الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كنت هناك .... في بومباي

جبار محمد صالح

2008 / 12 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


الهند هي الدولة الوحيدة ربما التي تعطيك فيزا من بغداد وبسهولة وامام الخيارات المحدودة جدا امام العراقي للسفر والترويح عن النفس اخترت الذهاب اليها وهي بالطبع مقصد مهم لكل السائحين من كافة دول العالم وهذا ماشاهدته بعدئذ , واخترت ايضا بومباي (طبعا ذهبت ورجعت ولم اعرف بومباي او مومباي )عن نيودلهي بناء على نصيحة من سافر قبلي , سافرت وانا امني النفس بسحر الشرق وروحانياته المدهشة وجمال الممثلات الهنديات ورائحة العطور الهندية ومفاجئات حتما لااعرفها سلفا وهذا ما حدث لاحقا , في المطار نزلنا واذا بجحافل المتسولين يفترشون ماحول المطار يقيهم سياج فقط وعربة التك تك البائسة التي تقلنا تبحث لنا عن فندق وسط شوارع بائسة مملوؤة بالناس البسطاء في الملبس والمنظر والملامح , وليس من معلم لحياة مدينة , رفاقي (الصبورين جدا ) قرروا العودة حالا اما انا فطلبت منهم التريث لانه من المستحيل ان تكون المناطق التي راينها هي بومباي هذه اطرافها والمدينة الحقيقية في جانب اخر من المكان , في النهاية وصلنا الى المدينة المدينة والمكان الذي حدثت فيه التفجيرات الارهابية , الفنادق الوثيرة والسواح الاجانب والحانات والاسواق وقبل الحديث عنها وعن التفجيرات التي راح ضحيتها مائتان ساتحدث عن معاناة يومية لملايين من البشر يقطنون هذه المدينة هم اقرب للموت مع وقف التنفيذ ينامون حفاة عراة مع اطفالهم في الطرقات ويتغوطون في الشارع لذا فالرائحة الغالبة التي تطبع بومباي بطابعها هي رائحة المحيط الزفرة ممزوجة برائحة غائط واشياء اخرى وربما يصف ماركيز في احدى رواياته هذه الرائحة ابلغ مني وعندما سالت احدى السائحات الاوروبيات عن مدى تحملهم لهذه الرائحة المميزة اجابت بانها تعشقها وتاتي لاجلها (ولله في خلقه شؤون ) ,عموما نسمة الهواء التي تستنشقها في بومباي تذكرك بالفقر المدقع وحتى عندما تذهب الى مطعم فاخر وتاكل اشهى الماكولات تجد من وراء نافذة طفل صغير يومىء لك بحركة التسول المشهورة في بومباي بان يقرب اصابعه الى فمه اي اريد لقمة فعندما يتسول احد في بلداننا يقول لله اي انه صاحب فضل عليك لانك ستحصل على حسنة وتتقرب بها لله اما متسولي بومباي فيقول لك اعطني لقمة لاني ربما اموت جوعا وعندما تعود من سهرة جميلة في احدى الفنادق او المراقص الكثيرة فحتما ستصدم بالناس الذين يفترشون الطرق والذين تعبوا من التسول نهارا بحيث وهو شبه نائم يمد لك اليد لاشعوريا وعندها تحس بانك اناني عديم الشعور وغير انساني لكنك تقنع نفسك بانك لست وحدك كفيل او قادر على حل هذه المشكلة وبالنسبة لبلد يتفنن في صنع اريكة الانتظار في محطة الباص بحيث تكون القياسات ملائمة لجلوس اشخاص ينتظرون الباص وغير ملائمة بالمرة لنوم شخص لان حتما سيفترشها احد ليلا فمن الصعب ايجاد الحلول وان يكون لكل فندق ومحل اشخاص مخصصين لطرد المتسولين يقفون في الخارج ويحمون الزبائن من ازعاجهم وفي فندق كبير كتاج محل انت في مامن طالما انت في جهة الفندق الكبيرة ولكن ما ان تتعدى حدود الفندق ستجد من هم بانتظارك وربما يتركوك لكن اكيد سيبقى احد يرافقك اينما تذهب وربما يتفرغ لك اليوم كله الى ان يحصل على مايريد وان فارقك ومشيت بدون مرافق فسيستلمك اخر طبعا لايدخل معك في المحلات او الحانات لان هناك من يمنعه لكنه مستعد للانتظار ساعات خارجا , واذا كان فقر الناس في بومباي يسمى فقرا فليختاروا له في كل العالم اسما اخر لانه قاسي وخطر وبلاحلول ومستكين ومتوطن داخل الاجساد والارواح والاماكن .
الجزء الثاني ...ماقبل الكارثة.. المسلمون في الهند والارهاب الاسلامي









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاستثمار الخليجي في الكرة الأوروبية.. نجاح متفاوت رغم البذ


.. رعب في مدينة الفاشر السودانية مع اشتداد الاشتباكات




.. بعد تصريح روبرت كينيدي عن دودة -أكلت جزءًا- من دماغه وماتت..


.. طائرات تهبط فوق رؤوس المصطافين على شاطئ -ماهو- الكاريبي




.. لساعات العمل تأثير كبير على صحتك | #الصباح_مع_مها