الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امريكا تبحث عن الافضل

فاطمه قاسم

2008 / 12 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


د.فاطمة قاسم

الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوبا ما قدم في اليومين الماضيين مفاتيح إدارته الديمقراطية الجديدة، و الملاحظة الأولى التي لفتت جميع أنظار المراقبين أن اوباما اختار للمناصب الرئيسية في إدارته من يمكن وصفهم بالصقور سواء من الرئاسية الأمريكية هيلاري كلينتون لوزارة الخارجية، و اختار الجمهوري روبرت غيتس للبقاء في وزارة الدفاع، و اختار جيمس جونز مستشارا للأمن القومي، كما اختار حاكمة ولاية أريزونا جوليانا نابوليناتو لوزارة الأمن الداخلي، و قال باراك أوبا ما و هو يقدم أعضاء إدارته الجديدة للرأي العام الأمريكي، نحن لسنا ديمقراطيين أو جمهوريين بل نحن أمريكيين أولا.
و قد تساءل كثيرون عن شعار التغيير الذي كان عنوان حملة أوبا ما الانتخابية، فرد أوبا ما بالقول، أنه يريد التغيير و لكن من خلال الخبرة.
و هكذا فأن الشاب الأسود الذي اختارته أميركا لقيادتها، مجسدة بذلك قوة الحلم الأمريكي، و قوة الوعد الأمريكي، هذا الشاب، تحدث عن أمريكا القوية، و عن الجيش الأمريكي الذي يجب أن يكون أقوى جيش في العالم، و لم يتقوقع في حدود حزبه الديمقراطي فقط، بل مد اليد القوية للحزب الجمهوري، و لم يشكل إدارته من أجيال الشباب الذين شكلوا الشريحة الأقوى في حملته الانتخابية، بل نظر بجدية إلى الخبرة اللازمة لأحداث التغيير المطلوب.
هذه هي أميركا إذن، تبحث عن الأفضل بغض النظر عن اللون أو العرق، و بغض النظر عن الانتماء الحزبي، أو جيل الشباب أو جيل الشيوخ، دون أن يضع في الحسبان أن يكون هؤلاء الذين يتولون مفاتيح الإدارة الأمريكيون من نفس رأي الرئيس الذي اختارهم، فهو يريدهم لشخصياتهم المميزة، و خبراتهم الحقيقية، و رؤاهم التي يصقلها الحوار الجاد.
إدارة أوبا ما الجديدة، تواجهها اختبارات قوية، أبرزها الأزمة المالية التي بدأت أصلا في الولايات المتحدة، و امتدت أثارها إلى العالم أجمع، ثم هناك الاختبار في هذه المنطقة المشتعلة و المعقدة، و هي منطقة الشرق الأوسط، و أولويات الانسحاب من العراق، و تكثيف الوجود في أفغانستان، و الملف النووي الإيراني، و الحل المطلوب للصراع العربي الإسرائيلي.
أوبا ما على رأس إدارته الجديدة، سيستلم المسئولية ابتداء من العشرين من يناير القادم، و هو يعرف أن الكثير من القوى تحاول أن تحشد أوراقها استعدادا لذلك، و الكثير من القوى،تحاول أن ترتب أوضاعها استعدادا لذلك الوقت .
ترى كيف سيكون المشهد الفلسطيني عندما تتسلم الإدارة الأمريكية الجديدة مسئولياتها ويصبح اوباما هو سيد البيت الأبيض الجديد؟؟ أنا شخصيا بصفتي مواطنة فلسطينية شهدت أكثر من مرحلة سياسية أتمنى من كل قلبي أن تنهض الإرادة الفلسطينية وتستفيق من هذا الكابوس اللئيم ،وان تتغلب على هذا الانقسام الذي تحاول إسرائيل استغلاله أبشع استغلال لتصل بالتجربة الفلسطينية الرائدة إلى ما دون الصفر ،هذا الانقسام التي وصلت تداعياته إلى مستويات تلحق بالضرر والأذى بكل مشاريعنا الوطنية وفي مقدمتها مشروع الدولة الحلم ،وخاصة في ظل هذا الحصار الذي تديره إسرائيل ليلحق الضرر بكل مناحي الحياة في قطاع غزة .
إن نجاح تجربة اوباما في انتخابات الرئاسة الأمريكية ،ثم نجاحه في تشكيل إدارته على النحو الذي رأيناه من منطلق مصلحة أمريكا ،وإبقاء قوة أمريكا وقوة الجيش الأمريكي ،واعتبارها هي الأولويات الأولى ،هذه التجربة تحتاج إلى فهم عميق من قبل كافة الأطراف السياسية في الساحة الفلسطينية ،فنحن قبل أن نكون من هذا الفصيل وذاك ، وقبل أن نكون من فتح أو من حماس ،
إننا أولا فلسطينيون








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو يقدمان التعازي -للشعب الإيراني-


.. كيف ستنعكسُ جهودُ الجنائية الدولية على الحرب في غزة؟ وما تأث




.. حماس: قرار مدعي -الجنائية- مساواة بين الضحية والجلاد


.. 50 يوما طوارئ تنتظر إيران.. هل تتأثر علاقات إيران الخارجية ب




.. مقتل طبيب أمريكي في معتقلات الأسد