الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسرح والممثلون..

موفق الرفاعي
كاتب وصحفي

(Mowaaffaq Alrefaei)

2008 / 12 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


المسرح والممثلون..
قراءة اولية في مواقف الموافقين والرافضين للاتفاقية

قد لا تكون مصادقة مجلس النواب العراقي على الاتفاقية مؤلمة ومؤسفة بحد ذاتها، انما المؤلم هو تلك التمثيلية السمجة التي قامت بها كتل وحركات وشخصيات، ووزعت ادوارها فيما بينها قبل وبعد توقيعها واقرارها.
كتلة موافقة منذ البداية وتدعو الاخرين الى عدم التردد بالموافقة.. واخرى بين بين.. وثالثة تطالب بمكاسب، تقول عنها انها سياسية وبثمن مالي من كتل اخرى لتوافق، وهي لا توافق الا بعد ان تحصل على ضمانات.. ورابعة تعارضها جملة وتفصيلا، وخامسة تجعل الباب مواربا.. وسادسة تسعى اليها على استحياء.
حتى اولئك الذين سارعوا الى الحج او الذين تذكروا فجأة ان عليهم اجراء فحوصات مرضية في الخارج كانوا يؤجلونها قبل ذلك خشية ضياع منافع تصيبهم حين غيابهم، كانوا هم ايضا يؤدون دورا انيط بهم في تلك المسرحية التي غاب عنها النضارة من العراقيين وبجدارة.
ومع كل هذه الفضائح يكادون يجمعون حين يصرحون، انهم يمثلون الاردة الوطنية العراقية وانهم عندما يوافقون او يرفضون فانما يحققون في ذلك مصلحة الشعب.
والحقية انهم جميعهم لا يسعون من وراء ذلك الا لتحقيق مطامع شخصية ومطامح فئوية، وان المواقف ما هي الا سلعة تباع وتشترى في (مول النواب) والوطن هو الثمن والشعب هو الضحية.
والشعب العراقي كما هو معروف عنه ذكاء وفطنة وخبرة، لم تنطل عليه هذه الخدعة ولم تجز عليه هذه المسرحية او التمثيلية التي توزعوا ادوارها فيما بينهم، وكشفهم منذ وقت مبكر، حيث لا تكاد تسأل عراقيا عن مآل الاتفاقية الا واجابك انها سوف توقع وان ما يجري لا يعدو توزيع ادوار بين القوى التي تتقاسم الحكم والهيمنة والتسلط وكذلك الثروات.
فلم يعد الشعب يصدق دعاواهم بعد ما حل به على ايديهم وايدي اخرين يتاجرون بالدم العراقي في المنافي وهم ممثلون ايضا حالهم حال اقرانهم في الداخل يؤدون دورا يتقاضون ثمنه جاها مزيفا، ومالا مغموسا بالدم العراقي.
لم يناقش احد منهم ان كانت الاتفاقية حقا هي لمصلحة الشعب العراقي، ام سيصب التوقيع عليها لغير مصلحته، ما ناقشوه فيما بينهم طيلة الشهور والاسابيع والايام التي سبقت الموافقة عليها، هو كم سيصيبهم من وراء الموافقة عليها او المعارضة لها من مغانم ومصالح ومواقع لهم كأشخاص ولاحزابهم ولكتلهم ولتياراتهم، وبمذا سيفيدهم هذا الموقف او ذاك بالانتخابات المقبلة..
يربأ الشعب العراقي بنفسه ان يضع ارادته رهن هؤلاء واولئك، بل سوف يسعى - وهذه حتمية لا مناص منها - للانحياز الى قواه الحقيقية حين تنشأ او حين تعلن عن نفسها وعن برنامجها الوطني، عندها سيكون على الممثلين قبل مغادرتهم المسرح دفع فاتورة الحساب الثقيلة كما دفعها من قبلهم امثالهم.
هذه حقيقة يعرفها الجميع بما فيهم ساسة (الغفلة)، وان التاريخ حين يسجل لهم مواقفهم هذه فلن يمحوها استغفارهم مستقبلا، او تبريرات بلهاء يقدمونها بين يدي دفاعهم عن مواقفهم هذه، او يطهرهم من ادرانها بعد ذلك حتى لو اغتسلوا بماء زمزم سبعين مرة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو