الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحقيق / لماذا يقبل شبابنا على تقاليع من هذا النوع/التاتو أخر تقليعة للموضة

إبتهال بليبل

2008 / 12 / 4
الطب , والعلوم


ربما لن تؤمن المرآة يوماً بتلك المقولة التي تقول أن الجمال هو جمال الروح ، ولها الحق في ذلك حتماً ، لان كل وسائل الإعلام وتقليعات الموضة وآخر صيحات الجمال تؤكد لها أن الجمال يكمن في القشور وليس الجوهر ، وقد يكون اندفاع الرجل وراء جميلات الشاشة وعارضات الإغراء هو ما دفع المرآة للبحث عن أي شيء يجعلها جميلة في عيونهم ، أما ربما هو الترف المادي جعلها تبحث عن طريقة لاستنزافه ، التاتو أو الوشم تقليعة جديدة يقبل عليها من الجنسين ، الشباب يحفرون على أجسادهم نقوشاُ وكلمات قد لا يعرفون معناها ولكنهم يتحملون في سبيلها ساعات طويلة من ألألم من أجل أن يميزوا أنفسهم عن غيرهم ، أما النساء فأنهن يرسمن الحواجب وغيرها من ملامح الوجه لتزيد من جمالها وتلفت الانتباه ...
حالة غريبة تجعلنا نتساءل : لماذا يقبل هؤلاء على تقاليع من هذا النوع خاصة أنهم لا يملكون إجابات واضحة ؟
ولو حاولتُ سرد ما أشاهدهُ يوميا لحالات من هذا النوع لربنا يفاجأ القارئ من أنهم يمتلكون طباعاً غريبة ، تفسر لنا الكثير من التناقضات في شخصية مستخدم هذه التقليعة ، المرآة اتجهت لهذه الظاهرة كي تعتني بجمالها باعتباره ( التاتو ) ماكياج أساسي ثابت في تحديد الشفاه ورسمها بدلاً من استخدام ( احمر الشفاه ) كما واستخدمت «التاتو» لرسم العين بألوان الكحل ليكون الكحل ثابتاً.ولا ننسى أيضاً في تغيير شكل الحواجب...
وعن أحدى المصادر التي ذكرت ( أنه على الرغم أن الوشم الآن أصبح موضة ألا أنه في الماضي البعيد كان له وظيفة ورمز مرتبط بحضارة وتاريخ العديد من البلدان ، فمن الصين بدأ فن الوشم أو التاتو وأنتقل منها إلى الهند التي خرج منها قبائل الغجر أشهر طائفة من الجماعات الرحل والذين حافظوا على عاداتهم وتقاليدهم ومهنهم الخاصة بهم ومنها " الوشم " الذي أنتقل إلى أجزاء العالم عن طريقهم فعرفته قبائل المايا وكانت تستخدمهُ للتقرب من الآلهة ...وعرفتهُ قبائل أخرى من العالم من أجل أن تتميز به كل قبيلة عن الأخرى برسوم خاصة بهم تعد علامة مميزة لها ..واستخدمته أصحاب المهن المختلفة ليكون بمثابة بطاقة التعريف لهم والتي تسهل تعريفهم على أبناء مهنتهم في أي مكان بالعالم .. فكانت البحارة يوشمون الهلب على أذرعهم ، وأستخدم الكتبة وشم القلم دليلا على مهنتهم ، وقبل اختراع صحيفة الحالة الجنائية للمجرمين أو لأصحاب السوابق كان المسئولون عن السجون يوشمون الشخص الذي ارتكب جريمة وعوقب عليها بالسجن بعلامة مميزة تصاحبه طوال عمره لتكون بمثابة إنذار وتحذير للآخرين بأن صاحب الوشم سبق له ارتكاب جريمة وعوقب عليها بالسجن ... ومع تغيير العالم وتبادل الحضارات ... تطورت الو شوم أيضا حتى في مجال الجريمة فاستخدمها المافيا الروسية لتكون بمثابة علامات تعنى تدرج أفرادها وأعضائها في مجال الجريمة ورمزا لمكانته داخل المافيا فكل مرحلة يمر بها العضو يتم ترجمتها برسم معين على الجسد حتى يصل إلى مكانة عالية فيتم وشمهُ بنجمة كبيرة تخرج منها أشعة ...
وبعيدا عن السجون والمجرمين يظل مشهد النجم الراحل رشدي أباظة في فيلم " تمر حنة " مميزاً وهو يستعرض وشم حبيبتهُ على صدرهُ دليلاً على لجوء المحبين إلى تسجيل قصص حبهم على أجسادهم لثبات إخلاصهم الأبدي وهو ما لجأت إليه أيضا سكينة ( ريا وسكينة ) أشهر سفاحة في القرن العشرين لتعبر به عن حبها لعبد العال شريكها في جرائمها ) ...
اليوم تنتشر هذه الظاهرة ( التاتو ) في بلادنا بشكل ملفت للانتباه ، وخاصة بين الشباب في بعض من مناطق كردستان العراق ، حيث يقومون برسم أشكالاً ورموزاً على أجسادهم وتعتمد هذه الرسومات على طبيعة ورغبة الشخص في اختيارها ..
كان الوشم في العراق ظاهرة منتشرة في أحدى الفترات التاريخية ، حيث كان للكثير ممن يعملون بصفة ( جندي ) أو عسكري يوشم على ذراعهُ ذكرى معينة أو أسم حبيبة له ، ولا ننسى السجناء كانوا يستخدمونه في كتابة أبيات شعرية أو كلمات تعبيرية عن حالات معينة يعانون منها مثلا ( المعذب ، حبيبي ، هجرني ) وهكذا ..
أما النساء ومنهن جداتنا كن يجملن وجوههن بخطوط تسمى بالعامية ( ألدكه ) ، ولو حاولنا البحث لوجدنا الكثير منهن واللواتي يسكن المناطق الشعبية يزين وجوههن الوشم ( ألدكه) ، ولا أنسى وفاة جدة زميلتي ، عندما سمعتها تقول أن متألمين على جدتي لأننا لم نستطع أن نحقق رغبتها با إزالة خطوط الوشم من وجهها وجسدها ، لأنها سمعت يوماً أن الوشم محرم من الله عز وجل ..
أن الذي شجعني على كتابة هذا الموضوع هو ما شاهدته على وجه زميلة لي في عملي ، أنها للمرة الثالثة تعمد إلى عمل لوجهها ( البوتاكس ) وهي عملية النفخ ، تصاحبهُ عملية التاتو ، لكن هذه الأخيرة ، جعلت من وجهها مشوهاً للغاية والعين اليسرى شل العصب الذي يسيطر على حركتها ، حقيقة عندما شاهدت ما أصابها ذهلت أمام عقل المرآة وكيف أنها تضحي بكل شيء من أجل إن ترضي رجلاً قد يستوعب ذلك وقد لا يستوعب ، كما أني لا أنسى أيضا تلك الممثلة المشهورة في هوليود عندما ظهرت بشكل مخيف وأنفها الذي بدأ بالنزف فسألها الحاضرين ما سبب ذلك ، قالت أنه بسبب العدوى التي أصيبت بها من عملية حقنها بإبرة ملوثة بمرض الكبد الفيروسي ، لعمل موضة التاتو ..
الكثير من الأطباء اليوم حذروا من أضرار التاتو وبشدة وتعالت الأصوات الآن على ظهور الكثير من الأمراض السرطانية وانتقال أمراض الكبد الوبائي بسبب التلوث واستخدام نفس الأدوات عند الحقن دون تعقيم ...وهاهي الحكومات العربية مثل الحكومة الأردنية أصدرت تعليمات معدلة لتراخيص صالونات قص الشعر منعت بموجبها الصالونات من مزاولة مهنة التاتو في شهر تموز /يوليو الماضي . وجاء المنع بسبب ما تحتويه الأحبار المستخدمة من مواد "مجهولة غالباً" قد تؤدي إلى التسمم إضافة أن الأدوات المستخدمة في "التاتو" والتي تحقن من خلالها الأحبار داخل الجسم قد تؤدي إلى نقل الأمراض المعدية مثل التهاب الكبد الوبائي أو فيروس الإيدز..
أن الله تعالى لم يحرم شيئاً بدون سبب ، فقد حرم على الإنسان كل شيء له نتاج سلبي على حياتهُ ، كم ؟؟ هو رحيم سبحانهُ وتعالى ، يحب مخلوقهُ ولكنه لا يتعض ، ألا يكفي ، ألا يكفي ما يحل بنا من كوارث نتيجة ابتعادنا عن الله تعالى ونتيجة جرمنا بأنفسنا ، هذه دعوة إليك سيدتي أن تتركي كل ما يشوه جمالك بل ويحرمك من نعمة التواصل بحرية مع الآخرين ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصوات من غزة| استمرار معاناة الحصول على الأدوية بالتزامن مع


.. يا رب ننجح .. فرحة طلاب الشهادة الإعدادية بالبحيرة بعد أداء




.. ما حجم انعدام الأمن الغذائي في المنطقة العربية؟


.. -قرطاج يجب تدميرها-.. مؤسس فيسبوك يثير غضب التونسيين بسبب عب




.. رجل أعمال فرنسي يسافر إلى الفضاء لتحقيق حلم الطفولة