الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تقارير استخباراتية... وحروب استباقية

ثائر زكي الزعزوع

2008 / 12 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


المخابرات الأميركية تعلن عن جماعة عسكر طيبة هي المسؤولة عن التفجيرات التي ضربت مدينة مومباي العاصمة الاقتصادية للهند، هذا يحدث اليوم، وبالأمس أطل الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جورج بوش ليعلن أن المخابرات الأميركية قدمت معلومات خاطئة فيما يخص امتلاك العراق أسلحة دمار شامل، وبوش وإن لم يقل إنهم كذبوا صراحة لكن ملامح وجهه وهو يلقي حجة الوداع الاعترافية بالأمس حملت الكثير من التكذيب للوكالة الاستخباراتية الأقوى في العالم، على الأقل حتى الأمس، لأن الموساد كانت فشلت من قبل في الوصول إلى معلومات حول المنظومة التسليحية لحزب الله، ما سبب فشلاً ذريعاً لذلك الجهاز الذي كان الأقوى على حسب علمي، وإن كانت، الموساد، استطاعت لاحقاً اغتيال المسؤول العسكري في حزب الله، إلا أن ذلك لم يشكل نجاحاً لها...
إذن الاستخبارات الأميركية باتت ومنذ الأمن جهازاً لا يقدم معلومات صائبة، وهو في توجيهه الاتهام إلى جماعة عسكر طيبة يذكر كثيراً بالسرعة الهائلة التي حققها ليوجه الاتهام إلى تنظيم القاعدة عقب تفجيرات نيويورك.
الهند من جانبها لمحت إلى إمكانية أن تكون جماعة عسكر طيبة مسؤولة عن التفجيرات في مومباي، وذلك مرده إلى أعوام خلت فمنذ العام 1993 كانت مومباي هدفاً لجماعات راديكالية، وكانت "عسكر طيبة" في رأس القائمة، إلا أن نيودلهي لم تجزم بأن عسكر طيبة تقف كلياً وراء التفجيرات، ولم تستبعد وجود أطراف أخرى، قد تكون "القاعدة" إحداها...
إذاً المسألة برمتها ما زالت مفتوحة وقابلة لأكثر من احتمال طالما أن الجناة الحقيقيين لم يتم القبض عليهم بعد، و الوحيد الذي ألقي القبض عليه ما زال صامتاً ويرفض الحديث، ويحتاج الأمر ، وفق العلوم الجنائية، إلى تحقيقات مطولة وجلسات استجواب للإلمام والإحاطة بكل أبعاد الحادث الدموي...
الاستخبارات الأميركية فاشلة بامتياز، هذا ما تؤكده سنوات طويلة من تعقب قياديي تنظيم القاعدة، بل وتزيده تأكيداً الرسائل التي يرسلها الدكتور أيمن الظواهري الرجل الثاني في التنظيم، والوثائق الاستخباراتية الأوروبية هذه المرة والتي تؤكد أن تنظيم القاعدة استعاد بناء جزء كبير من قوته وأن خلاياه النائمة في أوروبا تنتظر الفرصة المواتية للانقضاض على أهدافها، إذن فحروب بوش على الإرهاب كما يسميها هو ومعاونوه لم تأت بأي نتائج، وقد تطالعنا الأيام القليلة القادمة بإطلالة لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن يعلن فيها العودة إلى "الجهاد".
كاتب أميركي ينبه إلى أن الرئيس المنصرف وقبل أن ينصرف كلياً قد يصدر عفواً رئاسياً شاملاً عن أولئك الذين ارتكبوا أخطاء خلال فترة حكمه، طبعاً العفو لا يتعلق بالمعتقلين في غوانتانامو، ولا في السجون السرية، بل بالعسكريين الأميركيين ومسؤولي إدارته، وبهذا العفو فقد يبرئ بوش ساحة الكاذبين في جهاز الاستخبارات، فلا يتم اتهامهم بتضليل الرأي العام، أو الإساءة إلى صورة أميركا، والتسبب بالهدر الكبير بالأرواح والأموال، طبعاً هنا الحديث عن أرواح الأميركيين وأموالهم، بغض النظر عن أراوح العراقيين والأفغان التي أزهقت في سعيه لمكافحة الإرهاب.
باراك أوباما الرئيس المنتخب أعلن منذ أيام أنه سيركز على أفغانستان لأن الحرب ابتدأت فيها، ويجب أن تنتهي هناك وقال أوباما إنه سيوصي غيتس بالعمل على تنظيم انسحاب سريع من العراق، وهذا ما لا يروق للقابعين في الاستخبارات على ما يبدو، والذين سعوا بكل دأب للدفع باتجاه المصادقة على الاتفاقية الأمنية مع العراق والتي تنص على بقاء القوات الأميركية في العراق ثلاث سنوات إضافية أي ضعف المدة التي يريدها أوباما. اللعبة بمجملها استخباراتية، معلومات فاشلة تتبعها تحركات دموية، وصولاً إلى أخطاء تليها اعتذارات وتبريرات لا تعيد الزمن سنوات إلى الوراء.
والآن وعلى الرغم من الاتهامات الهندية لباكستان بخصوص التفجيرات، إلا أن الهند لم تقطع كلياً علاقتها بجارتها وعدوتها التاريخية، وأبقت على شعرة معاوية في العلاقات بين البلدين، لكن تقرير الاستخبارات الأميركية قد يدفع باتجاه الأمام أكثر فتولد أزمة وتشعل ناراً لا تحتاجها المنطقة أبداً، خاصة وأن السنوات الماضية شهدت نوعاً من الانفراج في العلاقات الثنائية وشهدت زيارات متبادلة بين الطرفين النوويين القريبين من واشنطن نوعاً ما، لتكون المنطقة مشتعلة على أجندة الرئيس المنتخب، فلا يعود لديه الوقت لتحقيق أي من وعوده الانتخابية، ما يعني بالضرورة قتله سياسياً وجعله بعد أربع أو ثمان سنوات يقف معتذراً...










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تغلق شارعا رئيسيا قرب و




.. أبرز ما تناولة الإعلام الإسرائيلي بشأن تداعيات الحرب على قطا