الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ٱلدين The law

سمير إبراهيم خليل حسن

2008 / 12 / 2
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


قال بعض ٱلأصدقآء فى مراسلاتهم أنّ ما عرضته فى "ٱلدين وٱلدولة" من مفاهيم عن ٱلدين يحتاج لبسط ٱلقول فيه حيث جآءت بعض هذه ٱلمفاهيم فى ٱلمقال من دون بسط.
سبب قصر ٱلقول عن هذه ٱلمفاهيم أنّ جميع ما كتبته من كتب ومقالات كان عن تلك ٱلمفاهيم. وهذا يجعلنى لآ أبسط قولى عنها فى كلِّ مقال خوفا من تأثير ٱلتكرار.
مفاهيم ٱلدين عندى هى:
"دين ٱلمجتمع" وهو ما يمثّله تشريع سلطته وفق ٱلميثاق ٱلاجتماعى ٱلمعروف بكلمة "ٱلدستور".
"دين ٱلرّبِّ" وهو ما يمثله ناموس ٱلوجود وما يُعرف بٱلقول "القوانين الموضوعيّة".
"دين ٱللّه" وهو ما يمثله ٱلعلم وٱلبيان ٱلمفصّل لدين ٱلرّبِّ.
"دين ٱلحقِّ" وهو دين ٱلرّبِّ ودين ٱللّه من دون تفريق.
"دين ٱلطوآئف" وهو ما تحمله ٱلجماعات ٱلبشرية من مفهوم ثابت ومورث عن ٱلأبآء عن دين ٱللّه. ومن موقف وفهم ٱلطوآئف ينشأ موقف وفهم ٱلملحد وهو ٱلذى لا يؤمن بٱللّه ولا يؤمن بدين ٱلحقِّ.
لقد قلت فى ٱلمقال: (أنّ "ٱلدين عآمّة أو ٱلناموس The law (القانون فى اللغة الفصحى) هو أشراط قيام أىّ بنآء. وفى مجتمع ٱلناس هو ميثاقه (دينه). وفى ٱلتكوين كلّه هو دين ٱلرّبِّ. وفىۤ إدراك وعلم ٱلناس للحقِّ هو دين ٱللّه").
وقد سبق وقلت أنّ كلمة "دين" تبيّن بعض دليلها كلمة law وٱلتى تنقلها ٱللغة ٱلفصحى إلى لسانها بكلمة قانون. وقلت أنّ ٱلدليل لا يكمل من دون مفهوم ٱلأشراط (شروط فى ٱللغة) وهى ما يقابلها فى لسان ٱلإنكليز بكلمة condition. ومن ٱلمفهومين يتأسس عقد ٱلدَّين بين دآئن ومدين وبه تتأسس ٱلعلاقة وٱلمسئوليّة بينهما ٱلتى يوكل ٱلحكم فيه لسلطة قاضى. فما تدلّ عليه كلمة "دين" فى علاقة ٱلناس ببعضهم ومسئوليّة كلٍّ منهم فى تلك ٱلعلاقة هو ما يركعون له (يخضعون له بعلمهم وإرادتهم) من سلطة تلك ٱلأشراط وٱلقوانين ٱلتى تواثقوا عليها فىۤ إقامة علاقات ومصالح فيما بينهم. فٱلناس يتوجّهون لتأسيس تفاهم مشترك على ما يجعل عيشهم ٱلمشترك بما فيه من علاقات ومصالح مختلفة يخضع لقوانين وأشراط متفق على سلطتها ٱلتَّحكِيميّة بينهم. وبها يوصلون إلى تفاهم مشترك علىۤ إقامة سلطة تجعل من تلك ٱلقوانين وٱلأشراط هى قوّة ٱلمجتمع ٱلتى تحمى عيش أهله من أفعال ٱلشيطان (الفوضى) وتحدد للسلطة سبيلها فلا تتركها لتطغى وتظلم.
هذه ٱلقوّة محمولة فيما تسميه ٱللغة "دستورا". فٱلميثاق ٱلاجتماعىّ أو ٱلدستور هو دين ٱلمجتمع كلّه وله يركع مع سلطته وتشريعها.
أما "دين ٱلرّبِّ" فهو ٱلشرع أو ٱلقانون ٱلذى يحكم حركة ٱلوجود ذاته بين تكوينه وربوّه وسباحته وهلاكه. وهذا لا يعلم به إلا ٱلرّبّانيُّون (ٱلفيزيآئيّون وغيرهم من علمآء ٱلوجود) كقانون حفظ ٱلطاقة وٱلجاذبيّة وٱلميكانيك وٱستطراق ٱلسوآئل وٱلوراثة وٱلتطور وٱلهلاك وٱلموت وغيرها من قوانين ٱلوجود. فهذه ٱلقوانين ٱلتى تحكم جميع ٱلأشيآء سوآء ءكانت حيّة أم ميِّتة لا يعلم بها ٱلكثير من ٱلناس لأنّ ٱلذين يسألون عن كيف بدأ ٱلخلق وينظرون فى ٱلأشيآء هم ٱلذين يقرأون تلك ٱلقوانين ويعلمون بها وهم قليلون. وهؤلآء يقرأون بٱسم ٱلرّبِّ "ٱقرأ بٱسم ربِّكَ ٱلَّذى خلق" وهذا يجعلهم ربّانيين.
أما "دين ٱللّه" فهو "دين ٱلرّبِّ" ٱلمعلوم وٱلمجعول عربيًّا مبيِّنًا بٱلتفصيل. فٱللّه له ٱلأسمآء ٱلحسنى ومنها ٱسم "ٱلرّبِّ". وهو ٱلأولُ وٱلخالق (واضع ٱلتصميم فى ٱللغة). وهو ٱلواجد وٱلبديع وٱلفاطر. وهو ٱلمُبدِئُ وٱلمهيمن وٱلحسيب وٱلرّقيب وٱلعليم وٱلمحصى وٱلجامع وٱلقادر. وهو بذلك نور ٱلسّمٰوٰت وٱلأرض.
وٱلدِّين عند ٱللّه (عقد دينه مع ٱلوجود) يشترط على ٱلوجود ٱلسجود فى سباحته لا فسق عليه وكلّ فى فلك يسبحون.
ويشترط على مَن جعله من ٱلوجود خليفة فى ٱلأرض ٱلركوع مع ٱلراكعين و"ٱلإسلام" لما وضعه من أشراط خلقه ولما بدأ تسويته إبداعًا وفطرة. ويبيّن له فىۤ أشراطه هيمنة ٱلدّيّان على ٱلمدين وأنّه لا يغفل عنه ويبقى عليه حسيبا رقيبا محصيًا جامعا لأفعاله وأعماله وقادرا عليما به. وهو ما يبيّن بعضا منه قول ٱلرّبِّانىّ "ٱسحٰق نيوتن": (أنَّ الإنسجام الدقيق للكون يبدو من تدبير العناية الإلهية). فما ظهر للرّبّانىّ "نيوتن" هو بعض قانون ٱلوجود. وهذا ٱلقانون هو "دين ٱلرّبِّ" ٱلذى يحكم ما رأىه "نيوتن" بمفهوم "الإنسجام الدقيق" فى سجود وسباحة ما خلقه ٱللّه وبدأه وأبدعه وفطره بدينٍ لا فسق فيه ولا شيط.
إنّ "دين ٱلرّبِّ" (قانون ٱلوجود) معلوم به ومهيمنا عليه من قبل ٱلذى خلق وهدى وبدأ وأبدع خلقه تسوية تربو فتكبر وتسبح وتهلك وتموت فيبعث خلقه ويعيده. وهذا ٱلعليم ٱلمحيط ٱلمهيمن هو ٱللّه وهو نور ٱلسّمٰوٰت وٱلأرض "لا تأخذه سِنَة ولا نوم" فلا يغفل عن خلقه وهيمنته عليه.
لقد صنع ٱللّه "كتلوكا" يبيّن فيه بٱلتفصيل كيف خلق وسوّى وهدى. وأرسل ٱلكتلوك رسالة على هيئة لباس لطيف "سوفت وير" أنزله على قلب بشر وثبّت به فؤاده وقرأه من قلبه وعرّف يده على خطّه فسطرته فى قرطاس ليكون "ٱلسوفت وير" كتابا مبينا لدين ٱللّه وهو بيان جميع "دين ٱلرّبِّ". وهذا ٱلكتاب بعد أن صار فى قرطاس صار رسالة ٱللّه إلى ٱلناس فى كلِّ وقت ليعقلوا بين بيانه وبين بيان ما يعلمون ويقرأون من بعض "دين ٱلرّبِّ". فدين ٱللّه هو بيان وتبيان يحيط بجميع "دين ٱلرّبِّ" ويحصيه. وهو ما يمثّله دليل كلمة (قرءان). فٱلكلمة تبيّن "قرءا" مطلقا غير محدود بما يعلم به ٱلربّانيّون ٱلقآرئون بٱسم ربِّهم. وهو ما لا يعلم ببعضه إلا قليل من ٱلناس ٱلذين ينظرون فى كيف بدأ ٱلخلق ويقرأون ما خرج به نظرهم من علم. وهؤلآء هم ٱلذين نظروا وٱلذين ينظرون وٱلذين سينظرون. وما علموا به وما يعلمون به وما سيعلمون به يربوا بعلم ٱلناس عن "دين ٱلرّبِّ" من دون أن يدركه جميعه.
فما يدركه ٱلناس من ٱلدين محدود بما يستطعون ٱلنظر فيه وٱلعلم به وبيانه. وإدراكهم لا يكون هو ٱلدين عند ٱللّه لأنّه إدراك مَن لا يحيط بكلِّ شىء وعلمه محدود بما وصل إليه نظره وبما سيوصل نظره إليه.
ٱلعلم بٱلدين يتحرك مع حركة ٱلنظر وٱلعلم وٱلقرء فى كلِّ وقت ومع ٱلعقل بين قول ٱلقرءان لاكتساب ٱلهداية فى تلك ٱلحركة وٱلوقت. وهذا يبيّن مفهوم "ٱلتشابه" للكتاب ٱلمنزّل "ٱلقرءان".
فما يختلف فيه ٱلناس ويجعلهم طوآئف متناحرة فى ٱلقول عن دين ٱللّه هو وقوفهم عن حركة ٱلنظر وٱلعقل فى كلِّ وقت.
بل إنّ ٱلقليل من ٱلناس ٱلذين ينظرون ويعلمون ويقرأون لا يعلمون بدين ٱللّه لأنّهم لا يعقلون ما علموا به من دين ٱلرّبِّ مع ما بيّنه كتاب ٱللّه لهم من هداية فى دينه.
أما ٱلذين يرون فى دين ٱللّه ما فهمه سلفهم وطآئفتهم فهم أكثر ٱلناس ٱلذين لا ينظرون فى دين ٱلرّبِّ ولا يعلمون. وهؤلآء لا يستطيعون عقلا مع بيان ٱللّه ولا يهتدون. بل هم ٱلذين يظنون أنّ قول سلفهم وطآئفتهم هو قول مطلق عن ٱلدين فيتبعوه وهم عمى عن بيان ٱللّه وهدايته. ومفهوم هؤلآء عن ٱلدين هو ما يجب فصله عن ٱلدولة. أما هم وطآئفتهم فلا فصل لهم عن ٱلدولة إن وافقوا على ٱلركوع لدينها (ميثاقها).
قلت فى ٱلمقال أنّ: (ٱلتفريق بين دين ٱلحقِّ (دين ٱلرّبِّ ودين ٱللّه) ٱلذى يقوم على جدلية زوجية تناقضية وبين مفاهيم ٱلناس ٱلمتطرفين عن ٱلدين عآمّة هو ما يحتاجه ٱلعاملون على مفهوم ٱلفصل بين ٱلدين وٱلدولة أو مفهوم ٱلوصل بينهما).
فدين ٱلحقِّ يهدى ٱلناس إلى سبيل عيشهم من دون فصل بينهم على ٱختلاف مفاهيمهم:
"إنَّ ٱلَّذين ءَامنُوا وٱلذين هادوا وٱلصَّٰبئين وٱلنّصٰرى وٱلمجوس وٱلَّذين أشركوۤا إنَّ ٱللَّهَ يفصل بينهم يوم ٱلقيٰمة إنَّ ٱللَّه على كلِّ شىءٍ شهيد" 17 ٱلحج.
وهدايته لهم يدركها منهم ٱلعاقلون وهم ٱلذين يعلمون أنّ دين ٱلحقِّ أشراط جدلية بزوجيتها فى تكوين أشيآء ٱلوجود وجدلية فى تكوين مفاهيم وأفكار ٱلناس. وهم ٱلذين يعلمون أنّ دين ٱلحقِّ لا يقوم علىٰۤ إكراه فيعملون على ميثاق دولة لا تفصل بين ٱلناس بسبب ٱلمفاهيم ولا يكره فرد ولا طآئفة بل يحرّضون ٱلناس على قبول ٱلميثاق وٱلركوع إليه. فٱلميثاق هو ٱلدين ٱلمشترك بينهم وبه تقوم سلطة دولتهم مفصولة عمّا يفهمه كلّ منهم من ٱلدين.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ