الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهلا هيلاري

محمد كليبي

2008 / 12 / 3
السياسة والعلاقات الدولية


تعدّ السيدة هيلاري كلينتون احدى اعظم السياسيات على مستوى العالم , نظرا لتاريخها الطويل في الحياة السياسية , حيث خاضت منافسة " شرسة " في انتخابات الحزب الديمقراطي الاميركي للفوز بترشيح الحزب للانتخابات الرئاسية , ورغم خسارتها للمعركة في النهاية أمام الرئيس المنتخب الجديد باراك أوباما , الاّ أن
الجميع - مراقبين ومحللين - قد شهد لها بأنها شخصية سياسية من الدرجة الأولى . وهذا غير مستبعد عنها , فقد عركت الحياة السياسية منذ فترة طويلة , حيث ظلّت لثمان سنوات في موقع السيدة الاميركية الاولى , وبالتالي كانت قريبة جدا من صنع القرار السياسي في البيت الأبيض مع زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون , هذا ان لم تكن مشاركة فعلية في صناعته كما كان معروفا عنها في ذلك الوقت من حيث تأثيرها الكبير على الرئيس كلينتون . بالاضافة الى خبرتها السياسية العملية , ولعديد السنوات , من خلال موقعها كسيناتورة في مجلس الشيوخ , وفي لجنة الخارجية والأمن تحديدا . اضافة كذلك الى علاقاتها الشخصية الواسعة بقيادات العالم .

كل ذلك يدل على أن السيدة هيلاري تمتلك من الخبرة والكفاءة السياسية , وخاصة في مجال الشؤون الخارجية والعلاقات الدولية , ما يؤهلها لادارة وزارة الخارجية الاميركية , موقعها الجديد , بكفاءة وجدارة واقتدار . وان اختيار الرئيس أوباما لها لقيادة هذا الموقع الاستراتيجي الهام في الادارة الاميركية يعدّ اختيارا عقلانيا وحكيما ( مع أنني أميل الى أن هذا الاختيار قد تم بناء على " صفقة " سياسية بينهما , تمت أثناء حملة الرئيس أوباما الانتخابية الى البيت الابيض , مقابل دعمها له في الحملة عقب فوزه عليها في التصفيات الحزبية للانتخابات الرئاسية ) ؟

عموما فان السيدة كلينتون تستحق ذلك المنصب الرفيع لتختتم به مسيرتها السياسية الطويلة والحافلة , وليكون " تعويضا " معنويا لها عن خسارتها " المشرّفة " في السباق الى البيت الابيض .

لكن يبقى سؤالين يفرضان نفسيهما في هذا الاطار , يتعلقان بكيفية العلاقة التي ستسود بين الوزيرة كلينتون والرئيس أوباما , ومكانة الشرق الاوسط وهمومه ومشاكلة في أجندة الوزيرة كلينتون :

فيما يتعلق بالتساؤل الاول , فان البعض - وأنا من هذا البعض - يتخوف من الاختلاف بين الشخصيتين , واستقلالية السيدة هيلاري وقوة شخصيتها . فهل ستكون , كوزيرة , مجرد منفذة لتعليمات الرئيس أوباما ( خاصة انه أكّد في خطاب تعيين فريق الامن القومي الاميركي أنه صاحب القرار النهائي والاخير كرئيس للولايات المتحدة الاميركية ) أم سيكون لها سياستها الخارجية " الحرة " , التي تستطيع من خلالها فرض أو حتى اقناع الرئيس أوباما بوجهات نظرها حيالها ؟ ثم
هل " سيتنازل " الرئيس اوباما عن الشؤون الخارجية - نظرا لخبرته الضعيفة فيها - للوزيرة كلينتون ؟
أعتقد أن السيدة هيلاري ستكون وزيرة متميزة نظرا لخبرتها الطويلة في الشؤون الخارجية ولعلاقاتها العالمية الواسعة . وستكون وزيرة متفردة نظرا لاستقلاليتها وقوة شخصيتها . لذلك فانها ستنجح في ادارة الخارجية الاميركية اذا ما أعطيت " صلاحيات كبيرة " , والاّ فانها ستصطدم بارادة الرئيس أوباما , وقد تخرج أو تخرج من الوزارة ومن البيت الابيض مستقبلا .

أما ما يتعلق بسياسة الوزيرة كلينتون الشرق اوسطية , وتحديدا في قضية النزاع الاسرائيلي الفلسطيني , فان سقف التوقعات لن يتعدى استكمال ما بدأته الوزيرة كوندوليزا رايس وادارة الرئيس جورج بوش , باعتباره أول رئيس أميركي يبلغ بهذه القضية الى مرحلة " الدولتين " , لتصبح هذه المرحلة مرحلة مقبولة ومعترف بها فلسطينيا واسرائيليا ودوليا . وهذا ما يوجب على الادارة الاميركية الجديدة وعلى الفلسطينيين والاسرائيليين النطلاق من هذه المرحلة , وتحقيقها على أرض الواقع .
رغم ان الخلافات والانقسامات الفلسطينية الداخلية لا تساعد على تحقيق ذلك الهدف !!!

" غيتس " 2
يبقى التساؤل الآخر , بشأن فريق الامن القومي الاميركي , الذي أعلنه الرئيس أوباما , يتعلق بابقاء الوزير الجمهوري روبرت غيتس في موقه كوزير للدفاع . ما دلالات ذلك فيما يتعلق بسحب القوات الاميركية من العراق ؟ وهل ضحى الرئيس أوباما بوعوده الانتخابية للشعب الاميركي في "" التغيير "" ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة