الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انهم يتاجرون بكرامة العراق

طلال الغوّار

2008 / 12 / 2
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


طيلة أكثر من خمس سنوات, والعراقيون يتطلعون إلى اليوم الذي تقطع فيه مخالب الوحش الأمريكي ,وتنتزع من جسد العراق,وقد ودفعوا ثمن حريتهم واستقلالهم وكرامتهم طيلة هذه السنوات من نزيف دماء أبنائهم ,وبدل أن يأتي هذا اليوم , الذي قاب قوسين أو أدنى ,بفعل المقاومة الوطنية ضد المحتل وبأشكالها المختلفة , واتساع دائرة الرفض والتحدي الشعبي له , لتضعه في الزاوية الحرجة , وتزجه في أتون الحيرة والإرباك والبحث عن المخارج ,فجيء (بالاتفاقية )التي تعددت أسمائها , ليشد هذا الوحش قبضته بالعراق , وتغرز مخالبه بالجسد العراقي عميقا , لتضع العراق في دائرة التبعية والاستعباد,وخاضعا لإرادة المحتل واملاءاته, فتسلبه إرادته الوطنية وتنهب ثرواته وتقطع أوصاله, ويصبح قاعدة انطلاق في المضي قدما بالمشروع الأمريكي _ الصهيوني نحو تغيير المنطقة وتغير الخريطة السياسية والثقافية لها
ولا أريد هنا أن أناقش مضامين هذه الاتفاقية في بنودها وفقراتها, فقد أصبحت معروفة لكل العراقيين ولغيرهم ولم تنطل عليهم حتى الفقرات الغامضة والمبهمة والتي يراد منها الإيهام والتضليل, وأتوقف عند الأساليب الملتوية والرخيصة التي استخدمتها قوى وأطراف الحكومة في العراق في تمرير هذه الاتفاقية والمصادقة عليها ,فالقوى التي أعلنت عن موافقتها مسبقا سوقت بخطابها الحالة بشكل معكوس ومغالط للحقيقة , لتجعل من المصادقة على الاتفاقية إنهاء للاحتلال , وان العراق بموجبها سينال السيادة والاستقلال ,وستضمن حقوقه وثرواته وسترجع أمواله , وتارة أخرى يمارسون أسلوب الترهيب وتخويف العراقيين من أن عدم الموافقة على هذه الاتفاقية ستمدد فترة الاحتلال وان العراق على شفا الفوضى والدمار وسيضل تحت وصاية البند السابع وغيرها من الدعاوى التي لا تمت إلى الحقيقة بصلة , أن خطاب هذه القوى يؤكد مدى توافقهم مع المحتل وتحالفهم معه , وهم مدركون جيدا أن لا وجود لهم بغير وجود المحتل وان الشعب العراقي سيلفظهم حال هزيمته, وما عليهم إلا الإذعان لإرادة المحتل واملاءاته. في حين كان أسلوب القوى الأخرى قد اخذ منحى آخر وهو المتاجرة بكرامة العراقيين وسيادتهم وحريتهم بخطاب مخادع ومضلل أيضا ,فهي موافقة على الاتفاقية ولا اعتراض على بنودها ولكنهم ربطوا التصديق عليها بشروط سميت بوثيقة (بالإصلاح السياسي ) والتي هي الأخرى لا تمت بصلة إلى الاتفاقية أو إلى أي من بنوده أو فقراتها ,وهي ليس إلا صفقة مساومة على حساب سيادة العراق وكرامته ومستقبل أبناءه, لتحقق في ذلك غايات وأهداف ذاتية وفئوية لتأخذ دورا اكبر مما هو علية في السلطة وليكن لها موقع قدم في أكثر من مكان ,كذلك إظهار نفسها وكأنها حريصة على العراقيين بهذه المطالب التي تغاضت عنها طيلة هذه السنوات, لتجمل صورتها أمام الشعب العراقي وكأنها تساوم الشعب العراقي أيضا في ذلك , مقابل بيع العراق ورهنه بإرادة المحتل من خلال موافقتها على هذه الاتفاقية .
إن هذه المواقف المخادعة والمضللة التي اتخذتها هذه القوى , تذكرنا بالموقف ذاته ولهذه القوى نفسها ,عند التصويت على الدستور عام 2005 حينا كانت من ضمن القوى السياسية المعارضة على الدستور ولكنها أعلنت موافقتها على التصويت عليه قبل يوم من موعد التصويت بعد مساومة معروفة مع المحتل والأطراف المتحالفة معه بحجة إدخال مادة التعديل عليه بعد التصويت , وبعد مضي أكثر من ثلاث سنوات لم يجر أي تعديل وذهبت كل دعاواهم إدراج الرياح , حيث مرر الدستور بهذه الطريقة المخاتلة والرخيصة, كما هو الحال اليوم في تمرير هذه الاتفاقية . والسؤال الذي يطرح هل ستمرر هذه الادعاءات والمسوغات الواهية على الشعب العراقي بعد معاناته القاسية وما واجهه من كوارث وماسي بعد التصويت على الدستور وإجراء الانتخابات قبل ثلاث سنوات, فالشعب العراقي مؤمن بحقه وبقضيته ولا يفرط بكرامة وطنه وسيادته وحريته و(المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين )











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر أمني: ضربة إسرائيلية أصابت مبنى تديره قوات الأمن السوري


.. طائفة -الحريديم- تغلق طريقًا احتجاجًا على قانون التجنيد قرب




.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيون من غزة يتحدثون عن تج


.. جائزة -حرية الصحافة- لجميع الفلسطينيين في غزة




.. الجيش الإسرائيلي.. سلسلة تعيينات جديدة على مستوى القيادة