الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجهلة هم الذين يندهشون

طارق الحارس

2008 / 11 / 29
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


1
لم نندهش من تغيير موقف جبهة التوافق والحوار الوطني حول التصويت لصالح الاتفاقية في اللحظات الأخيرة لأن هذه الأحزاب تعرف اللعبة السياسية بدقة متناهية .
كذلك لم نندهش من اصرار التيار الصدري على رفض الاتفاقية لأنهم ، كما وصفهم زعيمهم مقتدى الصدر في مناسبة سابقة ، جهلة .. جهلة .. جهلة .
2
الشعار الرئيس لجبهة التوافق بجميع أحزابها ، وجبهة الحوار الوطني ، والتيار الصدري وبعض الأحزاب الصغيرة الأخرى هو مقاومة ( المحتل ) الى حين اخراجه من العراق ، لذا كان من الطبيعي أن تقف هذه الكتل ضد اتفاقية سحب القوات الأجنبية من العراق التي وقعتها الحكومة العراقية مع الحكومة الأمريكية ، تلك الاتفاقية التي حددت جدولا زمنيا لخروج هذه القوات من العراق ينتهي في العام 2011 .
للوهلة يبدو أن هناك تناقضا في الطرح ، إذ أن شعار هذه الأحزاب هو خروج ( المحتل ) من العراق والاتفاقية تتحدث عن تحديد جدول زمني لخروجها فلماذا ترفضها ؟
الجواب هو : حينما توقع هذه الاتفاقية سينتهي الشعار الرئيس لهذه الأحزاب وهو الأمر الذي يعني نهاية هذه الأحزاب ، نهاية سبب وجودها .
السؤال الآن هو : التيار الصدري سيظل يردد شعاره الرئيس وهو مقاومة ( المحتل ) الى يوم اخراجه من العراق ( طبعا شعارات فارغة فقط ) فما الذي ستفعله القوى الأخرى ؟.

3
تعودت هذه الأحزاب على وضع العراقيل أمام أي مشروع تقدم عليه الحكومة العراقية . الهدف من ذلك هو اسقاط الحكومة المنتخبة . لقد وصل الأمر بهذه الأحزاب ، في وقت سابق ، الى سحب وزرائها من تشكيلة الحكومة التي تشكلت بعد الانتخابات بحجة تهميش دورها في القرار الحكومي وبعض الحجج الأخرى ، لكن الذي حصل ، وهو الأمر الذي أغاظ هذه الأحزاب ، أن الحكومة ، حكومة المالكي ، واصلت عملها الوطني ، بل واستطاعت أن تنقذ العراق من الحرب الطائفية التي كان من أسبابها الرئيسة المنهج الطائفي الذي تبنته هذه الأحزاب بالذات .
واصلت الحكومة عملها بهمة عالية وبحس وطني ملحوظ وحينما وجدت هذه الأحزاب نفسها خارج اللعبة السياسية بعد أن تم ركلها ليس من طرف الحكومة ، بل من الشارع العراقي سارعت الى العودة لتجد أبواب الحكومة مفتوحة لها بالحس الوطني نفسه ، لكن هذه الأحزاب كانت تترصد فرصة جديدة لاسقاط الحكومة وقد تصورت أن وقوفها ضد اتفاقية سحب القوات ( المحتلة ) سيسقط حكومة المالكي ، لكن يبدو أن بعضها صوت لصالح الاتفاقية لأنه فهم أن الاتفاقية ستمرر وأن صوته في حالة الرفض سيكون لا قيمة له .

4

في البرلمان العراقي وقبل الدخول الى قبته لمناقشة الاتفاقية طالب أحدهم باطلاق سراح أولاده المتهمين بعمليات ارهابية مقابل التصويت لصالح الاتفاقية ، وآخر طالب بالغاء الحكم القضائي الصادر بحق قريبه المحكوم عليه بالاعدام بسبب جريمة قتل مقابل التصويت لصالح الاتفاقية ، وبعضهم طالب بالغاء المحكمة الجنائية التي تحاكم القتلة من أزلام النظام الصدامي المقبور ، وبعضهم الآخر طالب بالغاء قانون المساءلة والعدالة والمقابل دائما هو منح أصواتهم لصالح الاتفاقية .
الغريب في الأمر أن هؤلاء لا يخجلون من أنفسهم ولا من الشعب العراقي حينما يخرجون على الملأ بتصريحات يتحدثون فيها عن وطنيتهم واخلاصهم للعراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوكرانيا تقر قانونا يسمح لسجنائها بالقتال في صفوف قواتها الم


.. دول الاتحاد الأوروبي تتفق على استخدام أرباح أصول روسيا المجم




.. باريس سان جيرمان.. 3 أسباب أدت للفشل الأوروبي منها كيليان مب


.. هيئة البث الإسرائيلية: نقاشات في إسرائيل بشأن بدائل إدارة مع




.. وزير الدفاع الإسرائيلي: المهمة لم تكتمل في الشمال والصيف ربم