الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البطالة 00 الشبح الذي يهدد الجميع

حسين علي الحمداني

2008 / 11 / 30
الادارة و الاقتصاد


يعتبر مفهوم البطالة من المفاهيم التي أخذت أهمية كبرى في المجتمعات المعاصرة من حيث البحث والتحليل؛ لذا استحوذ موضوع البطالة بشكل رئيس على عناية أصحاب القرارات السياسية، وكذلك على اهتمام الباحثين الاجتماعيين أو الاقتصاديين، بوصفه موضوعاً يفرض نفسه بشكل دائم وملح على الساحة الدولية، لهذا لا تكاد تصدر دورية علمية متخصصة ذات علاقة بعلم الاقتصاد والاجتماع والجريمة إلا تتعرض لموضوع البطالة بالتحليل والنقاش سواء كان ذلك بأسلوب مباشر أو غير مباشر. من حيث ارتباط البطالة وعلاقتها بمتغيرات وأبعاد عديدة في البناء الأمني والاجتماعي للدولة ومنها:-
تحديد حجم البطالة.
تحديد العلاقة بين المستويات التعليمية للقوى العاملة وحجم البطالة.
تحليل الآثار الأمنية والاجتماعية والاقتصادية والصحية المترتبة على البطالة.
وإذا كنا بصدد الحديث عن البطالة بين الشباب في العالم وكيف يمكن أن نواجهها وبالتركيز علي تتبني العديد من دول العالم المتقدمة للمشروعات الصغيرة كحل للبطالة ، نجد أنه في البداية يُجمع الاقتصاديون والخبراء وحسب ما أوصت به منظمة العمل الدوليةILO على تعريف العاطل عن العمل بأنه: " كل من هو قادر على العمل، وراغب فيه، ويبحث عنه، ويقبله عند مستوى الأجر السائد، ولكن دون جدوى"، وعلي هذا الشاب أن يفكر بأسلوب لا ينقصه الإبداع حتى يجد ضالته في العمل الملائم والمربح .
والبطالة شبح يحيط بالخريجين العاطلين ولها آثار اجتماعية خطيرة حيث نجد العاطل يشعر بالإحباط واليأس وعدم الانتماء للدولة، هذا الإحساس يؤدي إلى انتشار الجريمة بأنواعها، إلي جانب الانحرافات الفكرية، وكلما طالت فترة التعطل كلما صار ضررها جسيماً حيث تؤثر تأثيراً سلبياً على المواهب الفنية والعقلية للعامل فتضمحل مهاراته بل يفقد الإنسان ميزة التعود على العمل وإتقانه ويتدنى مستواه ، كما تؤدي البطالة إلي هدر في الطاقات الإنتاجية وانخفاض مستوى الناتج المحلي والدخل واختلال الأسعار، الأمر الذي ينجم عنه زيادة اعتماد الدولة على العالم الخارجي لتأمين الاحتياجات الأساسية لمواطنيها، ومزيدا من اللجوء إلى القروض والمعونات لتمويل شراء هذه الاحتياجات، مما يعيد إنتاج التبعية لمراكز الاقتصاد العالمي، وتضعف القدرة التنافسية للاقتصاد المحلي في الأسواق الخارجية.

وعلي مستوي الفرد يتضح أنه يكون عالة علي الآخرين - الأبوين غالبا- وتهدد البطالة الاستقرار السياسي للمجتمع لأن الشباب المتعطلين عن العمل يضيقون بأوضاعهم المتردية ، ولها أيضا آثار ديموغرافية نتيجة لإهمال الدولة للريف وتردي أنواع الوظائف والبنى التحتية مقارنة بما هو عليه واقع الحال في الحضر في العديد من الدول النامية ، الأمر الذي أدي إلي هجرة متزايدة من الريف إلى المدن إضافة إلى الهجرة الخارجية، وهجرة العمالة الماهرة ذوي الكفاءات العلمية كذلك ونتيجة لعدم توفر فرص عمل ولعدم حصول الشباب على أجر يمكنهم من مواجهة متطلبات الحياة المتزايدة ينحو الشباب في كثير من الدول النامية إلى تأجيل ارتباطهم إلى سن الـ35 وحتى الـ40 عاماً الأمر الذي أدى إلى تفشي ظاهرة العزوبية والعنوسة والعزوف عن فكرة تكوين أسرة. وبما إن الدولة في ظروفها الحالية عاجزة عن توفير فرص عمل للجميع فلابد إذن أن يتم الإصغاء جيدا لعبارة المشروعات الصغيرة لأنها الحل الذي اعتمدته دول العالم كافة لحل مشكلة البطالة وبنظرة عامة نجد أن نسبة من 20إلي 30% من الوظائف حكومية في حين أن70 % من فرص العمل مشاريع صغيرة صناعية وخدمية، وفي إيطاليا فقط 2مليون و300 ألف مشروع، والوطن العربي كله به 700 ألف مشروع فقط.

يذكر أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة تمثل أكثر من 90% من مجمل المشروعات في معظم دول العالم، فضلاً عن أنها أصبحت الآن تمثل القوة الدافعة وراء عدد كبير من الاختراعات، كما أنها تساهم في تنمية الاقتصاد المحلي من خلال خلق فرص للعمل والاستثمار والتصدير، و ينظر إلى المنشآت الصغيرة والمتوسطة على أنها مرحلة انتقالية في عملية التنمية الاقتصادية.

وفي ظل العولمة والانفتاح التجاري العالمي، تواجه المنشات الصغيرة تحديات عديدة في وجه المنشآت الواسعة النطاق في عالم غير مستقر وسريع التغيرات، حيث سيل السلع والخدمات الحديثة تزيد من عبء المنافسة وبما أن هذه المشروعات تشكل غالبية المؤسسات العاملة في الأسواق العالمية ، فان السلطات المعنية تقوم بوضع إجراءات تنفيذية لدعم هذه المشروعات وجعلها أقدر على المنافسة.
ولكن الشباب لا يعرف كيف يقدم علي هذه المشاريع فالتعليم الذي تلقاه مختلف تماما عن سوق العمل والحديث بالأخص عن واقع التعليم التلقيني في العراق، ثم إن الثقافة الوظيفية السائدة في المجتمع العراقي لا تزال تقوم علي تفضيل العمل الحكومي ، علي الرغم من انخفاض الأجور الحكومية نسبيا مقارنة بنظيرتها في القطاع الخاص وذلك لما تمنحه الوظيفة الحكومية من مزايا قد لا تتوافر في غيرها من الوظائف الأخرى مثل الاستقرار الوظيفي وصعوبة الفصل من العمل والتأمين الاجتماعي والصحي وظروف العمل الأفضل وساعات العمل المريحة والمكانة الاجتماعية وهو ما يجعل العمل في الحكومة حلم كل شاب حتى وإن كان لا يوفر الحد الأدنى المطلوب للإنفاق أو المعيشة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بالأرقام.. مؤشرات الاقتصاد السوداني قبيل الحرب


.. أبل تعمل على سماعات AirPods مزودة بكاميرات والإنتاج بداية من




.. رئاسيات إيران 2024 | المنافسة تحتدم.. جليلي وبزشكيان -يُشعلا


.. تمييز وتحرش.. -وول ستريت جورنال- تقول إن فضائح مثيرة تلاحق ا




.. بقعة مظلمة خلف الستار.. فضائح غير أخلاقية تطول مدير المنتدى