الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاصلاح في الشرق الاوسط... والخوف من الحرية

كاظم الحسن

2008 / 12 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


درجت الادبيات السلطانية على التحذير والتخويف من الحريات والتغيير السياسي، وثمة قوى سياسية ما زالت تمجد الاستبداد وتدعو له ليل نهار، بل اصبح بالنسبة لهم من الثوابت السياسية، لانه على الاقل يبقي المياه راكدة على حالها، لان في ذلك تهديدا لمصالحهم وامتيازاتهم ووصايتهم التي اكتسبوا شرعيتها عن طريق القمع والخوف والعنف.
ولذلك فلان التنوير والحرية يهددان ترابية الاستبداد ويجعلان الانسان مسؤولا وقادرا على استخدام عقله بلا وصاية من احد.
يقول فيلسوف المانيا الكبير (عما نوئيل كانت): (التوصل الى التنوير يعني خروج الانسان من حالة القصور العقلي التي يجد نفسه فيها والذي وحده المسؤول عنها. فان تكون غير قادر على استخدام عقلك بدون وصاية شخص اخر وتوجيهه، فالانسان مسؤول عن هذه الحالة ان لم يسببها نقص في عقله وانما نقص في شجاعته وجراته على اتخاذ القرارات بمفرده وبالتالي فلتجرأ ايها الانسان على المعرفة) والخوف من الاصلاح في الشرق الاوسط يمثل احدى تجليات الحرية التي تهدد العروش.ويمثل مشروع الشرق الاوسط الكبير، محاولة رائدة وكبيرة في زعزعة اركان الاستبداد في المنطقة، اذ قامت الولايات المتحدة الامريكية بحملة دبلوماسية للحصول على تأييد لمبادرتها الديمقراطية في المنطقة وهي اكثر جهود نشر الديمقراطية طموحا منذ نهاية الحرب الباردة وتشمل اجراءات ثقافية وسياسية واقتصادية واسعة النطاق طبقا لمسودة الخطة.
وتدعو الخطة الى شراكة طويلة المدى مع قادة الاصلاح للترويج للديمقراطية في هذا المكان من العالم على غرار اتفاقية (هلسكني) عام 1975 التي ادخلت اوربا الشرقية في حوار دولي وقادتها نحو مزيد من حقوق الانسان والحريات من دون ان تشمل رقابة مشدة او اصدار احكام تلك الدول طبقا لما ذكره المسؤولون.
والولايات المتحدة تستند في دعوتها تلك الى تقارير الامم المتحدة حول التنمية الاقتصادية في العالم العربي لعام (2002 – 2003) وهي ارقام تدعو للذعر وسوف تشكل قنابل موقوتة للمستقبل، لذا كانت المسودة تؤكد على الفئات التي تتعرض للتهميش الاقتصادي والسياسي في بلدانها، او الذين يشكلون اجسادا انتحارية تهدد العالم وبذلك يكونون ارضا خصبة للتطرف والارهاب والمنظمات الاجرامية والهجرة غير الشرعية.
من هنا كان تشخيص الخبراء لثلاث نقاط عجز تعاني منها المنطقة هي: المعلومات، الحريات، تمكين المرأة ولو اخذنا التغيير في الاستراتيجية الامريكية نرى انها انتقلت من سياسة الاحتواء وكان الحصار على العراق احدى نتائج تلك السياسية الى ما يسمى بالحرب الوقائية او الضربات الاستباقية وحدث هذا التحول بعد احداث (11 سبتمبر) فحاولت الولايات المتحدة الامريكية نقل المواجهة الى الاماكن التي ينطلق منها الارهاب.
ومن الطبيعي ان تأخذ تلك المواجهة الجوانب الاقتصادية والعسكرية والثقافية وتمتد الى البنية الاجتماعية وطرق تفكير الإنسان ومن هنا تبدأ مشقة هذه الطفرة النوعية في التغيير.
أن سياسة إلغاء الآخر تنتقل كالطاغوت من الاضطهاد السياسي الى الاجتماعي والعرقي ويكون نصيب الأقليات والمرأة والطفل والمجنون وهم الأضعف في مجتمعاتنا.
ومن هنا حالة (الفوبيا) التي تصيب أصحاب الفكر الشوفيني عند الحديث عن الفيدرالية أو الخصخصة أو المصالحة مع الآخر.
والغريب في الأمر أن المؤتمرات حول الأقليات او الديمقراطية لا تعقد في أي أرض عربية.
أما المرأة التي يتحدثون عنها ليل نهار، وضرورة مساواتها مع الرجل فهي لا تعدو أن تكون مستودعاً للإنجاب لمواجهة الإمبريالية عبر ما يسمى بالتوسع الديمغرافي فضلاً عن تحويل الأطفـــــــال الى أضاحي بشرية!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار تطبيق تقنية الفديو المساعد -الفار- في الدوري الإنكلي


.. استشهاد 3 فلسطينيين إثر اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدين




.. 5 شهداء بغارة للاحتلال على مبنى لبلدية النصيرات وسط قطاع غزة


.. عراك بين شرطي إسرائيلي وجندي في جيش الاحتلال بسبب خلاف حول ا




.. أخبار الساعة | حماس لا تزال تدرس مقترح وقف النار والدعم السر