الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شاهدت أبشع جريمة شرف....!!!

علي السعيد

2008 / 12 / 2
ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف


في نهاية العقد السادس من القرن الماضي , امام محكمة إستئناف البصرة ,كنت جالسا وصديقي في مقهى مقابل المحكمة , وإذا بأمرأة تهرول مسرعة ويتبعها رجل يحمل سكين كبير . ولعدم امكانيتها تخليص نفسها منه دخلت تحت شاحنة كبيرة كانت متوقفة مابين المقهى وبناية المحكمة , دخل عليها الرجل زحفا واولج سكينته في صدرها ثم قام بذبحها .رجل اخر دخل تحت الشاحنة لينقذها من هذا الوحش الهائج , لكنه لم يتمكن حتى من إنقاذ نفسه .قتله شر قتله ثم قام بقطع عضوه وجعله في فمه . الجريمة بشعة هزت المجتمع البصري وتداولها الناس اياما ... كابشع جريمة واوسخها . المصيبة ...انه بعد خروج القاتل من تحت الشاحنة مسلما نفسه للشرطة , خرج القاضي ليصرخ ...الله اكبر ... قبل لحظات عقدت زواجهما وبشهود من اقارب الطرفين !!!. إن جرائم الشرف كثيرة في مجتمعنا العربي الاسلامي وقد شاهدنا مرات عديده تساهل القانون وتعاطفه ,مماخلق دافع اساسي للجريمه ,وعدم وجود خطوات جديه لتشريع ما يوقف تلك الجرائم او يحد منها.الجرائم تحدث في كل مكان داخل المجتمع العربي الاسلامي,كلماتقربنا من مراكز المدن تقل معدلات حدوثها,ولكنها لاتنعدم حتى يومنا هذا .يتبين من ذلك ان تركيب الثقافه الريفييه والبدويه مدعومه بالغطاء الديني ,هي السبب في سيادة هذا النوع من الجرائم ,لان الشخصيه بشكل عام هي صنيعة الثقافه الاجتماعيه .مثلما نجد التفاخر والثأر والشتائم والغنائم صنيعة المجتمع كذلك يكون الشرف ولانتقام صفه اساسيه لهذا المجتمع غير المتمدن.في مقال لي عن(البوذي ج)ذكر لي احدهم بأن مفهوم الشرف عندنا هو كل ما يتعلق بالجنس والاعضاء ...لذلك تحدث في مثل تلك المجتمعات جرائم وخروقات تحل سلميا.وقد يكون المال والتعويض هو الحل الحاسم الا المراه فهي عامل مهم في إثارة النزاع وارتكاب الجريمه فالمشاكل المترتبه عليها لا تحل الا بالدم .لذلك لم تكن ,الصحراء او الريف , بقيمها وثقافتها منعزله عن عالمنا المتحضر ...! . كما ان الانظمه والحكومات لم تساهم بشكل عملي وعلمي متحضر من تقليل الفوارق بين تلك المجتمعات ,لذلك تحملت المدن العربيه ومجتمعاتها وزر حكامها .تلك المجتمعات كما يقول د.علي الوردي شكلت المرأة عندهم وعاء النسب ,فأذا تلوث الوعاء تلوث محتواه به. .ساهم الدين في تفاقم ازمة المراه باشكال متعدده ترسبت في عقل الانسان المسلم مما شكل استضعاف واستصغار لدور المراه وكرامتها وخاصة في ظل المجتمعات الريفيه .لم تأخذ الحكومات والانظمه دور حاسم في الحد من انتهاك حقوقها وتشريع القوانين لحمايتها من عقول الجهل والتخلف ,بحيث ان القاتل بجرائم تخص الشرف يتساهل معه القضاء ويحكمه بسنوات قلائل ,وكأن المراه ,فعلا ,ناقصة العقل والدين والكرامه .وماتطبيل الحكومات والاحزاب الدينيه من ان المراه قد حصلت على حقوقها كامله الا هراء في هراء .لازالت المرأه في مجتمعاتنا مسلوبة الحق في الارث والتعليم والعمل ,ولازال القانون للرجل ... لاحريه في مجتمعات تحكمها ((محاكم التفتيش ...!!!)).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نساء فلسطين عندما تصبح الأرض هي القضية


.. مشاهد تدمير منطقة الزيتون وحي الصبرة بعد انسحاب القوات الإسر




.. رائدة في علم المحيطات حققت نقلة نوعية في علوم الأرض


.. موريتانيا.. دعوة لإقرار قوانين تحمي المرأة من العنف




.. القومى للمرأة يطالب شركات خدمات النقل بالتطبيقات بوضع معايير