الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تزكية فتاكة... ومحسوبية مقيتة؟!!!

ثروت زيد

2008 / 11 / 29
كتابات ساخرة


استأصلت في المجتمعات منذ القدم وإن تفاوتت حدتها، تحمل مفهوم الانتهازية، وإن كانت وسيلة لنيل المراد، تبعد الأكفياء، تقرّب البلهاء، يسعى من يبحثون عنها إلى احتكار حق هو ليس لهم؛ فيحصلون على درجات وأماكن لا يبلغونها بشق الأنفس، وإن خبروا توظيف مقومات تنوعت وتعددت مسمياتها فأحسنوا استثمارها دون حياء أو خجل.
ما من أحد إلا اكتوى بنارها، ناله الإجحاف والقهر من لهيبها ، فتقديم أشخاص لا خبرات لهم أو أن لهم خبرات لا تنسجم والمهام التي يتطلبها الموقع المطلوب يؤدي إلى انهيار بنيان المؤسسات من جذورها. أما استخدام عبارة تحمل الطهر والنبل في ثناياها – الأقربون أولى بالمعروف- فلا يجوز زجّها بمناسبة وغير مناسبة، فكيف إذا كانت في غير موقعها. ليس هناك من حق للشفعاء باسم مواريث تعددت أسماؤها، ففي الوقت الذي يتحدث به كل ذي شأن عن العدل، المساواة، تكافؤ الفرص، وتهدر خطب المنابر بأنواعها إلى إقامة الإنصاف في تعاملاتنا، وتجلجل أصواتنا بالصراخ ضد الظلم، لا نفتا نكيل التهم والشتائم لمن يبخسون الناس حقوقهم وحرمان أصحاب الحق فرصة التنافس، إلا أننا نجد أن يوميات حياتنا سجلت فشلاً ذريعاً بين ما ننظر اليه وما نمارسه فعلاً، مما يكون له بالغ الأثر على النسيج الاجتماعي برمته ويمهد لانتشار ظاهرة المحسوبية المقيته لتتفشى في المجتمع بكل مكوناته.
إن تلك القضايا تدفع ذوي الكفاءة والخبرة إلى الهجرة، وترك الساحة للمرضى الذين يصولون ويجولون دون رقيب أو محاسب، هؤلاء المهجّرون يذهبون للبحث عن مكان آخر يحمل إليهم حياة أفضل، يرضي طموحاتهم ويتقبلهم، بعد أن توصد الأبواب بوجوههم، وأصبحت الشفعة المقيتة هي المؤهل لمن لا مؤهل له، ومن لم يرث مؤهلاً فعليه البحث بين الكلمات المتقاطعة عن تاريخ من ذوي الذمم وإن غلا الثمن.
إن مصطلح الواسطة في المجتمع يعني الفساد بعينه وهو مذموم، ويؤكد انهيار مبدأ تكافؤ الفرص وإن كان مقبولاً في بعض الحالات التي تسهم في حصول الشخص المناسب على الموقع المناسب في غابة استيفاء الواسطة وليس المؤهل والخبرة، لا بأس بتزكية أصحاب الاستحقاق ومساندتهم، في سبيل أن يكونوا في مكانهم الأنسب.
إن أكثر ما يهدد مرحلة البناء في مجتمع ما زال يخطو خطوته الأولى نحو التنمية والرقي هو تفشي ثقافة الواسطة والمحسوبية، فمجرد التفكير بمراجعة مؤسسة خدماتية معينة يعني البحث عن ذوي قرابة أو معرّفين لتسهيل تحقيق الحاجة بغض النظر عن قانونيتها أو مدى إلحاقها الضرر بآخرين، وما يتبع ذلك من تناقضات وآثار سلبية سواء على من يقبل العمل بها أو من يرفضها رفضاً قاطعاً.
بنيان مرصوص، جبل طوّب بدم طاهر زكي، طلاءه نسج من أنات الثكلى ووجع الأسرى، زينت ردهاته بجراح نزفت على ثرى المقدس الساكن فينا، لا يقبل الزيف ويلفظ كل نتن وخسيس، نستبسل بالدفاع عنه من مرض فتاك، ظاهره استرضاء، وباطنه محسوبية فتاكة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعة ديوك الأميركية ضد الممثل الكوميدي جيري ساي


.. المغرب.. إصدارات باللغة الأمازيغية في معرض الكتاب الدولي بال




.. وفاة المنتج والمخرج العالمي روجر كورمان عن عمر 98 عاما


.. صوته قلب السوشيال ميديا .. عنده 20 حنجرة لفنانين الزمن الجم




.. كواليس العمل مع -يحيى الفخراني- لأول مرة.. الفنانة جمانة مرا