الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهمية خلق مشروعات صغيرة ومتوسطة فى الريف

محمد نبيل الشيمي

2008 / 12 / 12
الادارة و الاقتصاد


من المؤكد أن القطاع الريفى يعانى من مشكلات عديدة خاصة فيما يتعلق بفرص العمل خارج النشاط الزراعى والذى يعود فى الأصل إلى زيادة قوة العمل فى مقابل قله المساحات المنزرعة وهذا أدى بطبيعة الحال إلى تزايد معدلات البطالة بين سكان الريف والذين لم يجدوا سوى النزوح إلى المدن الكبرى للعمل فى ظل ظروف صعبة وقبولهم لأعمال متدنية وقد يكون بعضها غير انسانى البتة ومن ثم فان من الضرورى العمل على إقامة مشروعات صغيرة(ريفية) تعمل على امتصاص الطاقات العاطلة والحد من ظاهرة البطالة وتحقق قدراً من الكفاءة الانتاجية فى استخدام العناصر الانتاجية المتوافرة بالقرى وللمشروعات الريفية الصغيرة دوراً هام فى التنمية الريفية ومن ثم التنمية على المستوى الكلى حيث أن هذه الصناعات يمكن قيامها برؤوس أموال محدودة فى نفس الوقت الذى تمكن نسبيا من توظيف عمال أكثر من المشروعات الكبيرة على الأقل فى المدى القصير بالإضافة إلى أنها ليست فى حاجة إلى مهارات خاصة حيث يمكن الاستفادة من العمالة التقليدية وتطوير أدائها...والصناعات الريفية ذات أهمية كبيرة حيث إنها يمكن أن تقوم على استغلال الخامات والمدخلات التى تتعرض للفقد أو التلف حال عدم وجود طاقة تشغيلية تستخدمها كما هو الحال فى قش الأرزفي مصرالذى تحول فى بعض القرى إلى بؤر تلوث نتيجة حرقة أو تركة على حواف الترع والمصارف دون استخدام.
مقومات المشروعات الصغيرة فى الريف:
إن من أهم المقومات الداعمة لقيام مشروعات صغيرة فى الريف هو عدم توافر فرص عمل فى غير الزراعة حيث أن اغلب الريف المصرى يفتقر إلى وجود بنى صناعية أو خدمية باستثناء بعض مزارع الدواجن والقليل من الصناعات الحرفية ، وكما سبق الإشارة إليه فان ذلك أدى إلى زيادة معدلات البطالة بكافة أشكالها(احتماليه/موسمية/إجبارية/مقنعة) كما أدت هذه الظاهرة إلى نزوح أعداد كبيرة إلى المدن المجاورة أو إلى المدن الكبيرة بحثاً عن فرص عمل وقد ينتج عن هذه الظاهرة ظهور العشوائيات وزيادة دور الجريمة أمام ضغوط الحياة وفشل العديد من الباحثين عن العمل أو الحصول على فرص تقييم؟
ولذا فان إيجاد مشروعات صغيرة بالقرى ستزيد من فرص العمل غير الزراعى ومن ثم تمكن من تقليل مستويات البطالة إضافة إلى استغلال الموارد المتاحة( ) وخلق طلب عليها ، كما أن من الإمكان تطوير أداء العاملين ونقل قدراتهم إلى آفاق أرحب وهذا يعمل على تحسين الكفاءة الانتاجية ويعد ذلك من أهم مقاصد المشروعات الصغيرة فى الريف...ولكن يبدوا لنا تساؤل عن نوعية المشروعات الصغيرة فى الريف وهل هى بالضرورة مهمة فى قضية التنمية.
الواقع أن المشروعات الصغيرة فى الريف لا تتعدى غالباً ما ينتجه الفلاحون من سلع تسد حاجاتهم أو تلك التى يمكن بيعها كسلع تقليدية أو تراثية ويأتي فى هذا القبيل منتجات السجاد اليدوى والأكلمة والأحرمه ومنتجات الفخار والحصر والسلال والأثاث المصنوع من جريد النخيل والمقشات وأعمال الخرزان والمشنات ومكانس الليف ، كما تأتى صناعة منتجات الألبان وإنتاج عسل النحل وتربية دودة القز من أهم الصناعات الريفية وهى عادة لا تعتمد على تكنولوجيا متقدمة يضاف إلى ذلك بعض الصناعات ذات الطابع البدائى للأدوات الزراعية من الأخشاب كالسواقي والفئوس.
وتعود أهمية هذه الصناعات إلى اعتمادها على خامات متوفرة وفى عدم احتياجها إلى رأسمال كبير أوتكنولجي متقدم... وهذه المشروعات من شانها استيعاب جزء من عمال الزارعة الفائضين عن حاجة العمل وأيضا قطاع اخر فى فترات الفراغ أو فى أوقات نمو المحاصيل والتى تشهد عادة زيادة فى عدد العمال غير المشتغلين.

1) حدد الاقتصاديون الخسارة الناتجة عن البطالة فى النقص فى الناتج المحلى الإجمالي الناتج عن قيمة السلع والخدمات التى يفترض أن ينتجها المتعطلون وبالتالي نقص الإنتاج وضعف الطلب نتيجة انخفاض القوة الشرائية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا سرعت كوريا الشمالية في إنتاج السلاح النووي؟


.. عمال المحارة الترند عملوا فيديو جديد .. المنافسة اشتدت فى تل




.. أسعار الذهب اليوم الأحد 19 مايو 2024


.. الأسبوع وما بعد | قرار لبوتين يشير إلى تحول حرب أوكرانيا لصر




.. بنحو 50%.. تراجع حجم التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل