الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعرية التصوف

بشير ونيسي

2008 / 12 / 1
الادب والفن



مدخـــــــل :
التصوف معراج الذات في الوجود سفر الجسد في هياكل النور رحلة المعرفة من أجل الوصول إلى الحق هو التحلي والتخلي لكشف سر التجلي ..انه التشظي للخلاص الشيطان والنفس والتوغل في الحضرة هو المعرفة والمحبة للتوحد في كل شيء والحياة مع الله في الوجود علما وعملا.
يصفو القلب ويجوب أفاق الكون ببراق الذكر والوصل يصفو القلب
فيرى العارف ما يتجلى من أنوار القدس فيمحو النفس ويتجاوز فيحل الوحي
في دمه ويتم الفناء والبقاء والصفاء والبهاء .
والصوفي لا يتم له الفتح إلا بالحب والشطح ولا يتم الحب إلا بالمعرفة ولا تتم المعرفة إلا بالذكر ولا يتم الذكر إلا بالتوحيد ليجيء الوصل وتفتح أبواب السماء .
المتصوف إنسان ظمآن لكوثر الحب يتشتت فيجمعه الحب يقبض فيبسطه يفنى فيبقيه يصحو فيسكره الحب يموت فيبعثه ويزيده الحب حيرة وشهوة فتجدد روحه بالوقت فالحب عنده ارتباط بالمحبوب واتجاه نحوه في ذاته ولذاته والحب عنده جوهر فرد يتجلى في كل شيء حدس وألم ورؤيا وتوهج عذري الحب زاده الذي لا ينفذ وهو أعز ما في الوجود حضور مستمر يربط الحال بالمقام بالمقال بالوقت قلق دائم وسر مدهش يشغف الذات فتتوحد الكائنات بالأشياء انه المعرفة التي تحرك كنه الوجود فتعود الحياة إلى لحظة فردوسها السرمدي .


طواسين الحب

فتح الحلاج تواسينه بالحب المحمدي طس السراج قمر تجلى من بين الأقمار كوكب برجه في فلك الأسرار وجوده سبق العدم اسمه سبق القلم اسمه أحمد ونعته أوحد وأمره أوقد وذاته أجود وصفاته أمجد وهمته أفرد أظهر إعلانه أبرز برهانه أنزل فرقأنه أنطق لسانه أشرق جنانه أعجز أقرانه أثبت بنيانه رفع شانه بهذا الحب كشف الحلاج الحضرة ودخلت عليه الملائكة من كل باب ثم رسم طس الفهم الفراش يطير حول المصباح إلى الصباح وطس الصفاء الذي به لكل مقام علو مفهوم وغير مفهوم وطس الدائرة الدائرة مالها باب وقال آه حين رآه ..طس النقطة من ربه دنا غاب حين رأى طس الأزل والالتباس وطس المشيئة والتوحيد والتنزيه فمن هذه الطواسين خط القلم سر النون وتعرف على إكسير الحياة وصار الوجود كله لله الواحد الواجد الماجد..




فتوحات الحب

مشهودك فيك وهو صورتك لكن لا تراها الا فيه من هنا أبحر بن عربي الشيخ يترجم أشواقه ويزرع شجرة كونه وينسج سفره وسيرته وقد عول على المكان المؤنث وشهوة الحب والوصل الساري في كل كائن وفي كل شيء الحق مع الكون في حال الوصل دائما وبهذا كان إلها إنها وحدة الوجود وسر التجلي ورؤية الشيء في غيره والوجود في فيضه وانسه وحلوله ووحيه ونوره .
ابن عربي أراد بالفتوحات أن يرسم الحال بمقال المقام وشوق الوقت فارتقى بمعراجه معارج القدس وخلص النفس من طغيان الغلس وتمركز في برزخ الوجود برؤيا القلب وشهوة الحب والوصل.

من خلال وصل الحلاج وابن عربي يمكن الكشف على شعرية التصوف أنها قائمة على الوصل والتجلي فالقلب بسر الوصل عرف الوجود المتجلي وهذا سنحدده في المفاهيم التالية



معراجنا ثلاثة اليه ومنه وفيه

1 المقام / اليه
2 الحال / منه
3 الوقت / فيه

1 / اليه المقام عند الصوفي مكان الاستقرار والأسرار والأنوار
وعقبى الدار به يدرك الحقيقة ويثبت على وجوده .

2 / منه الحال متغير مستتر مستمر له ديمومة وتحول وتجدد يأتي من نفحات القلب وتقلباتها يسع كل شيء قد يكون فتحا أو شطحا انه قمر الجسد في ليل الوجود.

3/ فيه الوقت كما قيل ما أنت فيه انه يمحو ويثبت به يعرف السالك الوجود وسراب النفس فالجسد في الوقت يطفح بالشهوة والنفس تشتهى شيطان الحياة والروح يريد سدرة المنتهى وجنة المأوى.

الصوفي في شعرية يريد الله فيتوحد ويحل في كل شيء فيفيض عليه التجلي بكرامات النور فيحقق الخلاص من الشيطان والدنيا ويعود إلى جنة التوحيد متى يريد فهو الشهيد والبصر من حديد .

بشير ونيسي دار الثقافة الوادي الجزائر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل