الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يكون مرض الزوجة ... طريقاً لابغض الحلال عند الله

إبتهال بليبل

2008 / 12 / 12
حقوق الانسان


وقائع مثيرة ومواقف انسانية من داخل البيت العراقي
طلق زوجته بناء على رغبة والدته لانها لم تنجب !!!
لم يخطر في بال سيناء قحطان ( ربة بيت منذ خمسة أعوام من دون أولاد ) أن تعيش في مثل هذا الموقف ، فقد راودتها كل الاحتمالات ألا موقف زوجها حينما أخبرتها الطبيبة بضرورة اجرائها لعملية أستئصال رحمها ، قام الزوج بطردها من بيت الزوجية ولم يكتف بذلك بل وصل الامر الى الطلاق ..
تستذكر سيناء تلك اللحظات بمرارة وألم بالغ ، طالما حاولت أخفاء دموعها التي ما لبثت أن تعلن ثورتها على وجع بات يمزق روحها ، وتقول " خمس سنوات تحملت فيها الكثير من المحن مع زوجي إلا أنني لم أشعر ولو للحظة أنه من الممكن أن يستغني عني في يوم من الأيام ، بسبب إصابتي بمرض اضطرني إلى استئصال رحمي لم أكن أتوقع منه أن يسحبني من ذراعي بصورة مفاجئة ويدفعني خارجاً ، وأنا في حالة ذهول ورعب ، ثم أغلق الباب خلفي قائلاً اذهبي إلى منزل أهلك وسيصلك خبر طلاقكِ " ربما كان لعبارات علي محمود الجبوري ( كاسب / 48 عاما ) أثر بالغ في نفوسنا حيث يؤكد لنا من خلال حديثهُ أن الزوج الذي لا يتحمل عبء الظروف والأقدار على أسرته وبالذات زوجته فهو ليس بالرجل الكفء ويضيف قائلاً نحن نمر في بلد كثرت فيه الصعاب فمن غير المعقول أن لا أتحمل مرض زوجتي التي وقفت بجانبي سنوات طويلة من شدائد وصعاب ... حيث ومن العجب أن تنتهي عشرة العمر بالطلاق !!!! ..
لن أنسى موقف زوجي
استطلعنا اراء عدد من الأزواج يعايشون التجربة بتفان وحب وصدق وآخرين كان الجحود والصد هو موقفهم ، فماذا كان رأي المختصين يا ترى؟؟؟
بعض النساء اللاتي التقينا هن يؤكدن إن الزوج هو سندهن وهو من أعانهن في شدتهن ومرضهن ومنهن ( ندى منذر جاسم / 28 سنة / ربة بيت ) حيث قالت لن أنسى وقوف زوجي معي وكيف أنني عندما أجريت لي عملية جراحية كبرى في العمود الفقري لم يتذمر رغم طول فترة مرضي قبل وبعد العملية ، وأضافت أيضا أنه لم ييأس أبداً ، ومن هذه التجربة التي أثبتت لي مدى حبهُ لي فقد تحمل الكثير بسببي إلى جانب التخفيف عن مخاوفي وآلأمي فقد كان يهتم بطفلتي ويدير المنزل على أتم وجه ...
رجال يتنكرون لزوجاتهم
ولكن بالمقابل كان هناك بعض الأزواج يتذمرون تماماً لزوجاتهم عندما يتعرضن لعارض صحي ، أو علة أو عوق وخاصة في الأمراض المزمنة إذ تكون تصرفاتهم تجاه زوجاتهم تحمل كل معاني الأسى وتبرهن مدى رخص مشاعر هذه الزوجة عند زوجها ، فمنهم من تزوج عليها إذا كان وضعهُ المادي جيد ومنهم من يطلقها أو يهجرها لتلاقي مصيرها وحدها ، فما كان إلا أن (يزيد الطين بلة) فبدلاً من الوقوف إلى جانبها لتخطي محنتها أو التخفيف عنها نجدهُ يؤكد لها من خلال تجافيه لها على مدى قيمتها وقدرها عندهُ .....
والدته اجبرته على طلاقي أما ( بشرى خليل / 21 سنة / ربة بيت ) ولها طفلتان فتقول بأن زوجي طلقني لأنني لم أنجب له الولد وذلك بسبب الانفجار الذي حصل في شارعنا عندما كنت أتسوق والذي من جرائه أصبت بإحدى قدمي وظهري مما أكد لي الأطباء في حالة حصول أي حمل لي يتسبب بعوق دائمي لي ، مما أثار سخط وغضب (والدة زوجي) لأنني لم أستطيع إنجاب الولد له وبذلك أصرت على طلاقي من أبنها وهو كان أبناً مطيعاً لأوامرها وذات شخصية ضعيفة ...الوفاء الكبيروهذا نموذج آخر يحكي قصة حب كبيرة توُجت بالزواج وبعد سنوات قليلة من هذا الزواج الذي أثمر باربعة ابناء أصيبت الزوجة بمرض أؤعدها الفراش ، حيث أثبت الزوج مدى حبهُ وأخلاصه تجاه زوجته ، وعلى مدى (خمسة عشر عاماً) لم يحاول الزوج رغم الضغوط الموجهة اليه من قبل الأهل والأصدقاء بإن يتزوج بل أنه كان يرفض مجرد التفكير بهذه المسألة..رأي الباحثة الاجتماعية التقينا الباحثة الاجتماعية أفراح مؤيد ألعبيدي / فعبرت عن رأيها بهذه الظواهر فقالت :" من خلال الظروف التي مررنا بها من حروب وأنفجارات أفرزت حالات عديدة ، وكنتاج لتلك الظروف ولدٌت نساء أصبن بالأمراض المزمنة وأخريات أصبن بما وقف الطب عاجزاً أمامها كالسرطانات مثلا ، بعضهن أيضاً أصبن بعوق جسدي ، ومن خلال التجارب التي مرت بنا نجد أن الزوج يتصرف مع زوجتهُ المصابة حسب شخصيتهُ التي تحددها ثقافتهُ البيئية والظروف المادية ومدى قوة العلاقة التي تربطهُ بزوجتهُ ، ونحن نعلم أن العشرة بين الزوجين لها دور كبير في تحديد مثل هذه الأمور وخاصة في أوقات المرض أو المصاعب التي يمر بها أحد الزوجين ..وتتابع حديثها بالقول إن غياب الزوجة في البيت يخل بتوازنهُ وخاصة إذا كان هناك أطفال ، فالجميع يعتمد عليها من ناحية تأدية الواجبات المنزلية والأسرية ومراعاة راحة الزوج وتلبية طلباتهُ ، فإذا غابت عن البيت أو حصل حدث ما أعاق وجودها وإذا مرضت أيضاً فسيكون لها دور كبير من الأهمية من قبل الزوج ، وطبعا هذه الحالة متفاوتة بين زوج وآخر حيث إنها تعتمد بالدرجة الأولى على حجم عاطفة الزوج تجاه زوجتهُ ..كما أضافت قائلة هناك بعض الأزواج يحتلون الفراغ الذي تتركه الزوجة إلى حين شفائها من مرضها إذا كان هناك أمل في الشفاء حيث يعاملها بالحسنى ويتحمل أي شيء ينتج عن سلوكيات المرض ، ولا يعيرها بمرضها وعجزها ويساعدها قدر الإمكان في تناول علاجها ومتابعة الطبيب ، وليس بهذا فقط بل يحمل على عاتقه جميع واجباتها تجاه المنزل والأبناء وهذا أن دل فإنما يدل على مدى حبهُ واحترامه لزوجتهُ وأسرته وبالطبع تتفاوت ردود أفعال الأزواج تبعاً للبيئة التي يعيشون فيها من حيث التربية الأسرية ، فالابن ينشا كما رباهُ أهلهُ وكما كانت علاقة والدهُ بوالدتهُ فإن كان هناك ألفة وحب وتضحية شب الابن على نهجهما والعكس صحيح ، وفي ختام حديثها أشارت الى ان المسألة ليست في المرض والعوق إنما هي في العشرة والعاطفة التي ولدت وترعرعت بين الزوجين وعلى مدى تفاهمها ، لذلك أستبعد أن يكون مرض الزوجة سبباً من أسباب طلاقها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب يفتح بحثاً قضائياً للتحقيق في تعرض مواطنين للاحتجاز و


.. بريطانيا تحطم الرقم القياسي في عدد المهاجرين غير النظاميين م




.. #أخبار_الصباح | مبادرة لتوزيع الخبز مجانا على النازحين في رف


.. تونس.. مؤتمر لمنظمات مدنية في الذكرى 47 لتأسيس رابطة حقوق ال




.. اعتقالات واغتيالات واعتداءات جنسية.. صحفيو السودان بين -الجي