وصمة عار بجبين عائلته فقط وانما هو وصمة عار بجبهة كل كويتي اكل تمر البصرة وبغداد وشرب من ماء الرافدين ، وسوف يأتي اليوم الذي يحاسب فيه العراقيون كل الدمى التي تتقافز الان على مسرح الاحداث مموهة خوارها وعفنها وراء جبة الله او مدافع البوارج الامريكية ، فصدام حسين عراقي من ملايين العراقيين اراد اختصار وجع في خاصرة البلاد ، ولم يرق هذا لتجار الوجع فشنقوه ، ولكنه لم يكن هو البطل في غزو الكويت وانما الشعب العراقي كله كان البطل ، ولهذا السبب يموت اهلنا في المدن والقرى ، في الحقول والمدارس والمصانع ، في الكنيسة والجامع والحسينية ، في الجبال والوديان يموتون ايضا ، وتترمل نساؤنا كي يشحنهن تجار الخليج بضاعة الى مدنهم الملحية ، ويهيم اطفال العراق حول مزابل التيوس علهم يظفرون بقطعة خبز مرة ويكسبون يوما جديدا يدعم املهم بارض سومر .
لقد كتبت مصطفا مع اتفاقية العراق الامنية مع امريكا ، ولم يكن امامي في مشهد التوقيع على هذه المعاهدة سوى شعبين ومصلحتين بين امتين احدهما موغلة بالحضارة واخرى موغلة بالعلم ، وعندما يقود العلم الحضارة او الحضارة العلم بدون نظرة استعلائية من احدهم للاخر فان حقول سترتفع سنابلها وجامعات ستحتل مواقع السجون وفوانيس بيوتنا سوف تنقل الى متاحف الفن الشعبي ، ولكن بعد استجلاء المشهد توضح المطلوب منا نحن العراقيين ، فالمعاهدة هي اتفاق على ترك القبر مفتوحا لكي يستوعب جثث الملايين التي ستقتل شاءت ام ابت ؟
اليس غريبا ان يدعو اثنان من دمى المرشد الاعمى الايراني الى موقفين متناقضين ، فعزيز الطبطبائي الذي لم يظهر في اي لقطة من لقطات زياراته المتكررة الى طهران وقم بصحبة مترجم وهو يتحدث الى غربان فارس يؤيد من خلال مجلسه المنقوع بدم العراقيين ودموعهم بتأييد هذه الاتفاقية ، ومقتدى السابت في قم منذ سنوات يحرك قطعانه في المدن العراقية عن بعد لكي يتظاهروا او يشاغبوا مثل طلاب صغار في قاعة البرلمان من اجل تعطيل المصادقة ، في الوقت الذي يقر به اكبر واهم قضاة بريطانيا بان الحرب على العراق غير شرعية ولا تمتلك مبرراتها التي شنت من اجلها ، ويزيد الاستغراب عمقا سلوك المؤسسة الثيوقراطية الايرانية ، ففي الاشهر الماضية عندما كان امعات الحكومة العراقية يناقشون اقرار الاتفاقية كانت طهران تصعد من هجومها الاعلامي بامتلاك قدرات تسليحية خارقة ، ولم يكد يمر اسبوع دون اعلان ايراني عن صاروخ او غواصة او طائرة يقودها المهدي لكي تستعيد بيت المقدس وكأن الله قد منح الفرس وكالة ابدية بتحرير مقدسات العرب ايا كان دينهم .
اليس غريبا ان تعترض اللجنة الاولمبية الدولية على مشاركة الفريق العراقي لكرة القدم في تصفيات كاس العالم بحجة تدخل الحكومة باللجنة الاولمبية العراقية ، وقبل ايام انكشفت الرؤيا ليعلن الاكراد انهم يفكرون بالانسحاب من اللجنة الاولمبية العراقية لانهم يمتلكون لجنتهم الخاصة بهم ، اظن ان اولمبياد بكين الماضي كان اخر اولمبياد يشارك فيه العراق تحت راية الله اكبر فاحتفظوا بالصور الخاصة به رجاء.
اليس غريبا ان تقام المطارات في النجف واربيل والسليمانية وتترك مدن مثل تكريت والرمادي وبعقوبة دون مطارات ، على ان النجف ليست اكثر من مقبرة كبيرة تستمد اهميتها من الاموات وليس من الاحياء فيها ، واربيل والسليمانية مجرد مناطق جبلية تأوي بذرة تفتيت العراق .
اليس غريبا ان يخضع العراق لقوانين البنك الدولي ويقترض المال من اجل لصوص حكومته وليس من اجل اعمار الخراب الذي لحق به ، وطوال خمس سنوات دأبت تشكليات الاحتلال الحاكمة في عاصمة الرشيد على مضاغفة الخراب وتعميق المعاناة والايغال في الكذب على الجمهور ، فلا طابوقة دقت في بناء عام ولا مياه الرافدين اصبحت كافية للافواه ، ولا مناهج التعليم بثت اشارة واحدة على الوطن الواحد والشعب الواحد ، وهذا يحيل الى فكرة الاستئثار بالمال العام من اجل دول الطوائف التي سوف تنشأ بعد الاتفاقية الامنية مع امريكا .
لقد مضت سنوات خمس على وجود البنادق الامريكية على رؤوس العراقيين ، ولو كانت ادعاءات الحكومة العراقية الموالية تحمل اشارة بعيدة على صدقها لقامت ببناء الارضية الصلبة من اجل التهيؤ ليوم انسحاب القوات المحتلة ، ولكن وزير الدفاع يخوف الجمهور بفرض حالة الطواريء في البلاد ان لم توقع هذه الاتفاقية ولص وزارة المالية يخفق قلبه على المليارات المحجوزة في البنوك الامريكية تحت وطأة البند السابع ويخاف عليها من دعاوى الدائنين ، فان كانت هذه الاموال مشوبة بديون حقيقة لماذا هذا الخوف عليها ، اليس الاجدر بدولة العراق ان تبريء ذمتها من اموال الغير وتطالب من دمر او ساعد على الدمار بستديد فواتيرهم التي هي قوت اجيالنا القادمة ، بدل الرحلات المكوكية الى دول الخليج لتقبيل اللحى لكي تبارك لقادة المليشيات الذين يحكمون شعبا من اعظم الشعوب بالرصاص والخرافات والكذب والمواعيد الرخيصة .
لقد كانت اشارة امريكا للدول العربية واضحة ساطعة عندما امرت النظم السياسية الحاكمة فيها بفتح سفارات وقنصليات لها في العراق ، كانت الرسالة ان هذا النظام الذي صنعاه في بغداد باق الى وقت اطول مما تتوقعون ، وبامكانكم شفط ما تريدون من دم العراقيين مقابل رضاكم عن صنائعنا هناك .
وايران التي يعيش فيها 35 مليون شيعي فارسي من اصل 73 مليون ايراني مختلط الاعراق تريد ان تحكم مليارا ونصف من المسلمين في العالم او 350 مليون عربي موزعين على بقعة تمتد من طنجة الى الدوحة ، والا ما تفسير انتشار مراكز التشييع في مدن العالم ؟
وما السر وراء سكوت الامريكان على الملفات اللوجستية الخاصة بالمجاميع الارهابية التي تستمد عناصر قوتها من ايران ؟
ان الاتفاقية ستتيح خلال السنوات الثلاث التي تتعلق بها مجالات واسعة لتدفق العنصر الحاسم في تفتيت العراق ، الا وهو الثقافة المضادة للوعي العراقي ، وحتى قبل يومين نشرت المواقع خبرا عن مقبرة ملكية تم العثور عليها في مدينة سنندج الشمالية الايرانية ، وجاء في التعليق على الخبر ان وحدة لانشاء الطرق عثرت على مؤمياء ملك فارسي ولكن الفلم المرفق يوضح ان الملك بابلي وليس فارسيا فالنقوش المرسومة على الطواطم المرافقة له مكتوبة بالمسمارية ولم نعرف قبل اليوم ان ملوك فارس كانوا يتحدثون بالمسمارية ، بل ان موقعا نشر الخبر على انه مؤمياء " ملك كردي " ، اي والله انها ليست فبركة ، ولكن يبدو ان التلفيق لم يكن ممكنا فتم حذف الخبر بعد يوم من واجهة الموقع ، ولا غرابة من هذه الوقاحة ما دام صاحب الموقع يشحن رصيده البنكي من سفير العراق في المانيا !
Bye bye my home but not good bye

[email protected]
المكسيك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دبابة إسرائيلية تثير الجدل في جولة للسيسي في الأكاديمية العس


.. ما حدود دور الدول الخليجية في إيقاف حرب غزة ؟ | بي بي سي نيو




.. تفاصيل تتكشف حول المقترح المصري.. فترة التهدئة بين إسرائيل و


.. نتنياهو: محكمة العدل الدولية لن تحيدنا عن تحقيق أهداف الحرب




.. عالم غريب | مخبز صامت في الصين.. للصم والبكم