الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اتفاقية سحب القوات والامطار الغزيرة

محمد الذهبي

2008 / 12 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


كان يحاول ان يعبر شارع السعدون الذي تحول الى بحيرة في لحظات امتلا بمياه الامطار مختلطة بمياه الصرف الصحي، جسده النحيل ساعده كثيرا على القفز والعبور الى الضفة الثانية بواسطة حجرات وضعها احدهم ليساعد المارة، امراة
سمينة صرخت به (يمعود اوليدي ساعدني )عاد ادراجه الى الخلف لياخذ بيدها
تفاجأ حين سالته (يمه مو وقعوا الاتفاقية ليش ما يصلحون المجاري ) اجابها حجية
لايمكن اصلاح المجاري العملية معقدة وتحتاج الى زمان طويل فقالت (يكولون المطر خير شو الكهرباء طكت والمجاري طفحت وين انروح كلي امريكا اتسويلنة حل) راى ان من المستحيل ان يقدم شرحا تفصيليا عن الموضوع ويبرره لذا رأى
ان يبتعد ،عاود المسير وسط اليم الذي اقترب من البيوت ليدخلها بدون استئذان
فهرع الناس الى تخفيف ما اصابهم دون جدوى ،شبكات الصرف الصحي اجراء
حضاري وهو في خدمة الانسان حيث يصرف المياه الى مصبات متفق عليها ،اما
في العراق فقد اصبح وبالا على الناس لان مياه الصرف تعود ثانية الى البيوت لتملاها بالاوساخ والرائحة الكريهة ،لا يفوته وهو المتكلم ان يتذكر معالجات امانة بغداد فهي طالما عالجت الامر آنيا باستخدام سيارات حوضية تقوم بنقل المياه وهذا الاجراء لايتم عادة بسرعة وانما بعد فوات الاوان، اي بعد ان تقع الكارثة ،اخذته
الافكار وراح يسال نفسه ما دوري انا في هذه الطامة الكبرى التي يسميها البعض خيرا والعراق يستورد الرقي من ايران والطماطم من سوريا والنخيل تناقص عديده من 30 مليون نخلة الى عشرة ملايين وبعقوبة لم تعد مدينة البرتقال والعنبر غادرنا الى غير رجعة والفلاح اصبح حائرا ماذا يفعل ،اول انذار اطلقته السماء ذهب بالكهرباء الشوارع بحيرات آسنة وافواج الناس تتوسل سواق الكيات ،عاود المسير ليرى في طريق سيره لافتة توصي بغسل اليدين قبل وبعد الطعا م كاجراء احترازي من الكوليرا التي انتشرت في الاونة الاخيرة ،ضحك في سره لئلا يحسبه البعض مجنونا ،في الطريق الذي ذكره بقصيدة نازك الملائكة الكوليرا وبويب السياب توقفت
سيارة كيا حمل فهرع اليها (يمعود بس عبرني هاي البحيرة )ركب هو ومجموعة اخرى وتحركت في الشفاه عبارات السخرية من الحكومة وامانة بغداد جميعها تنادي اشسوتنا الاتفاقية ،حاول ان يقول لهم هذه الامور لاتاتي بيوم وليلة قاطعه احدهم بعد ان راى ربطة العنق انته اشتشتغل اجابه صحفي فقال(انتم الصحفيين
كلكم اتجذبون 200 جريدة شنو القبض ) سفرات للخارج ورواتب وهاي هية
فخاف الرجل ان يبطشوا به لانهم يعتقدون حسب الالية القديمة ان يكون الصحفي بالضرورة مواليا للدولة ، صاح بالسائق يمعود نازل ورجع الى حاله يخرج من بركة
ليسقط في اخرى وخصوصا حين حاول اختصار الطريق نحو ساحة الاندلس فدخل البتاويين التي اصبحت اكواما من الطين، التقى بطريق الصدفة صديقا شاعرا فساله رايه بهذه الحال فترنم الشاعر ان الله سعيد الان بهذه الامطار فالجو خرافي ولايحتاج
الا لكاس من العرق على حين غفلة وهو سعيد بما يقول صاحبه رن الهاتف المحمول
واذا بابنته تخبره ان البيت غرق واتلفت اكثر الكتب خصوصا القريبة من الارض
استاذن صديقه مارا بمقر الحزب الشيوعي العراقي نظر الى الرصيف واسمعه ابياتا للجواهري
نامي جياع الشعب نامي حرستك آلهة الطعام
نامي على زبد الوعود يداف في عسل الكلام
نامي تصحي نعم نوم المرء في الكرب الجسام
نامي على المستنقعات تموج باللجج الظوامي
نامي على تلك العظات الغر من ذاك الامام










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة ضرب مستشفى للأطفال بصاروخ في وضح النهار بأوكرانيا


.. شيرين عبدالوهاب في أزمة جديدة وصور زفاف ناصيف زيتون ودانييلا




.. -سنعود لبنائها-.. طبيبان أردنيان متطوعان يودعان شمال غزة


.. احتجاجات شبابية تجبر الحكومة الكينية على التراجع عن زيادات ض




.. مراسلة الجزيرة: تكتم إسرائيلي بشأن 4 حوادث أمنية صعبة بحي تل