الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحداث مومباي الإرهابية... تداعيات الزلزال العراقي

سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)

2008 / 12 / 1
الارهاب, الحرب والسلام


يهمنا و نحن نتابع كيف أن الإرهاب السلفي السعودي يتصاعد هنا و هناك، إلى تلك العقلية النرجسية التي يقوم بصياغتها مجموعة "مفكرين" عرب و مسلمين و التي تركز على الدوام على النظر في عيوب الآخرين، يهود، نصارى، بوذيون و هندوس و غيرهم، بينما هم بالمقابل ينزهون الذات "المـــــــسلمة" و كل ما هو إسلامي، فالدولة الإسلامية "الإمبريالية الكولونيالية الإسلامية" توسعت عبر الرحمة و السلام و يزيد لم يذبح حسينا و لا أحدا من معارضيه و العباسيون فازوا في انتخابات "ديمقراطية" ليهاجر الأمويون سلميا إلى أرض أخرى.. و هكذا نجد سلسلة طويلة من الأكاذيب و الخرافات، بل إنني أذكر و أنا صغير حينما كنت أقارن بين كتب التاريخ "المنهجية الرسمية" أيام البعث و بين كتب التاريخ فأجد كيف أن المنهج الحكومي يصر على "تزوير" و "تحريف" التاريخ و إظهاره على غير حقيقته مما يصيب – الأنـا – المسلمة و القومية بمزيد من التقيح و الانتفاخ المرضي المزمن.
إن الغرب سارع إلى التطور حينما قام بحملة نقد ضخمة للذات و فتح أبواب النقد و بدون قيد أو شرط ليتجاوز الإنسان الغربي كل الآفات و الأخطاء و الجرائم التي ارتكبت تحت شعارات الدين و القومية، بينما حكوماتنا ـ عدى الحكومة في العراق الجديد ـ تنتهج منهجا تحريفيا لتجميل السلطة و إظهارها و كأنها "ظل الله في الأرض"، و طبيعي أن أي دولة تنتهج نهجا كهذا كستنتج و بالتعاون مع طبقة الوعاظ و الملالي المحترفين للكذب، أجيالا من الإرهابيين و القتلة و المنتحرين.
و بعد أن تلقى الإرهاب و الإرهابيون ضربات ساحقة ماحقة على يد أبطال العراق من قوات أمنية و صحوات و قوات التحالف الصديقة، راح الإرهاب السعودي يحاول البحث عن مناطق أخرى من العالم ليضرب فيها كالهند (ما حصل في مومباي مؤخرا) و باكستان و الصومال، و الحقيقة هي أن الحرب ضد الإرهاب ليست بحرب هينة و قصيرة أو ذات جبهة محددة نستطيع أن نلقي عليها اهتمامنا عبر الإعلام و مصادر المعلومات، هذه الحرب ستستغرق عشرات السنين بل ربما أجيالا، و نحن كعراقيين يجب أن نرسخ في بلدنا الثقافة الديمقراطية الإنسانية كي نستطيع هزيمة ثقافة القتل و الكراهية و إلغاء الآخر.
إن الإسلام النفطي السعودي يجد لنفسه مناطق شاسعة لينتشر فيها و ذلك عندما يجد بيئة مليئة بالفقر و الجهل و العرف العشائري و أعراف و عادات القتل و التناحر، لذلك نجد أن تنظيم القاعدة و الإخوان و مثيلاتها تهيمن في الدول المنهارة و المدمرة كأفغاتستان و باكستان ـ لا أدري ما الرابط المستمر بين الإرهاب و ستان هذه؟ ـ و الصومال (صومـالستان)!! بالتالي فإن مواجهة الإرهاب لا يمكن أن تتم بالسلاح فقط، بل أيضا بحملات للإنعاش الاقتصادي و التوعية الثقافية و نشر ثقافة الحياة و الشعور الفردي للإنسان.
صحيح أن الفقر و المعاناة كانت دوما مرتعا أو بيئة مناسبة لنمو التطرف، و لكن لا يمكن أن يتخذ البعض هذا الأمر كذريعة لتبرير الإرهاب، لكن الفقر هو سبب من ضمن قائمة طويلة من الأسباب مع ملاحظة أن عددا كبيرا من الإرهابيين ينتمون إلى عوائل غنية و من أبرزهم زعيم تنظيم القاعدة بن لادن، إن الدكتاتورية و الاستبداد تمثل سببا و ركنا أساسيا آخر لتنامي ظاهرة الإرهاب كنوع من التعبير، ففي السعودية نجد أن السلطة تمارس أبشع أنواع الاضطهاد الفكري و النفسي و منع الاطلاع الثقافي و ترسيخ عقيدة (الفرقة المنصورة الناجية) التي تحولت الآن إلى كابوس عالمي، و لهذا فإن على العراق أن يكون حذرا من التعامل مع الدول ذات الطابع الطائفي الدكتاتوري الذي يرمي دوما إلى إيذاء الغير و عبادة الذات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-