الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولة المعنوية والعقلية

إبتهال بليبل

2008 / 12 / 2
العولمة وتطورات العالم المعاصر


جذبني مقالاً نشر في مجلة الأهرام العربي بقلم الكاتب الليبي ( بشير زعيبة ) بعنوان القتل رمياً بالشائعات والذي كان محوره سوء استخدام الكتابة والتعبير في مواقع الرأي والدردشة على شبكة المعلومات الدولية ( الانترنيت ) وكيف أشار الكاتب الى (( مدى ما يمكن أن تؤدي هذه الكتابات السيئة وتحديداً الكاذبة أو ما اسماها بالشائعات والتلفيق المتعمد والسب والشتم من تأثيرات سلبية خطيرة بين أفراد المجتمع حيث وصلت الى حد تسجيل حالات خطيرة تحت ضغوطات تلك التأثيرات وتداعياتها ، كما أكد أن أصحاب تلك الكتابات لا يكشفون عن هوياتهم الحقيقية بل ينشرون ما يكتبون في الغالب بأسماء وهمية أو مستعارة أو بتوقيع ( مجهول ) وقد يكون هؤلاء قريبين من ضحاياهم أو هم أدوات في عملية تصفية حسابات بين أشخاص وجهات ما ..وبما أننا على حد قول كاتب المقالة المتعاملين مع هذه الشبكة العنكبوتية ، عندنا صاروا بالضرورة جزءاً منها فلا بد أن تأثيرات هذه الظواهر ستطالهم حتماً... كما وأن من يتابع ما ينشر من مواضيع وتعليقات في المدونات والمنتديات والمواقع الشخصية سيرى حجم تلك التأثيرات بمضامينها السلبية التي تدخل ضمن مصطلح الشائعة والاعتداء المتعمد ، وهنا يتوقف كاتب المقالة ليطالب الأخصائيون الاجتماعيون ليشخصوا هذه الظاهرة ويحللوا مدلولاتها الاجتماعية والنفسية وهي مدلولات لا يعتقد أنها بعيدة في توصيفها عن أعراض تشويه نفسي أو اجتماعي شأنه شأن العديد من التشوهات التي بدأت تظهر بشكل مقلق في مجتمعاتنا ))... وألان دعونا نقف قليلاً هنا لنتعرف عن الأخلاق ، الكثير من الباحثين والمختصين أكدوا أن الأخلاق هي العقلية التي تضم سلسلة من المواقف وليس المقترحات.وهناك أربع فئات من المقترحات الأخلاقية وهي"من الخطأ..." ومن حق..." (يجب) القيام بذلك..." "(يجب) أن لا تفعل هذا... ".والأكثر شيوعاً لمفهوم الأخلاقية هي كونها حالة ذهنية حيث أنها تلتزم كصفة أكثر من كونها عنصر ، حتماٌ أنها حالة مشكوك بها وأننا بحاجة الى تحليل للحصول على الشروط الأساسية والكافية لحوزتها علماُ قد يكون مفهومها معقد بالنسبة إلينا .. الأخلاق لا تعتمد فقط على الموقف بل أنها تخضع لقياسات منها المكان والفترة الزمنية ( العصر ) وأيضاً الثقافة ، ومن هذه القياسات ربما نستطيع معرفة الموقف هل هو أخلاقي أم لا ، كما أن الحالة النفسية والمعنوية تتحكم بشكل غير مباشر في بلورت الأخلاق ولكن بصيغة عقلية وغير دائمة .. بعبارة أخرى ، لا يمكن للمرء أن يلتزم من دون الاعتقاد بالحالة المعنوية أو الحالة النفسية على حد سواء حيث أنها ضرورة كافية لانضمامها إلى الأخلاق ... حقيقة أنا أشفق على هؤلاء الذين يسجنون أنفسهم بهذه الظاهرة حيث أنهم يعيشون ضحايا لحياة غير رتيبة وغير منتظمة ومتكررة ، أي أنهم يعيشون موتاً روتني الطقوس في مجتمع يخلقه لنفسه كي يدمر به إنسانيته ..أنه طاعون الاستهتار أنه مرض عربي يتفوق به الشخص العربي على الآخرين وهو الاستهتار وعدم الاحترام ونبذ القيم والمبادئ ، كما أنه مظهر من مظاهر الاعتداء على الكرامة والحرية الشخصية ، إضافة الى أنه جزء لا يتجزءا من نتاج التخلف الذي ابتلي به الشرق ، التي تتجلى في مئات المواقف الأخرى وتبرز في كل مناسبة .. أننا لا نستطيع العيش معه ألا وفق القانون الذي يختم على بابه الشمع الأحمر لكي يتعض غيره .. ومن هذا وجب استحداث قوانين ومنها سن قوانين تعاقب هؤلاء الذين يعتدون على الآخرين من خلال شبكات الانترنيت ، ولكن حتما أن الكرامة لا تصنع وفق مرسوم ولا يبدعها قانون !!! أنا أعلم أن مثل هذه القوانين سوف تولد ثم تموت بالشيخوخة ، لأنها قد لا تخدم الكثيرين منا ...وكعادتنا نخدر أنفسنا بالعويل فقط ونلهي عن القول الموضوعي والمجابهة العملية لمثل هذه الظواهر ، ونكتفي بتسجيلها في مفكراتنا التي أملئت كي لا يفوتنا الرجوع إليها وكتابة مقالا آخر عنها ليهمش كالعادة وهكذا ... لماذا نتجاهل كل نظرة موضوعية أستطاع أن يسطرها إنسان غريباً عنا أو من مكان آخر ، لماذا نهتم بتفاهات ألأمور ، وبالتالي نعجز عن عمل إي حوار أو إيصال أي صوت ... في الواقع أن الدولة قلما تفكر بهذه الظواهر أنها تتفاخر بالفرص وتنسى أننا في عصر باتت الفرص فيه لم تعد من أسلحتهُ ، وهكذا نتمزق في غلالات تلك الظواهر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصحافي رامي أبو جاموس من رفح يرصد لنا آخر التطورات الميداني


.. -لا يمكنه المشي ولا أن يجمع جملتين معاً-.. شاهد كيف سخر ترام




.. حزب الله يعلن استهداف موقع الراهب الإسرائيلي بقذائف مدفعية


.. غانتس يهدد بالاستقالة من الحكومة إن لم يقدم نتنياهو خطة واضح




.. فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران تعلن استهداف -هدفاً حيوياً-