الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في المبادرة العربية

علاء نايف الجبارين

2008 / 12 / 7
القضية الفلسطينية


اتخذت منظمة التحرير الفلسطينية قرارا بالترويج للمبادرة العربية، وذلك لاختراق المجتمع الإسرائيلي، علها تكسر الحاجز الذي نصبه ساسة إسرائيل ليمنعوا من خلاله نفاذ أي تصور عربي لحل الصراع والوصول إلى السلام الحقيقي.
خطوة إعلامية تستحق الاحترام والتقدير وكان يجب أن يعمل بها منذ وقت طويل وليس فقط على المستوى الإسرائيلي وإنما على المستوى الدولي، ولكني اعتقد أن هذه الخطوة يجب أن لا تكون للمبادرة العربية التي تقدم الكثير عربيا مقابل اللاشئ الذي تقدمه إسرائيل
هذا الاهتمام في الترويج للمبادرة العربية جاء بعد التغيرات الأخيرة التي طرأت على الساحة الدولية وأبرزها وصول باراك اوباما إلى البيت الأبيض وتشكيله إدارة ديمقراطية يغلب عليها الطابع الكلنتني. وخلافا لكل التوقعات والتجارب السابقة لن ينتظر اوباما نهاية ولايته حتى ينغمس في الصراع العربي الإسرائيلي،وسيتعامل مع المبادرة العربية التي تعود بداياتها إلى ما قبل قمة بيروت 2002، عندما قدم الملك فهد بن عبد العزيز الذي كان وليا للعهد في قمة فاس ، 1982، مبادرته التي تقوم على حل الصراع وفق قرار " 242 " وتضمنت حق دول المنطقة العيش بسلام ولكن المشروع فشل لرفض بعض الدول العربية ومعها منظمة التحرير البند المتعلق الاعتراف الضمني بإسرائيل.
عربيا أجمعت الدول العربية على تبني المبادرة السعودية الصادرة عن قمة بيروت التي تقوم على إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل مقابل انسحابها من الأراضي العربية المحتلة، وقيام دولة فلسطينية مع ضمان إيجاد الحلول لمشكلة اللاجئين بما يتناسب وقرار 194، هنا يمكن الاتفاق على صيغة محددة لحق العودة وان كانت لا تتناسب مع الحقوق الفلسطينية. وهذا ما يتفق معه الجنرال برانت سكوكروفت المستشار الأمني السابق في إدارتي جيرالد فورد وجورج بوش الأب وزيبغنيو بريجنسكي المستشار الأمني السابق في إدارة جيمي كارتر الذين قدما في مقال لهما بالواشنطن بوست على شكل مذكرة موجهة لاوباما ما يجب على الرئيس المنتخب القيام به اتجاه القضية الفلسطينية، والتي تتمثل بتمسك اوباما بحدود 67 وتعويض اللاجئين، والقدس عاصمة الدولتين على أن تكون فيها فلسطين منزوعة السلاح مع نشر قوات دولية.
بنود هذه المذكرة متناسبة مع المبادرة العربية، والاختلاف فقط حول مسألة التعويض مقابل العودة، ولكن لو نعود إلى بنود المبادرة العربية سنجد أنها تتحدث عن إيجاد حل يتوافق مع قرار 194 وبالتالي إمكانية القبول بأي مقترح يمكن أن يراه البعض مناسبا.
استغرب هذا التهافت على المبادرة العربية التي تفتقد إلى الشرعية والقبول الدولي حتى من قبل إسرائيل التي رفضتها سابقا وعملت على تهميشها، و في أفضل الأحوال فإنها تطالب بإجراء تعديلات تتناسب وتطلعاتها ، بينما في أيدينا قرارات صادرة عن الأمم المتحدة المؤسسة التي تمثل جميع دول العالم وتعترف بها إسرائيل، بل وقيامها جاء بناء على قرار منها، وهي لا تقدم أي مقابل للدولة العبرية في حال تطبيقها للقرارات.
نحن الفلسطينيين قدمنا إستراتيجيتنا ورؤيتنا لحل الصراع من خلال وثيقة الاستقلال التي تستند إلى هذه الشرعية، وهذه الوثيقة التي يجب على منظمة التحرير العمل على الترويج لها فلسطينيا وعربيا وإسرائيليا ودوليا، لأنها تحفظ حقوقنا التي اعترف بها كل شرفاء العالم و وقفوا معنا لتحقيقها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: انتخابات رئاسية في البلاد بعد ثلاث سنوات من استيلاء ال


.. تسجيل صوتي مسرّب قد يورط ترامب في قضية -شراء الصمت- | #سوشال




.. غارة إسرائيلية على رفح جنوبي غزة


.. 4 شهداء بينهم طفلان في قصف إسرائيلي لمنز عائلة أبو لبدة في ح




.. عاجل| الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى الإخلاء الفوري إلى