الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إيضاح لا بد منه في بيان الملاكمة المأجورة

فالح عبد الجبار

2002 / 6 / 2
اخر الاخبار, المقالات والبيانات



 

(العنوان: إيضاح لا بد منه في بيان الملاكمة المأجورة )
(الكاتب: فالح عبدالجبار )
(ت.م: 02-05-2002 )
(ت.هـ: 21-03-1423 )
(جهة المصدر: )
(العدد: 14318 )
(الصفحة: 17 - تيارات )

تناهي اليّ قبل أيام (20 أيار/ مايو 2002) أن ثمة بياناً مطبوعاً باللغة الانكليزية، يتنقل في لندن عبر اجهزة الفاكس من مصدر مجهول. فحوي هذا البيان صفحة منقولة زعماً عن موقع الانترنت الخاص بوزارة الخارجية الاميركية يحمل قائمة بعدد من المنظمات والأفراد الذين يتلقون معونات من الخارجية الأميركية ذاتها. وقد ورد ضمن هذه القائمة، التي يوزعها ويروّج لها مصدر غفل، اسم المنبر الثقافي العراقي مقروناً بإسمي، باعتبار المنبر، وباعتباري أحد المؤسسين له، من الأطراف التي تتلقي دعماً مالياً أميركياً.
ابتداء، لا يتلقي المنبر الثقافي العراقي، لا بصفته هيئة جماعية، ولا بصفته أفراداً مستقلين، أي دعم مالي من أية جهة حكومية أو غير حكومية، لا غربية ولا شرقية ولا عربية.
لقد تأسس المنبر الثقافي عام 1994 في لندن كمشروع لتنظيم الأبحاث ونشرها، ويعتمد في ايراداته المودعة في أحد المصارف، علي بيع تذاكر دخول للندوات، وعائداته من النشر، لتغطية مصاريف دعوة الباحثين واقامتهم، ونفقات الترجمة والتحرير. ويعتمد المنبر منذ تأسيسه، كما اعتمد أنا شخصياً، علي مبدأ التمويل الذاتي.
ان ترويج هذا البيان في لندن (وفي برلين كما أفادني أحد الأصدقاء) يهدف الي الاساءة الي نشاط وعمل المنبر الثقافي العراقي الذي يحظي باحترام وتقدير الأوساط الأكاديمية والاجتماعية والسياسية العراقية والعربية في أوروبا.
وقارئ هذا البيان لن يتأخر لحظة في ادراك ان هذه الوثيقة مزوّرة. فالصفحة المنقولة من الانترنت عن موقع وزارة الخارجية، معالجة بالقطع واللصق، لإضافة قائمة مفبركة. وهذا واضح من أبسط نظرة تدقيق في نوع الحرف الطباعي المستخدم.
وتعتمد المصادر الغفل التي تروج هذا البيان عبر الفاكس اعتماداً كلياً علي كسل القارئ، أو افتراض انه سيتقبّل المعلومة من دون تمحيص. لكن المصادر الغفل تستطيع ان تعتمد علي غباء وكسل حفنة، لكنها لا تستطيع ان تضحك علي آلاف القراء ممن تتوافر لديهم اجهزة الكومبيوتر وخطوط الانترنت للدخول الي موقع الخارجية الاميركية واكتشاف التزوير.
وانني لأدعو القراء العراقيين والعرب الي تدقيق موقع الخارجية الاميركية علي الانترنت بحثاً عن الوثيقة المؤرخة في 2 أيار (مايو) 2002، التي يزعم انها تسجل اسماء المنظمات العراقية التي تتلقي الدعم المالي.
وفي وسع القارئ الحصيف ان يتساءل معي، كيف يمكن مثلاً ان يرد اسم المنبر الثقافي العراقي بتهجئة مغلوطة باللغة الانكليزية؟ هل يجهل موظفو الخارجية اللغة الانكليزية؟ وهل يرسلون أموالهم الي منظمات لا يعرفون كيف يكتبون اسمها الرسمي المسجل في الجامعة بلندن، والمسجل في حساب مصرفي نظامي وقانوني؟
نحن نعيش في بيئة قانونية حيث لكل كلمة وزنها. والجهة الغفل وراء البيان تعرف هذا. وتعلم، علم اليقين، ان هذا النمط من التزوير يدخل في باب القذف والتشهير الذي يعاقب عليه القانون. ولهذا تحرص علي اخفاء حتي مصدر الفاكس الذي يبث هذا البيان.
من يقف وراء البيان؟ لا دليل قاطع عندي. لكني أميل الي افتراض ان احدي محطات المخابرات العراقية، الناشطة علي غير العادة هذه الأيام، تقف وراء ذلك، خصوصاً أن ذلك يأتي بعد أشهر قلائل من صدور كتابنا الجديد آيات الله، المتصوفة والايديولوجيون عن دار الساقي ، وهو ثمرة احدي الندوات السنوية الجامعية التي ينظــمها المنبر الثقافي. كما ان كتابنا التالي القبيلة والسلطة موشك علي الصدور ايضاً عن الدار ذاتها.
تدفع الاجهزة الرسمية العراقية ملايين الدولارات لحشد من الكتبة والاعلاميين والصحافيين في طول العالم العربي وعرضه. وتنفق بسخاء علي ندوات ومؤتمرات، مهيمنة علي صناعة الثقافة، أو بالأحري انتاج الوهم. وهي لا تتخيل الانتاج الثقافي إلا علي صورتها: ملاكمة مأجورة، مشتراة بالذهب الرنان.
الكتابة عندي، كما عند أقراني من مثقفي المنفي العراقيين، هي فعل معرفة، وفعل حرية في المقام الأول. اي بالتحديد أشد ما تخشاه أنظمة الحكم الشمولية - القرابية علي الغرار العراقي، والتي يقع خطابها الايديولوجي، اللاهج بفكرة الأمة والتقدم، في موقع النفي من واقعها الضاجّ بفكرة القبيلة والتأخر.
انهم يريدون لنا الصمت، ونحن نرمي لهم القول قبولاً للتحدي والرهان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال


.. روسيا تواصل تقدمها على عدة جبهات.. فما سر هذا التراجع الكبير




.. عملية اجتياح رفح.. بين محادثات التهدئة في القاهرة وإصرار نتن


.. التهدئة في غزة.. هل بات الاتفاق وشيكا؟ | #غرفة_الأخبار




.. فايز الدويري: ضربات المقاومة ستجبر قوات الاحتلال على الخروج