الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لو كان التصويت لأمر يخص أعضاء البرلمان؟؟

محمد سليم سواري

2008 / 12 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


من المؤكد بأن ما حدث في يوم الخميس 27/11/2008 في البرلمان العراقي من تصويت على الاتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية من الأحداث المهمة في تأريخ العراق الحديث وقد يكون من أهم الأحداث بعد 9 / نيسان 2003 حيث انقسم العراقيون الى فريقين، فريق يؤيد الموافقة على الاتفاقية والفريق الآخر يرفض الاتفاقية جملة وتفصيلا، كما وانقسمت الأحزاب السياسية والكتل البرلمانية الى معسكرين، معسكر يؤيد الاتفاقية ويقدم من الحجج والأعذار المقنعة بأن هذه الاتفاقية في صالح الشعب العراقي، والمعسكرالآخر يرفض الاتفاقية ويعتبر الموافقة عليها خيانة عظمى بحق الشعب والوطن.
وفي نهاية المطاف وبعد أرق طويل حيث عافى النوم جفون المعنيين من أصحاب الشأن والقرار ، وبعد ليالي من الملاسنات والتجاذبات وورقة الاصلاح السياسي كانت الكرة في ملعب البرلمان العراقي بأعضائه الـ(275) حيث تكون كلمة الفصل لهذا البرلمان ليقرر الموافقة وتمرير الاتفاقية او رفضها، وكانت أنظار العراقيين ومعظم من يعنيهم الشأن من الدول شاخصة تنتظر قراراً من البرلمان العراقي ، وكان هناك من يتصور بأن كل هذه الأحداث مسرحية نهايتها معروفة وممثليها معروفون !.
ولكن ما يحز في النفس انه أمام مثل هذا الموقف الجلل غاب عن جلسة البرلمان هذه (77) عضواً اي أكثر من ربع أعضاء البرلمان العراقي ، فلو فرضنا بأن هؤلاء الغائبين عن الجلسة هم من المؤيدين للاتفاقية ويعتقدون بأن الاتفاقية في مصلحة الشعب العراقي لكان حضورهم واجباً وطنياً مقدساً؟؟ ولو فرضنا أن هؤلاء الغائبين كانوا مقتنعين بأن الموافقة على الاتفاقية خيانة عظمى للوطن لكان الحضورايضاً واجباً وطنياً مقدساً لإبداء الموقف الذي يرونه سليماً؟! نعم كان الحضور موقفاً وطنياً بحد ذاته اما الغياب بأي حجة او مبرر حتى الذهاب لأداء فريضة الحج لايبرر هذا الغياب لانه كان بالإمكان أداء هذه الفريضة في السنة القادمة، إن لم يكن أغلبهم قد أداها في السنة الماضية .. اما من ذهب لزيارة عائلته في الدول السعيدة كان من الممكن تأجيل هذه الزيارة الى فرصة اخرى وما أكثر تلك الفرص والزيارات .. اما لأنهم يملكون الحصانة البرلمانية حيث ليس عليهم حساب وليس هناك من يقول لهم على عينك حاجب حتى ولو كان مخالفاً لمصلحة الوطن فهذا شأن آخر .. وللعراق رب يحميه ، وكما قال جد الرسول صلى الله عليه وسلم عبدالمطلب : ولمكة رب يحميها !
وهنا سؤال ملح يطرح نفسه: لو كانت هذه الجلسة مقررة للتصويت على شأن يخص منح إمتيازات اخرى لأعضاء البرلمان هل كان يحدث كل هذا الغياب؟
[email protected]










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينية تشاهد قوات الاحتلال تهدم مساكن عائلتها بوادي الخليل


.. نازحة فلسطينية تتكفل بطفل فقد والديه في قصف إسرائيلي جنوب قط




.. من زورق لخفر السواحل الجيبوتي.. مراسل الجزيرة يرصد الأوضاع ف


.. معاناة نساء غزة بسبب الحرب




.. منديل أول اتفاق لنادي برشلونة لضم ميسي في مزاد علني بأكثر من