الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حذائي .. قصيدة للشاعر الأمريكي تشارلز سيميك

عادل صالح الزبيدي

2008 / 11 / 29
الادب والفن


ترجمة واعداد عادل صالح الزبيدي
شاعر ومترجم وكاتب مقالات أميركي من أصل صربي ولد عام 1938 في مدينة بلغراد بيوغوسلافيا السابقة. عاش سنين الكارثة التي حلت بأوربا خلال الحرب العالمية الثانية وهاجر بعدها في سني مراهقته إلى أميركا ليصبح واحدا من أبرز شعرائها المعاصرين. نشأ في شيكاغو وتلقى تعليمه في جامعة نيويورك ويعمل حاليا أستاذا للأدب الأميركي والكتابة الإبداعية في جامعة نيوهامبشر، ومحررا لمجلة ((باريس ريفيو)) بالاشتراك مع الكاتبة والشاعرة ميغان أورورك.
نشر سيميك أولى قصائده عام 1959 ولكنه بدأ مسيرته الأدبية مع أول مجموعة ظهرت له عام 1967 بعنوان ((ما يقوله العشب)) وسرعان ما جذب المزيد من الاهتمام النقدي وخصوصا عند نشره قصائد له بالانكليزية وترجمات شعرية لشعراء يوغسلاف.
نال شعره جوائز عديدة منها جائزة البوليتزر لعام 1990 عن ديوانه ((العالم لا ينتهي: قصائد نثر)) وجائزة والاس ستيفنز عام 2007. وانتخب لمنصب شاعر الولايات المتحدة عام 2007. من عناوين مجموعاته الشعرية: (( تعرية الصمت))1971، ((مدرسة لأفكار سوداء))1978، ((أغاني بلوز لا تنتهي))1986، ((أرق الفنادق))1992، ((عرس في الجحيم))1994، ((اصطحاب القطة السوداء))1996، ((نزهة ليلية))2001، و((ستون قصيدة))2008.
ليس من السهل تصنيف الشعر الذي يكتبه سيميك. فبعض قصائده يظهر نزوعا سرياليا وميتافيزيقيا واضحا، وبعضها يرسم صورا واقعية كالحة لحالات من العنف واليأس، والبعض الآخر يمزج بين هذه وتلك مما يجعل من الصعب وضع حد فاصل بين ما هو اعتيادي وبين ما يفوق المعتاد. إلا إن أسلوبه أخذ بمرور الزمن يزداد تميزا وتبلورا مما جعل بعض النقاد يشيرون إلى قصائده بوصفها "صناديق أحاجي صينية محكمة البناء." وعلى الرغم من انه لم يتقن الانكليزية إلا عندما بلغ الخامسة عشر من العمر، كما يخبرنا هو، إلا إن إجادته الصنعة الشعرية وبراعته اللغوية تظهران بكل وضوح في غرابة وتفرد صوره الشعرية من جهة وفي قدرته العالية على تنظيم وإيصال رؤاه وتجربته الشعرية إلى متلقيه بسلاسة ويسر من جهة أخرى.

حذائي
أيها الحذاء، أيها الوجه السري لحياتي الداخلية:
يا فمان فاغران بلا أسنان،
يا جلدا حيوان متفسخان جزئيا
تنبعث منهما رائحة جحور الجرذان.

أخي وأختي اللذان ماتا عندما ولدا
يواصلان وجودهما فيك،
يقودان حياتي
نحو براءتهما العصية على الفهم.

ما فائدة الكتب لي
عندما يكون ممكنا أن أقرأ فيك
إنجيل حياتي على الأرض
بل الأبعد من ذلك، القادم من الأمور؟

أريد أن أعلن الدين
الذي اخترعته لتواضعك التام
والكنيسة الغريبة التي أبنيها
وأنت محرابها.

مثل زاهد ومثل أم ّ تتحمل:
نسيب للثيران، للقديسين، للرجال المدانين،
مكونا بصبرك الصامت
الشبه الحقيقي الوحيد لذاتي.


Charles Simic
My Shoes
Shoes, secret face of my inner life:
Two gaping toothless mouths,
Two partly decomposed animal skins
Smelling of mice-nests.

My brother and sister who died at birth
Continuing their existence in you,
Guiding my life
Toward their incomprehensible innocence.

What use are books to me
When in you it is possible to read
The Gospel of my life on earth
And still beyond, of things to come?

I want to proclaim the religion
I have devised for your perfect humility
And the strange church I am building
With you as the altar.

Ascetic and maternal, you endure:
Kin to oxen, to Saints, to condemned men,
With your mute patience, forming
The only true likeness of myself.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في


.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد




.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي




.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض