الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كفاح قلب في مهب رياح العنصرية

مريم الصايغ

2008 / 12 / 1
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


عندما كتبت قبلا في أثناء خضم معركة الرئاسة الأمريكية وسياستها الضارية ...
وقلت أنني أخشى أن يكون باراك أوباما فقط لون جديد ودماء أكثر شبابا في البيت الأبيض !!!
كان مقالي شريد بين آلاف المقالات التي كانت تحمل مزاهر العرس
وتطوف الميادين تقيم أفراح التغيير القادم لا محالة في السياسة الأمريكية !!!
واليوم بعد فوز و قرب تولي أوباما مقاليد رياسة الولايات المتحدة أريد أن ألقي نظرة سريعة على جانب آخر من شخصيته ...
وهو جانب القلب حيث موضع المحامية ميشال أوباما ؟؟؟
التي عانت في طفولتها وأسرتها الفقر في أكثر أحياء شيكاغو فقرا في منزل من غرفه وصالة حيث كافح والدها الموظف في البلدية،
طيلة حياته بالعمل الشاق، رغم إصابته بمرض التصلب العصبي المتعدد .وتولت والدتها تربية طفليها.
وصمدت ميشال رغم الحي الموبوء الذي تعيش فيه ونجحت في دخول جامعة برينستون في 1981 ثم كلية الحقوق في جامعة هارفارد، ...
ثم محامية في مكتب إدارة أعمال في شيكاغو، حيث تعرفت على باراك ...
وكانت قصة حب روى عنها أوباما أنه حصل بصعوبة على أول موعد لهما حتى وافقت ميشال أخيرا على الذهاب للسينما معه ...
ثم تزوجا في عام 1992 وكلل هذا الزواج ماليا (10 سنوات) وساشا (7 سنوات)
وعانت ميشال كفاح جديد كزوجة مناضلة لتعيش الأسرة الصغيرة في مستوى اجتماعي جيد
فتخلت ميشال عن عملها في المحاماة لتعمل في مجال تنظيم وخدمة المجتمع،
ثم انتقلت للعمل في المجال الإداري في بلدية شيكاغو المكان الذي شهد قصة كفاح والدها المريض ليعول أسرته !!!
ثم تولت منصب نائبة رئيس هيئة مستشفيات جامعة شيكاغو، و كانت تكسب منه أموالا أكثر من دخل زوجها باراك العضو في مجلس الشيوخ.
لهذا تستحق ميشال تصريح أوباما الدائم عنها أنها صخرته الصلبة و أحد أحكم الأشخاص الذين عرفهم في حياته !!! .
لكن عندما لقبت ميشال بجاكلين كيندي الجديدة !!!؟
لا اخفي عليكم أن التسمية أصابتني برعب فهل هذا مؤشر لاغتيال أوباما أم تحذير له أنه قد يلقى مصير جون كيندي- الذي تم الغدر به واغتياله –
والغريب أن المزاج العام لوسائل الإعلام المحافظة لم يتغير فكما أطلقوا على جاكلين كيندي عبارات مثل سيدة الاعتراضات – المتعجرفة .
أعادوا إطلاق هذه التسميات على ميشال حيث وصفت بالمتعجرفة و سيدة الاعتراضات والنصف المر و السيدة ضيم
ورغم اعترافهم بأناقتها لكنهم عادوا وهاجموا الفستان الذي ارتدته في يوم انتصار اوباما - هههههههه يالا الهول -
لكن في تصوري ميشال هي من أعطت مادة للصحافة فمن كلامها تمت إدانتها
ففي بداية ترشح زوجها لخوض الانتخابات كانت ترفض هذا وعندما طلب منها تفسير السبب ...
قالت: أنها كانت تظن العمل السياسي عمل دنيء واليوم بعد أن أصبحت داخلة لم تعطي أسباب لرئاسة زوجها لقمة العمل الدنيء .
كما تتعرض ميشال للانتقادات بسبب طريقتها في الحديث عن زوجها بطريقة تخلو من الحكمة فتارة تصفه أنه " يشخر أثناء نومه" !!!
وتارة أن" رائحة فمه تكون مزعجة في الصباح " ، كما تنتقده قائله أنه لم يتعلم أبدا "وضع جواربه مع الغسيل القذر".!!!
وعندما صدم الرأي العام بهذه التعليقات أجابت "لا أستطيع أن أمسك لساني ودائما ما أمزح مع زوجي وأناكفه" .
ثم قامت باستخدام ذكائها للخروج من الورطة فقالت أوباما قادر على التعامل مع امرأة قوية. وهذا من الأسباب التي تجعله قادرا على أن يكون" رئيسا".
لكن العلامة المميزة في تاريخ عدم حكمتها كان تصريحها أمام حشد من الناخبين "للمرة الأولى في حياتي منذ أن أصبحت بالغة، أشعر بفخر حقيقي ببلدي".
مما جعل الكثير من وسائل الإعلام وأيضا زوجة ماكين - المرشح الجمهوري المهزوم - سيندى ماكين يشككون في وطنيتها
بعد أن قالت في فبراير هذا أمام الحشد الذي قامت بتجميعه لمناصرة زوجها!!!
مما جعل ميشال مضطرة لاستخدام ذكائها لتفسر قولها فقالت: " بالطبع أنا أحب بلدي جدا و في أي بلد آخر غير أمريكا، لا يمكن لقصتي أن تحدث"
وتم فتح ملف دراستها علم الاجتماع، حيث تناولت في أطروحتها ...
موضوع التمييز العنصري: كيف ينطبع الطلاب السود "بالهيكلية الاجتماعية والثقافية للبيض" ويبتعدون أكثر فأكثر عن مجتمعهم الأصلي .
فأصبغت عليها صبغة العنصرية وعدم الوطنية طيلة الحملة الانتخابية !!!
لكنني رغم الهنات التي وقعت فيها ميشال أثناء المعركة الانتخابية لكنني من خلال متابعتي لها ...
وجدتها تمتاز بذكاء شديد ومثابرة وتضحية وكانت من ركائز حملة زوجها الانتخابية.
فقد أعطت مئات التصريحات إلى وسائل الإعلام الأمريكية،
كما توجهت للحديث عنه أمام حشود كبيرة في مناسبات عدة لتعدهم أن يصبح زوجها "رئيسا غير عادى".
كما شعرت بحبها الكبير لأسرتها فقد كانت متحفظة على خوض زوجها السباق إلى الرئاسة لتحافظ على حياتهم العائلية
ووافقت بعد وضع شرطين، هما أن ترى ابنتاها والداهما مرة في الأسبوع، وأن يتوقف عن التدخين. وعندما التزم بالشرطين ساندته .
أوباما حقق ما كنا نشاهده فقط في سيناريوهات هوليود حيث نشاهد الشاب الأسمر يفوز في انتخابات الرياسة وشاركته ميشال السيناريو ذاته !!!
فهل ميشال ستكون لاعب أساسي في سياسة البيت الأبيض الأربع سنوات القادمة؟؟؟
ميشال لا ترى نفسها لاعب أساسي في واجهة البيت الأبيض "بل شخصية غريبة الأطوار وحالة فريدة.
مجرد فتاة سوداء نشأت في الجانب الغربي (حي من أحياء الفقراء ) في شيكاجو... ولا يفترض بها على الإطلاق أن تكون في البيت الأبيض "
وتؤكد إنها تريد أن تكون أما قبل كل شيء.
وكثيرا ما تصرح "أنها تتحدث مع باراك في كل شيء، لكنها لست مستشارته السياسية. بل هيا زوجته".
لكنني أود أن أقول للسيدة المحامية الذكية ميشال أوباما زوجته لدينا هنا يشار لها بالحكومة!!!
لهذا السؤال هنا هل ستصبح السيدة ميشال رئيسة حكومة الولايات المتحدة الجديدة ؟؟؟؟
وكيف سيكون توجه هذه الحكومة وانتمائها وقد وصف بالعنصرية والعجرفة والصرامة ؟؟؟
هذا ما سوف يكشف عنه تاريخ الأربع سنوات القادمة في حياة الولايات المتحدة الأمريكية ؟؟؟!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمات إنسانية متفاقمة وسط منع وصول المساعدات في السودان


.. جدل في وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن الخلافات العلنية داخل




.. أهالي جنود إسرائيليين: الحكومة تعيد أبناءنا إلى نفس الأحياء


.. الصين وروسيا تتفقان على تعميق الشراكة الاستراتيجية




.. حصيلة يوم دام في كاليدونيا الجديدة مع تواصل العنف بين الكانا