الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صندوق من خشب الصندل ....

بان ضياء حبيب الخيالي

2008 / 12 / 2
الادب والفن


لوحتي
جبل أخضر يتربع في وسط لوحتي ...أسفل سفحه أشجار لوز داكنة الخضرة ...طيور زرقاء وحمراء تطير مزقزقة ماسحة أفق اللوحة الأزرق إلا من وشل غيمات بيضاء كأنها أنفاس ملائكة المطر.. هواء لوحتي كالزجاج رائق مترع بمزيج من رائحة الخضرة الطازجة والبحر القريب قوس قزحي مركبتي نحو السماء تؤطر ركنا من جوانب فردوسي ...وموسيقى الأمواج المتكسرة على الشاطئ الصخري تتغلغل في الروح مترنمة بالنور مع النبضات ....تتصاعد سيمفونيتي بدخول طيفك المتألق كشمس ساد لونها الملكي على كل الألوان .....ولم أزل أتقافز مزقزقة بسعادتي التي المتعددة الالوان.....حتى انفجر بركان ما ينفث حمما من وسط الجبل .....ليسود لون الدخان الرمادي على كل الألوان في اللوحة.....
...............................................................................................................................
شخير
سألت النحلة الزهرة مرة ....من فينا يهب الحياة للآخر .....سمعت الشمس فسكرت بالضحك منقلبة على ظهرها ...والغيوم حملت أطراف ثوبها الشيفوني الفضفاض ورحلت متمتمة بحنق وغضب ....أما الأرض فتمتمت من بين غفوتها بكسر من كلمات ساخرة لم أفهمها وهي تدير وجهها للجهة الأخرى مواصلة الشخير ......
..................................................................................................................................
متسولة
مددت يدي لمتسولة عجوز بأمنية وأنا أحسبني أمد يدي لها بالنجوم ،فابتسمت بانكسار مخرجة لي من مخبئتها الممزقة الآلاف النجوم وتراقص في عينيها الواهنتين وميض من الق الشمس الغائبة عن أيام المترفين....حينها علمت يقينا أنها أقدر مني على هبة النجوم …..وأطرقت متلفعة بخجلي ... تائهة في بحور جهلي......
...............................................................................................................................
حواسي
قصر بصري مرة …فاستعنت بنظارة أنيقة مترفة الإطار ….ففقدته نهائيا ....وارتديت يوما قفازا من حرير لأحمي يدّي الرقيقتين ففقدت حاسة لمسي ....تعطرت بعطر فرنسي مرة فغادرت الزهور والفراشات أيامي ....تذوقت حلاوة الأيام ففقدت حاسة ذوقي ....تمسكت ببصيرتي الباقية وتجرعت مرارة الصبر ......فعدت للحياة من جديد......
.................................................................................................................................
مدينة الجزر
في مدينتي البعيدة يحلو لي أن أتمشى بين الحقول ...أتشبع بخيوط الشمس وأتجرع كؤوس الهواء النقي .... وأغوص في الخضرة حتى النخاع ...وفي مرة وبينما أنا أمشي بين حقلين أحدهما حقل جزر وبجانبه حقل بنجر ...فوجئت في مساحة ما بوجود مجموعة من جزر بنفسجي ....سألت كبيرهم ....لم َّلونك يختلف عن بني قومك ...فأجابني بحيرة وألم : ـ
ـ نبذني أهلي واستقبلني البنجر....وأنا لا أعرف الآن من أنا...............
.................................................................................................................................
رائحة الشمس
صندوق قديم من خشب الصندل تحت سطوة الزمن كان له قفل جديد ومفتاح جميل كان يقفل على الأشياء ويفتح وحين حلت به الشيخوخة تمرغ خشبه في الجفاف حتى النخاع ....صدأ القفل وضاع المفتاح ...لكنني ما زلت أجلس جنبه أحدثه بقصصي كلها ....هو لم يمت وأن جف خشب الصندل ...فما زلت أشم فيه رائحة الحياة ...رائحة الشمس والأوراق والجدول............








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي


.. تسجيل سابق للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن يلقي فيه أبيات من




.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري


.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب




.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس