الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سعدي يوسف في الأخضر بن يوسف طائر يوائم بين أساطير الزمكان

علاء هاشم مناف

2008 / 12 / 8
الادب والفن


شاعر ألقي مراسيه في بؤر التاريخ
في هذه المجموعة الشعرية ينتقل سعدي يوسف الي مسار اكثر موائمة في الكشف عن العلاقة الاسطورية للزمكان بأشتعال دقيق لجدلية الرؤية وبلهب أسطوري ساخن يمزج فيه الفعل الفني ببنائية رؤيوية تتطابق مع فرز المحاكاة العليا ومعالجة تتمثل بالبراءة لعصر من الانبعاث الروحي، وفي مماثلة بالبراءة لخواص المكان يضع سعدي يوسف منعطفاً سحرياً لبطله الذي ينتمي الي عالم البراءة المخلوق من مظهر دانتي والذي ينتمي في الوقت نفسه الي شرفة القمر وقصة الاحتفاظ بجدار النار الذي حرك هذه الثنائية مقهيً علي (شط العرب)...
قد كنت ذّوبت المرارة في فمي مُتَمطِّقاً بالشاي...
كان النهرُ ابيضَ
ثَمَّ أشرعةٌ، ولمحُ من نوارسَ لا تُطيقُ البحَر
رامبوقال...)
كان النهُر أبيضَ
والنخيلُ هوالذي نلقاهُ في اللوحاتِ حسبُ،
أتحسبُ الدنيا مضَّيعة ً؟
أن مواسم الازمنة التي روتها مفاهيم كانت قد تشكلت في حضور المرتكز التاريخي قنوات تامة ومفتوحة، حيث الاكتمال في انقسامية بالتقاء الماضي والحاضر والتطابق التجريبي في عقل التاريخ واستخدام العصب الروحي من مرتكزه الوسطي وكان للضعف الحتمي حالته التكوينية التي أججها الشبق النفعي الجنوني والصورة الاسطورية للرمز والحلم وبقي البطل الاسطوري يعرض التشخيص الارسطي داخل متون السرد الشعري، والفكرة هي التشخيص الدقيق للمحاكاة الثنائية للمكان والفعل التركيبي بأستعارته البصرية وصيرورته الفردية، بقي الحدث التعبيري في هذه الحكاية لانه وثيق الصلة بالرؤية، والتعبير النظري كان متصلاً بسعة بصرية أضفاها سعدي يوسف علي التواصلية للحدث بمشاركة "الزمكان" المتركز في تفاصيل الحدث.
قولي ان الناس يعيشون علي القارات القمرية كالناس.
قولي: ان لديهم أروقة وحدائق... وسوف تهدهدني كلماتك حتي الموت.
حين يتعاقب الحس الصوتي سيكولوجياً يبدأ التناوب داخل بصيرة عقلية وبحس بلاغي متفحص من قبل تشكيل المعني، ثم يعود بنا الي السياق الذهني في الصياغات الابداعية، والبطل الاسطوري حدد التركيب الثلاثي للابداع في الجرس والصياغات الفكرية القبلية والجانب التخييلي والتصويري وفق استعمالات تتصل بحركة التاريخ وحركة الاشياء وبانفتاحات منظورة تلتقي بالماضي وتعرج علي الحاضر بفاعلية جمعية تنبثق وفق منظورات مختلفة ومنقسمة لانها تكتمل بواقعية ومشروع مستقبلي لحركة التاريخ الاجتماعي، هنا يلأتي الخيط الرابط في المنحي المتعدد التصورات، ولد الزمكان في خاصرة الاشكال الفلسفي ومساره كان انماطاً في التعبير وفي الاشياء في مقهي" سيدوري "
في مقهيً سيدوري علي البحر:
المرساة فجراً، وهي تنتظر المسار ليلتقي البحارة الحكماء تحت سقيفة المقهي. وسيدوري تهيئ منذ أزمانٍ، موائدها، وتمشط شعرها، وتحاور المرآة...
سيدوري سمة بنائية ونزعة تكوينية سيكولوجية في مشروع العصر الاجرائي، والشاعر كونه بنسق من النواة الاكثر صرامة ونزوعاً للعلو، انها مقهي الفعل التعييني ورابطته التي مثلت التقاء الوعي بعلامات التجسيد اللساني الساخن للبحارة، انها تفسير نهائي لطبيعة اللقاء في ازمان مختلفة وحوارات توليفية في اللفظ وعشق سماوي يعيد مفهوم التقدير والتأمل في امتزاج انعكاسي مكون بالوعي وبأدراك للبنية الاجرائية تنعكس باللفظ لتلقي بأبخرة السفن وبتوافقية تركيبية كانت قد تمثلت بالمفارقة والمحافظة علي مستوياتها المنكشفة للخطابات عند البحارة حيث تعمل هذه الخطابات علي التجاوز والتفرد بالخصوصية البنائية، لان هذا التكوين من المكان يتعدي التكريس للبنية في اطار الحدث باتجاه السيطرة للارتقاء بحركة المعني بطريقة تدلل علي الخاصية التعريفية (لمقهي سيدوري) المتماسك في اشيائه وبنائه اللغوي ومستواه الجمالي الذي يمتلك الوشيجة التحديثية علي مستوي الوحدات التكوينية للحدث، ويأتي التشكيل للماهيات بالوصف لقصب السقيفة الذي كان مظفورا مثلما تظفر لغة الشعر وحتي الامساك بالخاصية الثنائية في خمور الجرار لان سيدوري بقيت تهيئ موائدها وتعدها لتتطابق مع هذا الاكسير من الترميز للعالم الاخر اوالعالم التأملي الذي لا يكتشف الا بالقدرة والصيرورة الواعية التي كونها هذا التطابق الروحي في هذه الثنائية في الجمال الساكن في ساقية البحارة الحكماء في الازمنة المتناهية في فضائها التجريبي، وبقيت سيدوري هي (الزمكان) والغموض والفناء لتلك التوقفات وبقيت سيدوري تقاوم الانزلاقات نحونزعة يوتوبية تصور الحاضر باحساساته، فاراد الشاعر ان يقرب هذا المشروع اليوتوبي (في سيدوري) وهوالمشروع الحلمي في انسانيته.
ان انكشاف الرؤية عند سعد يوسف يتمثل بالامتزاج المدرك بالرؤية الجمالية واليقظة الحامية في دور البلوغ داخل تجريبية جوهرية تسموالي مستوي التمثيل في خلق نغمة خاصة تجمع عمليةالتشابه والمشابهه في قصدية مكشوفة للمكان تحكمها استعارات للصورة الشعرية يستخدمها الشاعر لذلك الوصف الذي يثيره الانتباه وفي اجتذاب للتشابه الذي يقبل هذا الغرس حين يظهر عمق الانتماء لهذه الارض لانها رائحة الوجود وعبر الشيء في هذا العالم، وان الوصول الي هذا التمثيل وفق الحس الوجودي باندحار النظام السياسي واستبداله بالحس الانساني بعد ان تقهقر الاله ومات ولكن الشاعر لم يمت. من هنا اصبح التمرد الذي لازم الشاعر بصمت التفوق الحسي والحاجه الي دين انساني جديد باعادة تشكيل التاريخ من جديد وباختلافية وجودية تناقض منطق الحياة التقليدي
انها: (العقبة)
مراسيه في بؤر التحول التاريخي لكي يظفر بالفروض وتشكيلات الاكتمال المتمثلة بالوعي الامكاني للتاريخ، الا ان سعدي يوسف واصل هذا التمثيل الثنائي بالانفتاح علي الاستقلال التاريخي وتوقعاته وجعل هذا الانفتاح حركة كشف لصنع الارادات وتمثلها بالحس الاستدلالي الذي يعني الفعل في حركة التاريخ بمعني تنشيط الحالة الفعلية للتاريخ بقصدية وصيرورة تؤكد حقيقة الوعي الجدلي التاريخي وفق تقريرية واقعية تتمثل بالموضوعلت القائمة علي التجريبية الحسية وبانماط واعراف بنائية تشكل مضمون هذه الواقعية كذلك تفيد التشديد الذي تمثل بالاعراف التصويرية لمرتكز المحاكاة التي افردها المعني القيمي وترابطاته النظرية التي رجحت التمثيل بالتخريجات المنظورة والمهارات المنجزة سياسيا وتاريخيا.
فالذي يعنينا من هذه المماثلة هي اشكالية الصورة وتخريجاتها في اطار حافز المعني السياسي الذي يشدد عليه الشاعر:
سوف يئنُّ لورنسُ المهشّمُ عند احداها.
ليس في القلعةِ احدٌ / ليس ثمتَ حارس آثار /البحر وحده / والصيادون
تركوا زوارقهم الي المقهي /
الشمس تغرب في ايلات / والقلعة العثمانية تسهر مرتدية اسمالها
الفاخرة / لاقذائف من مدافع قديمة /
التأريخ والبحر / سوف تكون المنارة انيقة في كامرات السواح الذين لايأتون / الهلالُ الجديدُ

والشاعر يتأكد من الفاعلية التاريخية، ذلك بالانفعال بالتاريخ بوجودية تفصح عن ذلك العناء السيكولوجي وحصر شروط الفعل المنجز بنظرة حسية محسومة سلفا داخل الاعم المقصود وفق منهجية منظمة لحركة التاريخ الذي يسير بالعكس داخل جبرية تأويلية تتقولب بشكل عقيم وفق نزعة توكيدية تتشكل بالفرز والتخطي للحس الثنائي عند سعدي يوسف، هذا الاحتدام التواصلي عند الشاعر يشكل منعطفا خطيرا في الوعي التاريخي من ناحية الالزام المركزي لمنهجية العقل وخلاصاته (السيميولوجيه) داخل اشكالية دلالة المعني وتردداته باستعادة فعل التاويل بفكرة المقولات الثنائية السارية المفعول (بالفعل التاريخي) وبزمكانية تنشد المعني في مدي الاحاله التي تاتي وفق سياقات تحدد جدلية تلك الاستجابات التاريخيه.
العثمانيون كان لهم هنا مفصل البحر والصحراء.
والمدافع الاولي التي تدفع عن طريق مكة الطويل، ما قد يقذفُ البحرُاذاً لنهبط الي القاع... به البحرُ
المشهد واضحٌ. واضحُ كالسينما الوثائقية، وجارح،
وحزام الرصاص
لنحمل، مثل جملين غذاء رئتينا
ولنقذف في الامواه العميقة
حيث الزرقةُ ساحل.
ملخص سيكولوجي
وفي كل هذا المنحي ينطلق سعدي يوسف من الاسس الاجتماعيه السيكولوجيه، فالموضوع عنده هوالدرس بملخص سيكولوجي وحكمه تنتقل من مرحلة التلقي الي مرحلة التقويم الجمالي للقضيه المحوريه الخاصة بصدي هذا الشعور الذي افرده الشاعر لخلاصاته السيكولوجية المؤثرة في هذه القضية المحورية التي تقوم علي منطق التقسيم النصفي للتفاحة بالقياسات السيكولوجية ليختفي بجبال الخليج هذا المفهوم التصويري الاستاتيكي يتم بوسيلة فهم للحظة سيكولوجية تقدم الكثير من صيغ ومفاهيم لا شعورية تكمن خلف حدود المعني، ويستطيع الشاعر ان يلمس قوة الفعل السيكولوجي داخل الفعل الشعري بخطوات متقدمة لفهم المعترك الجمالي للحدث ومحاولاته المتقدمة في البحث عن اسس الاحكام الجمالية وهي محاولات تضع في الحسبان الموازنه بين الربط المحكم لحركة اختفاء نصف التفاحة هادئا في الجبال وبين الكشف عن القوانين الجمالية وإحالة هذه الاشكالية الي اعتمادات الطبيعة في الكشف عن هذا الاختفاء لنصف التفاحة في الجبال وتركه، هذا الربط لعمود النور ثم الانتقال الي شعور اخر بأن البحر لاموج فيه وان الاتجاه ارتكن عند الشاعر سعدي يوسف الي السماء التي احاطت بالحدث وباللوّن وبنصف التفاحة الذي غاب، ثم ينتقل الشاعر الي حدث اخر هوان ارتباط كل هذه القصدية بوصفها ارتباطاً محوريا بخّياطة الحي التي بقيت تطوي علي ساعديّ ً السماء قمصانها الارجوان، هذا الفعل الحكائي قام علي الربط المحوري الذي يقتضي التخمين لمعني النص في نوع من الاستقلاليه الدلالية وفقً صياغة للكتابة بتوافق المعني اللفظي لخواص النص وفق اطار المعني العقلي اوقصدية المعني وهو يحمل الصوت الحاضر في الصورة الشعرية وقد اصابه الخرس عبر تشكيل نصف التفاحة الذي اختفي، هنا تاتي العلاقة في اطار التناسب مع الصوت الخفي في النص مع الفهم الدقيق لخاصية المعني الذي ياخذ بعده التاويلي وهويزداد قوة داخل هذه الاشكالية المحورية القائمة علي التاويل الذي خلقه الانفصال التام داخل المعني المشّفر للنص الشعري باستذكار الصورة الشعرية التي تكونت بتعالق المعني التاويلي للفظ علي ضوء قصدية النص المتشكلة اصلا وفق مفهوم سيكولوجي للتاويل.
ملخص سيكولوجي
وفي كل هذا المنحي ينطلق سعدي يوسف من الاسس الاجتماعيه السيكولوجيه، فالموضوع عنده هوالدرس بملخص سيكولوجي وحكمه تنتقل من مرحلة التلقي الي مرحلة التقويم الجمالي للقضيه المحوريه الخاصة بصدي هذا الشعور الذي افرده الشاعر لخلاصاته السيكولوجية المؤثرة في هذه القضية المحورية التي تقوم علي منطق التقسيم النصفي للتفاحة بالقياسات السيكولوجية ليختفي بجبال الخليج هذا المفهوم التصويري الاستاتيكي يتم بوسيلة فهم للحظة سيكولوجية تقدم الكثير من صيغ ومفاهيم لا شعورية تكمن خلف حدود المعني، ويستطيع الشاعر ان يلمس قوة الفعل السيكولوجي داخل الفعل الشعري بخطوات متقدمة لفهم المعترك الجمالي للحدث ومحاولاته المتقدمة في البحث عن اسس الاحكام الجمالية وهي محاولات تضع في الحسبان الموازنه بين الربط المحكم لحركة اختفاء نصف التفاحة هادئا في الجبال وبين الكشف عن القوانين الجمالية وإحالة هذه الاشكالية الي اعتمادات الطبيعة في الكشف عن هذا الاختفاء لنصف التفاحة في الجبال وتركه، هذا الربط لعمود النور ثم الانتقال الي شعور اخر بأن البحر لاموج فيه وان الاتجاه ارتكن عند الشاعر سعدي يوسف الي السماء التي احاطت بالحدث وباللوّن وبنصف التفاحة الذي غاب، ثم ينتقل الشاعر الي حدث اخر هوان ارتباط كل هذه القصدية بوصفها ارتباطاً محوريا بخّياطة الحي التي بقيت تطوي علي ساعديّ ً السماء قمصانها الارجوان، هذا الفعل الحكائي قام علي الربط المحوري الذي يقتضي التخمين لمعني النص في نوع من الاستقلاليه الدلالية وفقً صياغة للكتابة بتوافق المعني اللفظي لخواص النص وفق اطار المعني العقلي اوقصدية المعني وهو يحمل الصوت الحاضر في الصورة الشعرية وقد اصابه الخرس عبر تشكيل نصف التفاحة الذي اختفي، هنا تاتي العلاقة في اطار التناسب مع الصوت الخفي في النص مع الفهم الدقيق لخاصية المعني الذي ياخذ بعده التاويلي وهويزداد قوة داخل هذه الاشكالية المحورية القائمة علي التاويل الذي خلقه الانفصال التام داخل المعني المشّفر للنص الشعري باستذكار الصورة الشعرية التي تكونت بتعالق المعني التاويلي للفظ علي ضوء قصدية النص المتشكلة اصلا وفق مفهوم سيكولوجي للتاويل.
مقدمة اتصالية
مايتعلق بالتصور الملفوظ واشكالاته الفكرية عند سعدي يوسف فهويعد مقدمة اتصاليةلاختيار هذا التدرج وفق تطابقات فكرية تلخص المقدرة والتجديد والفهم والالتحام والتماسك في تلك التوسطات لاعداد شبكة علائقية تقوم مقام ذلك النسق المتصاعد في اللحظة المتعالية، فالذي نقوله بخصوص هذا التماسك الحدسي وماهيته الحاضرة وتدرجاته الزمنية في اختيار الحدث والحديث الشعري.
هذا التأسيس المتأمل بانكشاف مستوي المقدرة الحسية للحظة اوالومضة الذهنية لانها نسيج وانتخاب للذاكرة في حدود البنية والتحقق الخطابي، فالبحث عن علاقة هذه الومضة بالتركيبة الفكرية وبالسياق المعرفي لانه انموذج تكويني لحضور المصدر الحسي بصيغته (الزمكانية) المرتبطة بهيمنة هذا النسق التعبيري وترابطاته بالحديقة والشوق لامرأة وبين هذا الحس القلق والمطابقة التي تسبق هذا الاستبطان وشروعه الذي يتكون بالقوة التعبيرية وبتزامنية هذا الشوق، وسعدي يوسف كان قد كون حساً اشتراطياً في القصيدة رغم وجود الخطاب المتفحص الاستنباط المرتبط بالجدلية النسقية وشروط الامكان الذي ينصب داخل حركة الحس وسعدي حدد (الزمكان الاختياري) والصيرورة الكونية التي تكون ذلك الاختيار والموائمة من خلال التنظيم السري للغة، ثم يأتي الاتصال عند الشاعر حسب درجات التأسيس الكوني للحدس وبمنظومة لسانية تستدعي اللغة المتعالية كونها لغة لسان تلازم التموضع الحاضر في مجس الضمائر في تشكيل التجربة الحسية الدقيقة.
يشربُ النَبتُ في شرفة البيتِ شاياً من الياسمين
الصباحُ تدلي بسُلّمِهِ وتسلقَ اوراقَهُ
وهوالآن يضْفرُ لي تاجهُ في الجبين ِ
الطريق الذي لا يؤدي ِّ، يُلَوِّحُ لي إذْ يلُوحُ
لن تَمُرَّ هنا الحافلات
إتئَّدْ
وأشرب الشايَ في شُرفةِ البيتِ
ولتتعلّمْ، ولومرَّةً،كيف تستقبل الطيرَ
بهذا الطراز من الكثافة تعمل الزمنية عند الشاعر في تشكيل حصة الافراط في الحس باتصال العلوبالاخص المقترب من الحس اللغوي وتكويناته العصابية التي تلابست في الحس الكوني، والملاحظ ان سعدي يوسف في هذه الومضات حقق فعل التأمل بشروط العموم الثقافي وتجربة اللغة الجدلية المحسوسة وفق صياغات المعاني، في العلوالانطلوجي المكثف من خلال الشبكة الاسنادية للغة كان قد تفرد بها سعدي يوسف عبر استهداف للمعني وبقنوات الذات الجمعية والروح التي تجاوزت الاستفهام التواصلي وركزت علي نواة الاكتشاف ومن ثم التجاوز لكل الاستفهامات المتعلقة بالاشكال اللاحقيقي.
ويعلن سعدي يوسف (حسه اللّوغوسي) كمقدمة عقلية متركبة بالاتصال للمطابقة وفق اشكالية تجريبية للمعني من وجهة النظر المرتبطة بتحرير الفعل العقلي من التصلب، واعادته الي قواعده الحقيقية، وضمان منطق الممارسة(للوغوس) داخل اساسيات الاتصال لفعل الحقيقة بواسطة المنظومة السيميولوجية.
دائماً في هذا الخريف الذي لا يشبهني في هذا الخريف الذي يشبهني
في هذا الخريف الذي........
أسألُ عن ورقةٍ واحدةٍ. ورقةٍ واحدةٍ، حسبُ.
لكن ماذا نفعلُ بالاغاني؟
ورقُ الحائطِ مثقلٌ بالاناشيد
أناشيد الموتي
واناشيد ُ من يموتون....
مثقلٌ ايضاً ببياض خفيَّ
يتوضح هذا الاتصال الكوني بالاشياء واللغة، وينحصر بالتوجس والحس والتفهم للفظة واتصالها الزمني، وبكثافة جمالية تأخذ بالحسبان الانعكاس الاتصالي في المعني البصري، والتجريب المحسوس والمرتبط بالحوار.
وقد حاول سعدي يوسف الاجابة عن النزعة الاتصالية باللغة الماورائية، والتسبيح بمقتضي التكوين للصورة الشعرية ازاء ما يحدث من تحول في الاستبدال بطريقة اجرائية، وهذا مبدأ أتخذه الشاعر شعوريا لتأكيد المعني اللفظي وفق حدوده التعريفية داخل كينونة هذا (المنلوغ) واقتضائه واتصاله بالماهية الشيئية وتعميم هذا التموضع داخل مقطوعة هذا السياق، واختلافاته في التشخيص المتبادل لعلاقة اللغة بالمعني التأسيسي دلاليا، وحصر المعني في المعني الاستعاري (الرمزي التاريخي)، وبنفس طريقة الدلالة الموحية لانسجة هذا الافتراض للغة. ولكن بقي الشاعر يتحدث عن الاجابة، والاعتقاد، وربط اللفظ بالمعني.
فتاةٌ هنديةٌ
ربما كانتْ زعيمة قبيلةٍ في البيرو
قبل ثلاثة آلآف عام
دخلت غرفتي، لثلاث لحظات فقط
لكنها لم تخرج
في اللحظة التي تتميز فيها الدلالة السيميولوجية:يقيم الشاعر برهاناً متقارباً ومتعدد المعاني، ومختلف بالخصوصية الفردية بوصفه خطاباً خفياً متقارب المعاني في جدل الواقعة وفي حدودها التعريفية التي تثير التمثيل اللفظي في المحاكاة العينية. وسعدي يوسف مهد لهذا الخطاب الطويل (للارتياب)، واستطاع ان يضع له بنية تعبر البعد الزمني لتدخل في المعرفة الحسية وتختفي وفي المنظومة اللغوية للخطاب، فاصبحت الاسبقية (انطلوجية) لنتائج واقعة لا محالة داخل كل هذه الافتراضات الموضعية المرسومة زمنيا.
اننا الان في حركة التتابع للنصوص (التزامنية) لشفرة النظام الوجودي الذي اصبح متركبا من فعل الخطاب (وتفرد المفصل اللغوي داخل زمنية الشفرة اللوغوسية) التي تفردت(بالاحتفاظ في الدلالة والمعني).
ثم بين الغصونِ، سماءُ طباشيرُ
هل أكتبُ اليومَ فيها أغاني السواد؟
المروجُ التي تكنزُ الخضرةَ أتّسعتْ:
هل تكونُ السماءُ، أذاً، في التراب الخفيض؟
لأحداقُِنا أن تحارَ قليلا ً
وأن تسأل الآن عمّا بدا ثابتاً.....
يبدوان (استيحاش) الشاعر حول هذا الاشتراك الحسي في صحوة مفارقة أثقلت فيه التدرج التكويني في الافصاح عن الية للصورة، وقد تشعب هذا الايقاع (ليستغرق) في التقنيات التناوبية في (تدخين القنَّب) و(أتنقّعَ بالشفتين) وهي صيغ تعبيرية تلخص النظرة الي الوقائع ــ بواقعية ــ تمتلك عالما خاصا بإضفاء الحس الشعوري من الناحية التجريبية، وقيمة التمثيل الواقعي الذي يمتاز به الشاعر في وعي هذا التماسك في اللحظة، وتقديم متون الوعي الحسي بخلاصات يقظة، وانموذج مدرك لمعيارية القص الحسي، والتحول الي التمثيل الاستبطاني، كذلك التغريبية في الحدث السيكولوجي لانه تمثيل يتخذ من الهاجس الحسي (مخرجا للنص الشعري).
النص التأملي
ان الرجع التمثيلي عند الشاعر ياتي في القص والمماثلة في الموضوع التصويري وهويخالف قول الحافز الفارغ، والشاعر يرغب في تشكيل واقعية حسية وبتصريح يقوم علي مأخذ الحافز السيكولوجي بأنكشاف العمق لمنظور الموسيقي المتمثلة بالحكائية البنائية وهي المدخل لكينونه الاصوات التي تندرج داخل نغمة متألقة تتضمن الحس التقسيمي للحدث والايقاع بضربة تعالج خلاصات البنية الموسيقية للشعر، ويعالج سعدي يوسف في هذه الانساق التعريفية للحس أهم افعال الاداة الذهنية التي تكيفت لمفهوم الادارك والذات التي تعرف حقيقة وعي اختصار اللفظة والحكاية حيث يتم رسمها عقلياً وبحس اكثر دقة في السببية التعبيرية للارادة، هناك استعارات بصرية تربط وحدة مركزية وحدة الحدث وتبدوالموسيقي في ذهن سعدي يوسف اكثر حيزاً في تصوير مكامن (الاذن والعين) لانهما يجريان مجري واحد في جرس تشخيص ولفظ كان قد ارتبط بالمشهد الشعري وصلته تأتي بالتعاقب وبألتقاطات تتناوب في المعني والمنطق والمحاججة. صحيح ان الاختيار بالنسبة للشاعر هوما يتعلق ببلاغة المعني المرصوف رصفاً دقيقاً لكن الرغبة التي احدثها سعدي يوسف في جوهر هذا الحس الزغرفي يفوق ايقاع البنية اللفظية من ناحية الاقناع التداولي المعروف،فتتشكل عند الشاعر الرؤية والسكون بجمال الحركة الاقناعية في التحول ودور الافعال التعبيرية (سيميولوجياً) يقرر الشاعر نهائية البناء اللفظي بوصفه منطق تنظيمي لخصائص متميزة في الوزن والطباق وهي تقع ضمن تفاصيل بلاغية وأنتاجية في التحكم والتنسيق والمبادرة والتأسيس والتدرج والتمثيل الذي يعد مركبّاً واحساسا لمزيج من الرؤية يقع في ايقاع تكاملي في (القهوة التي تبرد في الشرفة) وهي نتاج بنائي من النصوص يقع داخل شعرية واختيار للصور فهويعد موضوعاً متطورا في ثنائية الملاحم النصية من التأليف في الملاحم الحسية.
ان مفهوم العوالم الامكانية عند سعدي يوسف تستند الي اطلاق يضرب في حكاية التعاقب النصي وانما تلخصه التوقعات من حكاية يتصل بحركة اختلافية توضح المنطق الدلالي وفق عوالم التاريخ الحسي المتركبة باختيارات تنعكس في الحكاية التي تتقدم فرضيات تصويرة للحدث الحسي، و(قلعة هاملت) هي طريقة مدركة للحس في الحكاية وتصوراً يتطور بمصدرية قصدية تعالجها المداليل الملموسة بالعبور فهي معالجة لفضاءات ممكنة ومجردة ومتميزة بالجمال وهي بنية تتعلق بالمدي القائم علي التألفات والايقاعات المتوافقة مع التبيانات الدلالية والتوقعات الحسية المليئة برائحة التشظي الخضراء. ويبلغ النص في تصوراته الانطلوجية بان يتوجه الشاعر الي الماوراء في استخدام الامكان التحليلي ورصد تلك الانتقالات الذهنية باستخدام السياقات والعوالم التي تصور البنية التاويلية للحس الجمالي بصادره الملتبسة في غاية من التناهي التصويري الذي يشكل افتراض في الخيارات كاختلاف فائق في الوصف، وسعدي يوسف حاول نسج هذا المعني البنائي في (الدم، واللحظة، والقوقعة) باعتبارها استبيانات تنتقل من تصور ذهني الي منطق دلالي حسي يتركب بالجملة الشعرية علي مستوي الجرس في استعارة للعوالم المتناهية في اشكالها التعبيرية وخيارات التصور باختلافية غاية في الوصف.(واشباحُ البحارة في سفن غرقتْ في وتعبره احذية السواح).
هنا ياتي التوافق الذي يشير اليه سعدي يوسف في المعني البنائي الذي ينطوي عليه هذا التصور في اعلي درجات الحسية الحدسية وباختلاف امكاني يفضي الي تقابلية في شبكة الاختيار والاستخدام الامثل (للسيميولوجيا النصية) وهي تقوم بالتشديد علي الحلقة الاختلافية من منطق غاية في البناء الحسي الحكائي وهويتمثل بنائيا من التفعيلات الدلالية التي تختزن التصور السيميولوجي النصي وفق اجراء يحدد المفارقة بين البني الاسلوبية واللفظ وقواعد التحليل والتاويل اللفظي الذي يرتكن الي اللزوم في المجانسة الحكائية للقص الشعري سرديا وبعاقبية نتطوي علي اعادة للخاصيات الضرورية وبأيحاء يشتغل علي المقولات المنهجية. ان العوالم التي يمضي بها سعدي يوسف تبدأ بمركزية أبنية العلامات ثم تتحول الي بني حسية تكوينية تعبر عن طور حياتي يتطابق مع صورة التصورالزمني وعلاقة الفرض المتعلق بالبناء الاجرائي (في ذلك النهار الممطر) وهومستوي زمني تكويني يعبر عن جذرية تعاقبية لتاريخ منظور للذات،ويتمفصل الزمن عند سعدي يوسف في لفظتين طريتين هما (النهار والمطر) وهما الغاية الحاضرة في الزمن التكويني وصورة (الكوجيتو) الذهني واجراءاته الواعية من خلال المفارقة في التشكيل اللغوي وتمفصلات العلامات والتضامن الثنائي للحدث ودلالته التكوينية في انعكاسية نظرية في (انا مضنيً بملائكة ينتظرون. الاشجار هي الاشجار ولكني ابحث عن ظل)فالذي يتأسس علي هذه الثنائية تفاصيل المجري الخطابي الشعري وكما يلي:
كانتْ في الشُّرفةِ . والشمس ُ أقامتْ في ركنِ حديقتها
بيتاً تلاوينَ العشبِ، وللورق اليابسِ. لم تكن المرأةُ تنتظر
أوتنتظرُ. المرأةُ كانتْ غائبةً. أنا وحدي كنتُ أُلملمُ
صورتها، والاعضاءَ، وذكري القبلةِ في زاوية المقهي
يوماً ما....
الخطاب الشعري
ويتشكل الخطاب الشعري باتصال ينتمي الي النزعات الجوهرية داخل انشطة ذاتية حتي يصبح (مونولوغياً) تحت رحيق الجاذبية والعودة للاستجابات التأويلية، وهنا يتكشف التكوين الزمني برفقة تستند الي السعة الكونية وبأطار حركي يتصل بشروط التنظير الاداتي للخطاب وتمثيلا جدليا بالحسي وبمقتضي التمثيل الجوهري للصورة الشعرية وهي تصور هذه العوالم الامكانية في البناء السياقي لمكونات هذا السرد الشعري.
ما أنبتَ هذا الأخضر في الازرق؟ موسيقي
شمسٌ من جزرٍ ذات براكينَ. المرأةُ توشكٌ ان تتحرك،
أن تبدو، ان تتشكل ها أنا ذا ألمحُ خصلةَ شعري سبطٍ... مكتنزاً من شفةٍ سفلي.
ويتأكد هذا التخوم المتخيل من العوالم الحكائية ذات الخاصيات في الحدود الحكائية ، وسعدي يوسف مثل المعني التأويلي وقوة الاقتران في وظيفة التحديد (من الشفة السفلي) هذا التصور المكتنز بالمضامين الذي ربط المعني بالشفرة الحكائية ثم بالصورة الشعرية بقدرة معمارية في صياغة القص السيكولوجي والعثور علي المعني هناك زمنية في عملية الاتصال وكثافة لحركة المبادلات والتي تمثلت بالانعكاس التجريبي للمعني الذي يوجد الجدل الجوهري لخلاصات المعاني المحسوسة.
موسيقي. والشُّرفةُ تغدوشرفةَ بيتٍ: طاولةٌ صغري.
كُرسيان. زُجاجةَ خمرٍ. قدحان وحّباتٍ من
مشمش اسبانياً. في زاوية الشرفةِ نبتة صبار.
تلتفتُ المرأةُ. ها نحنُ اثنان. سنسكنُ في الشرفةِ.
سوفَ تجيء الشمس الي كأسينا. سوفَ نري اللحظةَ.
موسيقي...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل