الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مناشدة الغير ، ماذا تعني؟

حسام السراي

2008 / 12 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


عند الحديث عن مدى ثقة الشعب بحكومته ،ينبغي أن نعرف أولا كيف تتحدد العلاقة بينهما؟، ومالعوامل التي تدفع بإتجاه ان تكون هذه العلاقة إيجابية او سلبية؟ ،وفي أي أجواء تنشأ؟ .
إن أي حكومة تأتي بتفويض برلماني، يكون نتاجا لما جرى من ممارسة ديمقراطية ، تـُلقى على عاتقها مسؤوليات ومهام كثيرة . وإذ يصار الى الكلام عن العراق، الغض في تجربته صوب الديمقراطية، فإن العلاقة محكومة بما تحقق من البرامج الإنتخابية التي أطلقتها القوى السياسية ،بعد فوزها بنتائج الإنتخابات وقيادتها للحكومة، ومن ثم تحوّل النقاط الأساسية المعلنة الى برنامج حكومي تطلقه رئاسة الوزارة ، فحدود العلاقة وطبيعتها ترتبط بذلك حتما .
وبتوفر الخدمات وإزدهار البلد ونموه الإقتصادي وعافيته الإجتماعية ، تكون العلاقة في أفضل حالاتها ،وعكس ذلك ،تكون متوترة،غير مستقرة، مع كل ساعة انقطاع للتيار الكهربائي ،أو موجة كوليرا،وما الى ذلك من إنفجارات وعبوات ناسفة ،محلية كانت ام مستوردة .
وإذا ما طالعنا بصورة سريعة ، ماتمّ على يد حكومتنا خلال مايقارب العامين ،فإن هذه العلاقة قد تعرضت لهزات قويّة ، ستضر مستقبلا وبلاشك بنسبة الثقة التي اعطيت للكتل الفائزة بالإنتخابات، بإستثناء التحسن الأمنيّ، والذي يتعرض لإنتكاسات بين الحين والآخر. فبعد خمس سنوات على اسقاط الدكتاتوريّة ، شهد العراقيون خلالها تجربتين إنتخابيتين وتصويتا على الدستور ،بات المواطن البسيط مقتنعا بلاجدوى مشاركته في اي عملية من هذا القبيل ،عقب تجاهله ونسيان حاجاته الأساسية أمام الصراع المحموم على هذه الوزارة أو غيرها ، وصرنا نبتعد مرات ومرات عن مشروع الدولة وعن التأسيس لعهد جديد،واكثر من ذلك حينما يشاهد العراقيون ومن على شاشة تلفاز العربية ، أسرة عراقية يعاني ثلاثة من أفرادها الإعاقة، لجأوا الى هذه المؤسسة الإعلامية لغرض المناشدة ، نتيجة إصابتهم بضمور عضلات الاطراف العليا والسفلى ، ليتكّفل نائب رئيس مجلس الوزراء الإماراتي بعلاجهم على نفقته الخاصة ، هنا سيقول المتحسّر على ما يشاهده :أين هي الحكومة من هذا وغيره؟.
ومما يثير القلق في أيامنا هذه ،إن نبرة الخوف "عقدتنا القديمة" ،والتي كنا نتوقع إننا غادرناها ، هاهي تكون مادة رئيسية لإطلاق المحاذير من عواقب إنتقاد القوى المتنفذة في الجهاز الحكومي ، وإن كان ذلك حقا، فهي ردة خطرة ، فيها مؤشر على مساعي البعض لركل الدستور وبنوده الداعية الى احترام كل التوجهات والآراء.
صحيح إننا نسير بخطوات بطيئة على مستوى الوعي الشعبيّ ، وليس على المستوى السياسيّ ، إلا إن لخذلان العراقي أثره على المقبل من الإنتخابات ،
الأمر الذي دفع الى المشاركة الضعيفة في تحديث سجلات الناخبين ، استعداد للإنتخابات المحلية، وهذا هو جزء من ردة فعل الشارع على ما جرى وسيجري ،إن إستمر الإستخفاف بـه من خلال " حفنة عدس" ،تعطى له كمكرمة سخية في حصته التموينية !.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل