الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرب والديمقراطية

ضمد كاظم وسمي

2008 / 12 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


منذ نيف من السنين فوت الرئيس اليماني علي عبد الله صالح اول فرصة تاريخية في حياة الامة العربية بعد ان كاد تسجيل تنازل اول رئيس عربي عن السلطة سلميا اذ رغم تاكيده بعدم العودة الى السلطة وان في اليمن من يستطيع مواصلة السلطة بكفاءة الا انه عاد بعد ثلاثة ايام الى واجهة الترشيح الى الرئاسة بعد ان امضى فيها ثمانية وعشرين عاما ضمن فذلكة هي عبارة عن مسرحية سياسية تتكرر اكثر من مرة ! القاعدة لم تكسر والاستثناء لم يتحقق والتاريخ لم يسجل اول بادرة سلمية للتنازل عن السلطة وبقي التراث والموروث العربي جاثما على الصدور وبقي قميص عثمان قدسيا ليس بمقدور العرب نزعه : (( لن انزع قميصا البسنيه الله )) وهكذا تصح نظرية : العقل العربي المتهم بانتاج واعادة انتاج الدكتاتورية والاستبداد وما قصة العودة الميمونة للرئيس والكرنفالات المليونية لتاييده ـ الحالة واحد في العالم العربي ـ الا ان تشير الى ان العقل العربي عقل جمعي احادي متوجس . فالزعماء العرب لا يغادرون السلطة الا موتا او قسرا ، وليس الرئيس اليماني بدعا من اخوانه الحكام العرب اذ ان صلاحياته التي يكفلها الدستور خطيرة ولا معنى للديمقراطية بمؤسساتها والياتها الا من الناحية الشكلية مع هذه الصلاحيات التي لا تنتج الا الدكتاتورية فضلا على هيمنة عشيرة الرئيس ـ اسوة بالحكام العرب ـ على الاجهزة الامنية وان وريثه السياسي ابنه يقود الحرس الوطني وقد ظهر بشكل مفاجيء اعدادا له ليتولى مهمات السلطة لاحقا كما حصل في سوريا وكاد يحصل في العراق وهو الذي سيحصل في مصر وليبيا اما الانظمة الملكية العربية فالامر واضح جدا . اكثر من ربع قرن من الحكم يقول مناصروه انه رجل المرحلة الذي حقق الكثير وسطع نجمه ومن الصعوبة بمكان ان يترشح بديل عنه اذ (( لا بديل الا الزعيم )) الا ان الكثير من المعارضين و المفكرين في اليمن يقولون انه من الناحية العملية لم يحقق شيئا وبقاءه سيزيد الاوضاع سوءا ولكن بتنازله يمكن ان يقدم شيئا للبلاد وهو تعزيز التبادل السلمي للسلطة ضمن نموذج ديمقراطي عربي يحدث للمرة الاولى في التاريخ ويقولون اما اسباب تنازله عن الترشيح فتعود الى ضغوطات خارجية وفشولات داخلية تضع البلاد على حافة الانهيار الاقتصادي كما يقول هؤلاء المفكرون : هل يات الرئيس بعصا سحرية لانجاز في سبع سنوات مالم ينجزه في 28 سنة ؟
لكن الرئيس عدل عن تنازله بعد ثلاثة ايام استجابة لرغبات الجماهير وفاز في الانتخابات فوزا ساحقا فالشعوب العربية تمتهن على شكل مفارق عبادة الشخصية الحاكمة وربما بالرغم من ارادة هذه الشخصية وبالتالي يمكن القول ان الديمقراطية كنبتة غربية وغريبة يصعب استنباتها في هذه الارض اما اذا اردنا تبين السبب في ذلك ، فلقد سقطت نظرية السبب الواحد كما يقول الفيلسوف هربرت ماركوز وحتى لو اتفقنا على تشخيص الاسباب ـ وهو امر مشكوك فيه ـ فاننا من المؤكد ان لا نتفق على وضع الحلول الناجعة .



















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح