الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ادفنوا هذه المنظمات

سامر خير احمد

2004 / 3 / 6
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


الامم المتحدة التي هي من اثار الحرب العالمية الثانية فقدت كل قيمتها، والدليل ان «منطق» القوة والنفوذ لم يعد مقصورا على منظماتها وهيئاتها، وانما طال امينها العام الذي يفترض ان له قيمة اعتبارية هامة في القضايا الدولية.
كشفت فضيحة تجسس الاستخبارات البريطانية على مكالمات كوفي انان ليس فقط لا اخلاقية مرتكبيها، فهذه ليست بحاجة الى دليل جديد، وانما ان السيد الامين العام، الذي هو رأس هرم المنظمة الدولية الناظمة للسياسة الدولية، لا يملك اكثر من«الشعور بالاسف» على سلوك كهذا يعصف بما تبقى من احترام للامم المتحدة في اعين صغار اللاعبين في العالم.
الفضائح السياسية التي تعرضت لها المنظمة الدولية منذ نهاية الحرب الباردة، من حجم توظيفها اميركيا للسيطرة على العالم بحجة «الشرعية الدولية» او الاطاحة بالامين العام السابق بطرس غالي بسبب موقفه من اسرائيل في حادثة قانا بجنوب لبنان او حتى حادثة التجسس البريطانية هذه، كلها تشي بان الامم المتحدة باتت حملا زائدا على الساحة الدولية، فالعالم الذي مر بمرحلة انتقالية عقب انتهاء الحرب الاميركية السوفيتية الباردة (انتهت على ما يبدو بصعود فكرة «الامبراطورية الاميركية») بات بحاجة لاعادة ترتيب تنظيمه الدولي بما يتناسب والحاجات العالمية المعاصرة، بما في ذلك ميزان القوى الجديد الذي يرتكز ايضا على صناعة التكنولوجيا والطموح في الفضاء، ما يعني ان استمرار اللعبة الدولية على قاعدة موازين الحرب العالمية الثانية بات مربكا من جهة، و«لا محترما» من جهة ثانية.
الامر نفسه يقال في المنظمات الاقليمية، وعندنا في العالم العربي فان جامعة الدول العربية التي هي ايضا من مخلفات الماضي باتت بحاجة لاعادة نظر: اولا من ناحية ضرورتها وجدواها وفائدتها من عدمه، وثانيا من ناحية صيغتها ودورها وكذلك صيغ وادوار المنظمات المتفرعة عنها، فقد باتت الجامعة ايضا حملا ثقيلا مجردا حتى من قيمة الديكور الجمالية.
الفضائح التي تعصف بالمنظمات الدولية والاقليمية، وعلى رأسها الامم المتحدة، يجب ان لا تكون مستغربة، رغم ما فيها من دونية ولا اخلاقية، ذلك ان القوى الدولية التي تصر على الحفاظ عليها رغم استنفاد دورها، انما تفعل ذلك لادراكها انها لا زالت قادرة على «حلبها» لمنافعها الذاتية بعد ان لم تعد -وأولها الامم المتحدة- قادرة على ممارسة وظيفتها الدولية، ولهذا يكون طبيعيا ان تنظر تلك القوى للمنظمة الدولية الاولى بلا احترام، وان تعتبرها شيئا من ممتلكاتها، وان تتعامل مع امينها العام باعتباره احد تابعيها، والتابع لا اسرار له في مجال العمل!
بعد التجسس على انان، فان الامم المتحدة فقدت آخر قطرة ماء في وجهها، وليس للسيد الامين العام ان يغضب او حتى«يشعر بالاسف» فقد جاء الى موقعه ضمن لعبة استصغار الامم المتحدة وتوظيفها لشرعنة مصالح الاقوياء (على افتراض ان في العالم اكثر من قوي واحد)، وحادثة التجسس جزء من تلك اللعبة ودليل عليها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحت غطاءِ نيرانٍ كثيفةٍ من الجو والبر الجيش الإسرائيلي يدخل


.. عبد اللهيان: إيران عازمة على تعميق التفاهم بين دول المنطقة




.. ما الذي يُخطط له حسن نصر الله؟ ولماذا لم يعد الورقة الرابحة


.. تشكيل حكومي جديد في الكويت يعقب حل مجلس الأمة وتعليق عدد من




.. النجمان فابريغاس وهنري يقودان فريق كومو الإيطالي للصعود إلى