الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلاقات اللبنانية الايرانية الى أين ؟

محمد كليبي

2008 / 12 / 4
السياسة والعلاقات الدولية


تشكل الزيارة الاخيرة للرئيس اللبناني ميشيل سليمان الى ايران , والتي استغرقت عدة أيام , بادرة حسن نية لبنانية رسمية تجاه نظام الملالي في الجمهورية الاسلامية , على الرغم من ان ذلك النظام هو المسؤول - الى جانب النظام البعثي السوري - عن جميع المشاكل السياسية والامنية التي يعاني منها لبنان .

ويعتقد على نطاق واسع أن الهدف الرئيسي للرئيس سليمان من هذه الزيارة هو محولة " التفاهم " مع ملالي ايران لتغيير اسلوبهم في التعامل مع لبنان , بحيث يتحول هذا التعامل الى تعامل بين النظامين في الدولتين " مباشرة " , بدلا من الاسلوب المتبع حاليا لنظام الملالي مع لبنان عن طريق بعض الاطراف السياسية وبأبعاد طائفية , وتحديدا مع الشيعة ممثلين بما يسمى " حزب الله " , (( حيث أصبح لله حزبا يترأسه نيابة عنه حسن نصر الله !؟ )) .

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : هل سيتمكن الرئيس ميشيل سليمان من " اقناع " ملالي ايران بتغيير اسلوب التعاطي بين البلدين بما يحقق بناء علاقات طبيعية بينهما , على النحو السالف الذكر ؟ وهل سيستجيب الملالي في ايران لهذا المطلب المشروع للرئيس اللبناني وللدولة اللبنانية في اقامة علاقات مباشرة بين البلدين بدلا من العلاقات الطائفية الغير طبيعية ؟ أم ان السياسة الايرانية الطائفية ستظل هي السائدة في العلاقة بين البلدين , وبالتالي ستظل المساهمة الايرانية السلبية في الوضع السياسي والأمني في لبنان ؟
هذه الأسئلة وغيرها تستدعي منا القراءة السياسية والأيدولوجية لنظام الملالي في ايران , وهي قراءة لا تبشر - في كل الأحوال - بأي امكانية للتحول الايجابي للسياسة الايرانية تجاه لبنان , وبالتالي تجاه العلاقات السياسية مع الدولة اللبنانية . وذلك يرجع , بالتأكيد , الى كون , أولا نظام الملالي في ايران نظاما دينيا ثيوقراطيا , ما يعني أنه يتّبع سياسة خارجية ذات بعد ديني وطائفي , على الأقل في البعدين العربي والاسلامي , وهذا ما سيجعل العلاقة مع لبنان علاقة طائفية شيعية بالدرجة الأولى . وكونه ثانيا , نظاما ثوريا , بمعنى انه يعمل على ويسعى الى " نشر التشيّع " على نطاق عالمي باعتباره ثورة , وتحت مبدأ " تصدير الثورة " الذي أطلقه علي الخميني , والذي يستهدف كما هو معروف تصدير الثورة الشيعية , ان جازت التسمية . وهو لذلك جعل ويجعل من لبنان " مختبر تجارب " لمشروع اقامة دولة شيعية , على طريق تعميم التجربة اللبنانية في العالمين العربي والاسلامي , انطلاقا الى العالمية . وما المحاولات - التي كشفت مؤخرا - لتشييع اللبنانيين في طرابلس والشمال , من قبل حزب الله , الا جزء من ذلك المشروع الايراني الكبير .
وبناء على ماتقدم , فانني أعتقد أن زيارة الرئيس البناني ميشيل سليمان الى ايران لن تكلل بالنجاح , ولن تحقق الهدف الذي يصبو اليه الرئيس سليمان ويصبو اليه لبنان في اقامة علاقات " طبيعية " مع ايران .
وهنا لا بد لنا من تحميل الطبقة الساسية اللبنانية جزءا كبيرا من المسؤولية عن ذلك الوضع الغير طبيعي في علاقات لبنان مع ايران ومع غير ايران . مما يوجب على الرئيس سليمان وعلى الحكومة البنانية القيام بواجبهم الوطني تجاه لبنان , بالعمل على "" تجريم "" - دستوريا وقانونيا - الاتصالات السياسية للساسة اللبنانيين , خارج اطار الدولة اللبنانية ومؤسساتها , يستوي في ذلك الموالاة والمعارضة , يستوي في ذلك حسن نصر الله مع ايران ووليد جمبلاط مع أميركا ................









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |