الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البقرة سبعة وثلاثون

حسام مطلق

2008 / 12 / 3
كتابات ساخرة


الأمس كان يوم البقرة سبعة وثلاثون, صاحبنا الثور الذي حدثتكم عنه في المقال السابق اتعب البيطري, فتطور الموقف, البقرة هذه المرة مختلفة عن كل المقايس السابقة. نعم, لو كتب لها ان تكون في هوليود لمسحة نجماته بأستيكة, استعارة طبعا من اخوتنا المصريين.
مشكلة البيطري أنه بيطري, درس التشريح الحيواني, درس مواقع الاعضاء الداخلية والقليل القليل من الأعراض الخارجية. علمه هو الحيوان, وفي مغالطة سابقة صنف الحيوان انه بلا احساس, وهذا تقيم ثبت انه خطأ, فالدراسات الجديدة تقول ان الاسماك, وهي الأكثر استوحاشا من الناحية الإجتماعية, لها سلوكيات وطبائع. ولكن ماذا تفعل حين يكون البيطري بيطري شهادته من قرابة خمسة عقود. هو لم يطالع, لم يتعلم شيء جديد, الوصفة الطبية تصرف عنده وفقا لشرح المزارع. البقرة الفلانية تخور, الثور الفلاني هائج, ولديه في ذاكرته القديمة العتية المملة جملة وصفات, حتى المزارع حفظها, ولكنه الترتيب الإداري, ولذا هو مضطر للاستعانة بالبيطري قبل صرفها. الادراة قوية, لا احد يشك في قوتها, المشكلة في المعرفة والنباهة, فهما موضع السؤال.
البقرة سبعة وثلاثون تستدعي جملة اسئلة قديمة طرحت في مقالات سابقة عن التوظيف الصحيح للطاقات.
مونيكا صاحبة كلينتون لا تقارن ولا من قريب ولا بعيد بجمال هذه البقرة, هذه عالم اخر, هي وفقا للمصطلح الحلبي " صاروخ " ووفقا للتعبير الأردني " تعكد " ووفقا لتعقيب احدهم من شهود المربع الخشبي, وكلماته موجهة لصبيتين بجواره : هسى هدول نسوان وانتو نسوان ؟. بالنسبة لي تعبير استخدمه للتعبير عن الحدود القصوة للجمال " بوليت ان ذي هيد " ولكن بكل صراحة البقرة سبعة وثلاثون كانت قذيفة اربيجه في الجبين.
المقدمة الأخيرة تمهيدا للولوج, ليس ولوج ايها في ايهاها, انما اقصد ولوجا من نوع اخر, ولوجا فكريا في الموضوع. تلك القذيفة الاربيجية ما تزال تحمل في طياتها لمحة قروية, مع انها خامة نادرة, وهنا نرى كيف ان رجل المخابرات في الجهاز اياه لا يقدم ولا ياخر, هو لديه الكثير من السلطة القليل من الذكاء, ولذا لم يفعل شيء كي يرتقي بمستواها لتستقطب له كلينتون ما. هو يحرقها باستخدام عابث فقد سبقتها للتجربة, وكما بات واضحا من العنوان, ستة وثلاثون بقرة دون جدوى, صدقوني المشكلة ليست لدي إنه الطبيب البيطري الذي ليس لديه في قاموسه المعرفي سوى قانون تبديل الأنثى, وانا اتحدر من عرق كردي, وانتم تعرفون أن المسمار لا يستمر بالدخول في الجدار ان كان الكردي يضع راسه على الطرف الاخر.
احدنا, انا أو البيطري, عليه ان يتراجع, لست في قابل التراجع, فهل من طريقة كي تصله الرسالة ويفهم انه يحرق الكثير من الأوراق في غير مكانها.
حرق مثل تلك الخامة في تجربة لا طائل منها تعبر عن عبثية وسطحية, لماذا سوف ادلكم.
المرأة ليست ساقان وثديان الا في مخيلة القروي القادم من ضيعة فيها خمس نساء بينهن امه, كل ثوب يثيره, المراة في العالم المتمدن تستمد الكثير من انوثتها من عناصر حضورها, وهذه العناصر بعضها تكويني, كجمال بقرة الاربيجية, وبعضها تثقيفي, وهنا يأتي دور رجل المخابرات.
لو اوكل لي امر هذه البقرة, لنقلتها فورا من بقرة الى امراة, هذا كبداية, لادخلتها مدرسة خاصة تعلمها طرق التواصل الاجتماعي وطريقة اللباس الانيق. لدرستها بعض المعارف التي تساعدها في سلب الألباب بحديثها, لفعلت جملة اشياء من هذا القبيل تدفع بها كي تصبح ممن تستطيع ان تجعل اوباما يستقيل حتى بعد كل هذه النقاط التي منحت له في مجلس الانتخاب الأميركي.
المشكلة كما قلت سابقا هي قلة الثقافة و النمطية التي تسيطر على الطبيب البيطري, وكما قال طارق بن زياد: اين المفر؟. فالتراتبية الإدارية تفرض ان يكون هو من يصرف الوصفة الطبية لعلاج الثور المستعصي.
على كل وكي لا اظلم كل البقرات فبعضهن كن من النوع الذي تربى على جبنة كيري الغالية ولكن مع التهتك الذي افرزه العقل الامني وتفسيخه لعرى المجتمع وانسانية الانسان صار تحويل الانسان الى دابة امرا غير مستعصي. اقدر مشاعر الطبيب البيطري, فقد رايته قبل ايام يضرب كفا بكف في ساعة متاخرة من الليل في سيارة مركونة في احد الأزقة وبقرة اخرى تقترب وكأنه يكرر كلمة ابي : شبو هاد البغل؟.

حتى بقرة اخرى أتمنى لكم تصفحا سعيدا.
صامدون هنا صامدون خلف هذا الجدار الأخير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل