الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واقعة عاشوراء الدروس والعبر

أسعد الخفاجي

2004 / 3 / 5
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


لا أريد من هذه السطور أن تكون مقالة دينية ، ولا هي مرثية لمئات الشهداء الذين سقطوا يوم الثلاثاء الدامي وهم يستذكرون عاشوراء الحزينة ويحتفلون بذكرى الإنتفاضة الحسينية الباسلة وإنما أهدف إلى إستنباط بعض الدروس والعبر المفيدة كي نضعها دليل عمل يومي ونحن نشارك جميعنا مسلمين ومسيحيين وصابئة وعلمانيين ، عرباً وأكراداً وتركماناً وكلدوآشوريين في وضع حجر الأساس لعراق ديمقراطي تعددي تحت ظل راية الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وهذا ما تخشاه القوى الظلامية التي فتكت بأعزائنا الذين كانوا يحتفلون بذكرى أليمة على نفوس العراقيين لأول مرة بحرية وكرامة لا شرطة تلاحقهم ولا عصابات حزبية فاشية تلقي القبض عليهم بتهمة العمالة التقليدية!

أما الدروس والعبر المستخلصة فأهمها ان الشعب العراقي لا يرهبه الموت لكي يتخلى عن تخليد ثورة الحسين. كذلك فأن شعبنا لن يتنازل عن صيانة وحدته الفولاذية! ولن يستسلم لمحاولات الرجعية العربية اليائسة الهادفة إلى ترهيبنا من بناء صرح الديمقراطية الذي سيكون  نبراساً ومثالاً لبقية الشعوب العربية المسترخية في عسل الإضطهاد كي تستيقظ وتكسر قيودها.

ومن الدروس أن ابن لادن والزرقاوي وكافة الأرثوذكس من السلفيين الإسلاميين الملطخة أيديهم بدماء العراقيين هم نسخة طبق الأصل لشارون وبن غوريون وموشي دايان ونتنياهو أرثوذكس اليهود الملطخة أيديهم بدماء الشهداء في دير ياسين وصبرا وشاتيلا

ومنها أن الجهاد الأسود للسلفيين الجدد لا يستهدف قوى الشر والشيطان إنما هو يستهدف حصراً المذهب الجعفري وكافة الديمقراطيين التقدميين العراقيين مما يصب مباشرة في مصالح الإحتلال الإسرائيلي والأجنبي في المنطقة ويعطي المبرر الجاهز لأبديته في أراضينا!
كذلك فقد علمتنا واقعة عاشوراء الجديدة أن رجال الدين المزيفين الذين دافعوا عن قتل العراقيين يوم الثلاثاء الماضي وحاولوا تبرئة القتلة السفاحين وإلصاق التهمة بعدوهم التقليدي الإستعمار والصهيونية هؤلاء لن ينسى شعبنا عموماً وشيعتنا خصوصاً أنهم دمى رخيصة يلعب بها حزب البعث الفاشي السوري وسواه من الحكام العرب المرعوبين من نهضة الشعب العراقي!

من الدروس المستنبطة أيضاً درس عملي تكتيكي ينبغي على العراقيين أن يعوه جيداً ألا وهو أن يتعلموا الأساليب المناسبة لإحتفالاتهم وتجمعاتهم مثل تحاشي التجمعات البشرية الكبيرة والإستفادة من الإمكانات الأصغر في الإحتفال والتجمع حيث تكون السيطرة الأمنية أكثر جدوى. لقد طور الأعداء الظلاميون والسلفيون وعبيد الحكام المستبدين أساليبهم الشريرة في قتل الجموع من الأبرياء كما حصل في النجف وكربلاء وبغداد والرمادي وبعقوبة وغيرها.

إن الحل المثالي للقضاء على مخططات الإرهابيين التخريبية هو نقل السلطة والسيطرة الأمنية إلى العراقيين أصحاب المصلحة الحقيقية في الأمان والبناء وحقن دماء الأبرياء. وما يوم الثلاثين من حزيران ببعيد. لقد وضحت بكل جلاء الأسباب الحقيقية لواقعة عاشوراء الجديدة ألا وهي إتفاق قادة الموزائيك العراقي على صيغة رائعة تأريخية من الدستور المؤقت ضمنت للجميع الحقوق المدنية المشروعة ، إضافة إلى قرب موعد تسليم السلطة إلى العراقيين في 30 حزيران 2004.

الرحمة لشهداء شعبنا العراقي الأبرار
لتنكس راية السلفية والظلامية والرجعية والإستبداد في الشرق الأوسط
المجد والنصر للجمهورية العراقية في ظل الديمقراطية والتعددية وإعلاء شأن حقوق الإنسان

شيكاغو في الرابع من آذار 2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح -الحي الميت- السنوار يخيم على قراءة الإعلام الإسرائيلي ل


.. الحركة الطلابية في الجامعات : هل توجد أطراف توظف الاحتجاجات




.. جنود ماكرون أو طائرات ال F16 .. من يصل أولاً إلى أوكرانيا؟؟


.. القناة 12الإسرائيلية: إسرائيل استخدمت قطر لتعمّق الانقسام ال




.. التنين الصيني يفرد جناحيه بوجه أميركا.. وأوروبا تائهة! | #ال